Home»Débats»رفقا بإخوانكم المغتربين

رفقا بإخوانكم المغتربين

1
Shares
PinterestGoogle+

رفقا بإخوانكم المغتربين.
حدثني أحد المعارف بشيء من الامتعاض عن قصة المغتربين و هداياهم البسيطة و في حديثه مسحة من سخرية.
إن وجب التسليم ببساطة الهدايا و هزالة قيمتها المادية فوجب التذكير أن نصيبا من الإحباط يتحمله منتظر الهدية .
لا يخفى على أحد أن عائلاتنا كبيرة و احتياجاتها و انتظاراتها أكبر.
و ربما يخفى على بعضنا أن المغتربين ليسوا في جنة و لا يعيشون في نعيم. فيهم المتقاعدون و العاطلون و العمال، و هؤلاء ينتزعون الأورو انتزاعا من فم الأسد. أغلبهم يشتغلون في المعامل و المزارع لساعات طوال. منهم من يستيقظ على الساعة الرابعة صباحا، في جو بارد يُجمّد الدّم في العروق، و يستقل المترو أو سيارته الخاصة ليلتحق بمقر العمل البعيد بساعة أو ساعتين وعندما ينهي عمله يقطع نفس المسافة ليعود منهكا في المساء و هو يعلم أنه سيفعل نفس الشيء في اليوم الموالي و اليوم الذي يليه. هي إذا حياة صعبة فيها كفاح و مشقة من أجل لقمة العيش.
و رغم كل هذه المشقة و هذا التعب فإنه يخصّص شيئا من عرقه لعائلته و معارفه في الوطن.
هو يعرف أن الأب و الأم و الأخ و الأخت و أبناءهما و الأصهار الصغار و الكبار ينتظرون عودة « الفاكانسي ».
كيف يمكن له أن يلبي كل الانتظارات و هو يعمل السنة كلها من أجل توفير ميزانية السفر( و هذا حال الأغلبية لأن الإستثناءات لا يقاس عليها؟)
لا شك أن المغترب سيُحضر للناس ما خف وزنه و رخص ثمنه و إلا فلن يستطيع إرضاء  » طمع » المنتظرين.
كثير منهم لا يعود للوطن لسنوات لأنه لم يستطع توفير ميزانية العطلة و فيها مصاريف الرحلة و مصاريف الأكل و الشراب و مصاريف الهدايا للأحباب.
النظر للجزء المليء من الكأس يقتضي الرضى بما وصلك من أخيك في الغربة لأنه عربون محبة. وتذكر أن سماء أوروبا لا تمطر ذهبا.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *