Home»Débats»منظمة العفو الدولية والعداء المجاني للمغرب

منظمة العفو الدولية والعداء المجاني للمغرب

1
Shares
PinterestGoogle+
 

أبت منظمة العفو الدولية – كعادتها تجاه المغرب في ملفات أخرى  – إلا أن تغرد خارج السرب , فإذا كان تحرير معبر الكركرات من عصابة قطاع الطرق المنتمية للبوليساريو قد حظي بإشادة واسعة من طرف مختلف الدول والمنظمات نظرا  لشرعيته وضروريته لضمان حرية  التنقل والمرور من والى موريتانيا وباقي الدول الإفريقية  جنوب الصحراء بعد استنفاذ كافة الوسائل وعجز المينورسو على إرجاع المعتدين إلى جادة الصواب لفك الحصار المضروب على المعبر , فان ممثلة هذه المنظمة بشمال إفريقيا المسماة ياسمين كاشا – جزائرية الجنسية – كتبت مقالا نشر بموقع أمنيستي الالكتروني عنوانه   » هناك حاجة ماسة لمراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية أكثر من أي وقت مضى  » , بينت فيه بشكل سافر انحيازها لأطروحة بلدها التي تجاوزها الزمن , و يبدو للقارئ  أن المعنية بالأمر تعيش خارج التغطية وربما  تسكن في الكواكب البعيدة لا علم لها بما يجري على ارض الواقع من حيث التاريخ والجغرافيا , فهي تتحدث عن عملية عسكرية للجيش المغربي   » في قرية الكركرات منطقة الصحراء الغربية المتنازع عليها لتفكيك مخيم أقامه حوالي 60 محتجاً صحراوياً سلمياً، قبل ثلاثة أسابيع. وقالت السلطات المغربية إن المخيم كان يعيق حركة المرور بين الجزء الذي تسيطر عليه المغرب من منطقة الصحراء الغربية غير المتمتع بالحكم الذاتي وموريتانيا ».

كلام يستشف منه  جهل ومحاولة قلب الحقائق خدمة لأهداف سياسية تتماشى مع مخططات الجزائر وصنيعتها البوليساريو , فعن أية قرية تتحدث ؟ وهل هؤلاء المخيمين الذين تدعي سلمية أفعالهم والذين نقلوا على متن شاحنات عسكرية من مخيمات تندوف التي تبعد عن عين  المكان بحوالي 2000كلم  قدموا من اجل الاستجمام ؟, فقد شاهد العالم عبر وسائل الإعلام المختلفة قطعهم للطريق بل وحفرها وتخريبها لمنع حركة المرور والاعتداء على السائقين واستفزازهم و ابتزازهم , فأين هي حقوق هؤلاء ألا يدخلون في خانة  الإنسان التي تدعي الكاتبة ومنظمتها حمايتها والذود عنها أم هي سياسة الكيل بمكيالين .

وماذا عن تبني موقف البوليساريو بإعلان نهاية وقف إطلاق النار – من جانب واحد – الموقع مع الأمم المتحدة سنة 1991 أليس ذلك تحريضا على الاقتتال الذي يتعارض مع الحق في الحياة .

وتختتم الكاتبة ترهاتها بترديد الاسطوانة المتجاوزة والتي تدعو لإضافة عنصر حقوق الإنسان إلى بعثة المنور سو  تحت ذريعة قمع النشطاء الصحراويين على يد الآمن المغربي , وقد سبق الحسم في هذا الموضوع فلا فائدة في التكرار , وإذا كانت من مراقبة فلتتم بمخيمات العار بالحمادة والرابوني وما جاور تندوف , حيث يحرق الصحراوي حيا ويزج به في المعتقلات السرية وغياهب السجون المظلمة تحت أنظار البلد المتواطئ  و المتستر على الجرائم المرتكبة  في حق سكان المخيمات والتي ترفض الجزائر إحصاءهم حتى لا ينكشف زيف الأرقام المقدمة للمنظمات والدول من أجل استجداء الإعانات التي تتبخر قبل وصولها إلى المعنيين بالأمر ويقف وراء ذلك المتاجرون بمعاناة وبؤس مواطنين المحتجزين قسرا في ظروف  مهينة ولا إنسانية .

 إن الحديث عن الأراضي المحررة بالصحراء المغربية  خارج الجدار الأمني هو مجرد وهم لأنها في الواقع تدخل في مجال المنطقة العازلة الموضوعة تحت المراقبة   الأممية  بموافقة من المغرب , والتي يبدو أن التراخي في حمايتها و غض الطرف عن تحرك المرتزقة فوق رمالها بلا حسيب ولا رقيب  لا يكمن أن يستمر إلى ما لا نهاية و سيكون للمغرب رد صارم لردع أية محاولة لتغيير الواقع على الأرض .

 وبالرجوع للسيرة الذاتية للسيدة ياسمين كاشا نجد أنها مزدادة بالجزائر سنة 1986 , عملت كمساعدة  » إنسانية  »  لدى اللاجئين الصحراويين في الجنوب الغربي للجزائر , وفي سنة 2014 ترأست مكتب شمال إفريقيا لمنظمة صحافيين بلا حدود بتونس حتى سنة 2018 حيث أصبحت ممثلة لمنظمة امنيستي بمكتب شمال إفريقيا.

وكيف لا تتبنى هذه الحقوقية المزعومة موقف بلادها وهي التي كانت عينها  التي لا تنام بمخيمات تندوف و تتقاضى أجرا ماديا على خدماتها ؟  وكيف لها وهي التي عايشت الوضع هناك وخبرت دهاليز معسكرات العار و معاناة الساكنة  مع  الجوع والمرض والحرمان ألا ترصد الخروقات في مجال حقوق الإنسان هناك  حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت ؟ فهي بمثابة  » شاهد ما شافش حاجة « .

وقد انبرى السيد محمد صالح التامك المدير العام لإدارة السجون و هو الصحراوي الذي يعرف خبايا  الملف و النوايا السيئة لمن يدعون الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير تلك الاسطوانة المشروخة التي عفا عنها الزمان ,   للرد على منظمة العفو الدولية بالقول . » إن موقف المنظمة وبعض الأقلام المنسوبة إليها يعبر عن عداوة مجانية تجاه المغرب « 

إن عدم حياد منظمة العفو الدولية وانحيازها بات مفضوحا, وهي المفروض فيها الدفاع عن حقوق الإنسان كمبدأ كوني شامل غير قابل للتجزيء و لا للمساومة وفق المواثيق الدولية, وسيصدق عليها قول الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي.

يا أعدَلَ النّاسِ إلاّ في مُعامَلَتي فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخصْمُ وَالحكَمُ

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.