Home»Débats»السطو على سوق الأكباش بالدارالبيضاء : هل بهذه الصورة سنقدم انفسنا للعالم

السطو على سوق الأكباش بالدارالبيضاء : هل بهذه الصورة سنقدم انفسنا للعالم

0
Shares
PinterestGoogle+

فريد بوجيدة
الفيديو الذي وثق السرقة ( سرقة الأكباش ) في الدار البيضاء ، بعد انتشاره (وقد انتشر بالفعل ) جعل الجميع يتساءل على لسان ناس الغيوان  » واش احنا هما حنا  » كيف أصبحنا ؟ ولماذا هذا السلوك العدواني على ملكية الناس ؟ هل بهذه الصورة سنقدم أنفسنا للغير ( السياح مثلا ) ، وحتى لوكان شراء أضحية العيد مسألة ضرورية ( وهي ليست إجبارية )، أيحق لهؤلاء المواطنين أن يهاجموا تاجرا بهذه الهمجية ؟ ما الذي يميز هؤلاء عن البدائيين والمتوحشين ؟
إن الأمر خطير جدا ، ومن وجهة نظر سوسيولوجية يمكن القول إن تحولا خطيرا داخل المجتمع ، وعلينا الانتباه إلى أن هذا السلوك ينم عن نزعة  » بربرية » مخفية تنتظر الوقت المناسب للظهور ، وهي ثاوية تتمظهر أحيانا بردود أفعال معينة ، وبأقوال هنا وهناك ، لكنها في العمق تشير إلى تمزق يحدث للنسيج المجتمعي ، أي نوعا من التفكك في العلاقات الاجتماعية والتي بنيت على منظومة من القواعد اعتقدنا أنها رسخت في شكل عقد اجتماعي يربط الناس ، هناك منظومة من القيم تتلاشى في لحظة معينة وتكشف عن الطابع المتوحش للمواطن ، هم ضحايا نعم لكنهم قنابل شبه عنقودية ، قابلة للانفجار ، وتحطيم ما بني من سنين …لايمكن تبرير هذا السلوك بالغلاء أو بالفقر ، بل هو اضطراب في الشخصية الجماعية ، وغياب مايشد الناس إلى ما نسميه ثقافة ، وميول خطير نحو الطبيعة باستخدام القوة اتجاه مواطنين آخرين ، وهو ينفي أي تبرير عقلاني ( الدوافع الاقتصادية ) ، وحتى إن لم يتحول إلى سلوك عام ، فإنه مؤشر اجتماعي مخيف ، كيف سنحمي المجتمع وممتلكات الناس ، وكيف نحصن الحريات الفردية ، وكيف نقي اختلافاتنا من سلوكات متوحشة ؟ أكيد أن هذه السلوكات تتكرر ، في الوقت الذي تستطيع أن تترجم عدوانيتها بدافع جمعي (الغلاء ) وبشرعية دينية ( العيد ) واختصار الهدف في ضحية أخرى ( التاجر ) …لكن السؤال هو كيف لمجتمع يدعي الأخلاق ولا يلتزم إلا بوجود قوانين رادعة ؟ وهل نحن في حاجة إلى إعادة بناء المواطنة من جديد من أجل حماية الأمن الاجتماعي ؟.. فريد بوجيدة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. thitrite
    02/08/2020 at 13:32

    On peut être pauvre, on peut être analphabète, ce sont des conditions qui parfois (pas toujours) échappent à notre influence. Mais éviter d’être indigne, barbare, sauvage, ça c’est de la volonté de chacun et de tous.Je poste et je commente ici souvent dans le sens qu’il faut arrêter avec les vieux schémas d’analyse et qu’il faut commencer par responsabiliser les peuples.Ce qui nous plombe dans le sous-développement, c’est que nous nous sommes injectés dans les veines les prémisses de doctrines qui prennent les peuples pour des nobles et des victimes par nature.Il faut arrêter avec celà.Un pays, une société, se compose de plusieurs acteurs et elle n’avance que si tous les acteurs jouent leur rôle. Le peuple est un de ces acteurs ni plus ni moins. Et au Maroc il est à mes yeux le problème.Rappelons que plusieurs nations, pour mieux avancer, ont après tout entamé une révolution culturelle. Elle était une révolution sociale bien sûr, et c’est ce qu’il nous faut.Non dans le sens de continuer à parler dans le sens de l’aide sociale et cha3b meskine, mais dans le sens de rappeler sa responsabilité à chacun dans la société.Si nous ne nous émancipons pas dans ce sens, nous continuerons à gaspiller nos ressources avec une masse qui ne suit pas, et qui sabote tout effort.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *