Home»Débats»نساء ونساء… عيد بأية حال عدت يا عيد؟

نساء ونساء… عيد بأية حال عدت يا عيد؟

0
Shares
PinterestGoogle+

Abderrahim Guelmouni
المكان: بالقرب من سوق قيسارية المغرب بوجدة
التاريخ: عشية عيد المرأة الأممي
عجوز تفترش الأرض بالقرب من المركز التجاري وبجانبها نسوة أُخَرفي أرذل العمر تقريبا يبعن أعشابا، نباتا، أمشاطا… كانت العجوز تقوم بتقشير الخرشف لبيعه مقطعا مهيئا. هممنا بأن نشتري منها كمية، وهي تعد لنا المطلوب أخذنا نتجاذب معها أطراف الحديث. حكت لنا عن زوجها العسكري الذي تخلى عنها منذ زمان بعيد بعد فترة زواج قضياها في منطقة كتامة حيث كان يشتغل. وحدثتنا عن ابنهما المدمن على المخدرات التي عليها أن تعيله وفوق ذلك تمكنه من المال الكافي للتزود بالحشيش اليومي…وبينما نحن كذلك إذ حلت بالمكان دورية القوات المساعدة وإذا بالمسؤول الذي لم يكن يرتدي بذلة عسكرية يأمرها بالذهاب:
– يالله جمعي علينا الزبل ديالك…
ثم نظر إلينا ثم إليها قائلا:
– لولا وجدود الناس لقلت لك الذي يقال… عيينا معاك…ما كتحشميش… يالله جمعي علي هذا الشي…المرة الجاية غادي ندبر معاك…
أخدت العجوز تجمع أغراضها مترددة…ثم تنهدت قائلة: كاين الله…
ركل المسؤول الذي كان مصحوبا بعنصرين من القوات المساعدة بلباسهما العسكري صندوق الكارتون الذي كانت العجوز تضع عليه بعض لوازم العمل :
– و مازال كتردي الهدرة على سيادك…
انتهى المشهد بالنسبة لنا بعدما مكنا السيدة من بعض الدراهم وفي القلب غصة مكتومة صامتة. ولكنه لم ينته، ولن ينتهي بالنسبة لهذه السيدة ومثيلاتها المنتشرات في هذه البلاد العصية على الفهم…في هذا المغرب الأقسى… الذي ضل طريق التنمية كما ضل كل الطرق الأخرى المؤدية إلى الكرامة الإنسانية… منذ الاستقلال… 65 سنة بالتمام والكمال وهو يتحدث عن التنمية ولا تنمية… آخرها هذه اللجنة التي تجوب البلاد للبحث عن نموذج تنموي يا للحسرة! 65 سنة بنيت الكثير من الطرق السيارة، وناطحات السحاب، والفنادق المصنفة بمسابحها الفسيحة، والمساجد الفخمة بمصابيحها الباذخة وأرضيات الرخام… بل وتم استقدام حتى التي جي في إلى بلاد لا تزال تجوب أزقة مدنها العامرة العربات التي تجرها الدواب… ولا تزال أعداد غفيرة من « شعبها » تفترش الأرض وتلتحف السماء… ولا علم لها بأن لجنة أخرى، بعد كل اللجان الأخرى السابقة، تجوب البلاد لوضع تصور آخر جديد للتنمية… بعد أن فشلت كل التجارب السابقة… وماذا يعني النموذج التنموي لامرأة في أرذل العمر… بدون معيل تبحث عن قوتها اليومي على قارعة الطريق، وتتعرض يوميا لكل أنواع الترويع والإذلال؟
تحية لكل النساء في عيدهن السنوي حيثما وجدن…
وتحية خاصة لأولئك المنسيات على تخوم المهانة والبؤس اليوميين… المتروكات لمصيرهن القاتم… وكل عام وأنتن بخير
===

منقول

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *