Home»Débats»مدينة جرادة إلى أين؟

مدينة جرادة إلى أين؟

0
Shares
PinterestGoogle+

محمد حمداوي
بعد الحراك الإجتماعي الذي شهدته مدينة جرادة بسبب الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية و السياسية التي كانت تعيشها الساكنة لسنوات خلت …ظروف معيشية صعبة و هيمنة ذوي النفوذ الإقتصادي على المشهد السياسي مما أفقد الثقة بين عامة المواطنين و مؤسسات الوساطة ففقدت بوصلة أساسية لضمان الإستقرار و خلق التوازنات الضرورية و توجيه التجاذبات و تأطير الإحتجاجات و تنظيم المظاهرات .فقدت الساكنة لهذه الأسباب و غيرها الثقة في جل الأحزاب السياسية و النقابات و جمعيات المجتمع المدني كمؤسسات للتعبير عن مطالبها و كوسائط لإرسال ملفاتها المطلبية إلى الجهات المعنية.لا بل تحولت المؤسسات التمثيلية من مجالس جماعية و مجلس إقليمي و..و..إلى خصوم في مرحلة من المراحل و إثر بعض الأحداث و الوقائع…..إنتهت توقفت – تلك الإحتجاجات بعد تدخل الدولة لفك الاعتصامات و تحرير ساحات و شوارع المدينة …..و تلك قصة لها مبرراتها من وجهة نظر من أعطى الأوامر و عليها مؤاخذاتها من وجهة نظر المحتجين و المتابعين و الحقوقيين….
ليس هذا هو الدافع لكتابة تدوينتي هاته.فبعد تردد ارتايت أن أدلو بدلوي فيما نتج عن تلك الأحداث و ما مصير المدينة المنجمية؟ و ما السبيل للخروج من النفق المسدود من أجل تغيير شروط و دوافع تلك الإحتجاجات؟
لقد أبدت الجهات المعنية حسن النية بإطلاق سراح كافة المعتقلين على خلفية الأحداث المؤسفة فاستبشر السكان خيرا و عمت الفرحة شوارع و دواوير و أحياء المدينة.امتزجت زغاريد الأمهات و صياح الأطفال و شعارات الشباب ….كانت ليلية مشهودة بحق.
أعلنت الدولة برامج تنموية و مشاريع واعدة و تشجيعات مغرية للمستثمرين من أجل امتصاص البطالة و خلق رواج اقتصادي ….افتتحت اوراش عدة لتغيير معالم المدينة و تزيين شوارعها و بناء ملاعب و مراكز شبابية و أسواق و بنيات تحتية لعلها تعيد الحياة إلى المدينة و تزرع الأمل الذي كاد يفقد نهائيا بين أهلها.
تعمل الدولة على زرع الأمل بوسائل و إمكانات متنوعة لا ينكرها إلا جاحد أعمى.
كل هذا يبدو غير كاف بالنظر إلى حجم الضرر و طول المدة الفاصلة بين عهدين :عهد مدينة الفحم و عهد الإغلاق و تسريح العمال دون بدائل حقيقية لاستمرارها.
كل شيء يمكن تغييره إذا توفرت الإرادة لدى الدولة و لديها الإمكانيات لذلك إلا وجوه دأبت على استنزاف ما تبقى من خيرات و تربعت على كراسي المجالس التي تعاقبت على تدبير و تسيير شؤون المدينة خاصة و تحكمت في كافة المجالس الحضرية و القروية بالإقليم عامة.تلك أهم نقطة دفعتني إلى مشاركتكم تدوينتي هاته.
إن المحاسبة كمطلب جماعي صدحت به حناجر أبناء و بنات و نساء و شيوخ مدينتي لم يكن غاية في حد ذاته برأيي بل لوضع حد للنهب و التسيب و سوء التسيير و احتقار المواطن و المحسوبية و الزبونية و تغليب المصالح الخاصة و مصالح ذوي القربى على مصلحة العامة و مصالح البسطاء و الفقراء من المواطنين.إن المحاسبة برأيي في حالة مدينتنا مطلب حقيقي و ملح لكنه لن يتحقق إلا إذا تظافرت جهود أبناء مدينة جرادة البررة.
لقد عاث العديد من المنتخبين طيلة عقدين و نيف فسادا على هذه البقعة الطيبة من وطننا الحبيب.لذا وجب مطلب المحاسبة .
من يحاسب و من نحاسب ؟
ألسنا أولى بالمحاسبة قبل أي أحد ؟
من صوت و لمن منح صوته و كيف تم ذلك ؟
كيف نتغافل عن نسب التصويت و عدد الأصوات الممنوحة لهؤلاء و طرق إختيار و فرز المرشحين من طرف الساكنة؟
لماذا اعدنا مرات عدة وجوها يطالب البعض بمحاسبتها؟
ألم يصرح بعض المنتخبين جهارا بأنهم اشتروا المدينة باموالهم و لا فضل لنا على نيلهم مقاعد و كراسي تمثيلنا؟
و في الأخير. كيف سنتعامل مع المحطات المقبلة لمواجهة هؤلاء و أولئك و نضع حدا لنفوذهم السياسي ؟
هل سننتظر مرور الإنتخابات -لا بل سوق الإنتخابات – لنعود إلى مجالسنا و نتباكى على مرحلة تتلو مراحل سابقة و على نفس النهج و بنفس الوسائل و الطرق ؟
كيف سيحاسب هؤلاء إذا لم نتكتل لمواجهة زحفهم و لإضعاف نفوذهم عن طريق الأصوات بدل تبادل التهم و بث التفرقة و زرع الشكوك…و تلك أساليب مولوها لعقود و سخروا لها ضعاف النفوس مستغلين الفقر و المعاناة….؟
هذه أسئلة أود مشاركتكم إياها لعلها تساعد في تركيب و طرح أسئلة أكثر دقة للإجابة سياسيا عن المرحلة الحرجة التي تمر بها مدينة الأيتام و الأرامل و مرضى السيليكوز. …
دعونا من الاختباء خلف شعارات قوية لا طائل منها.انزعوا النظارات السوداء لرؤية الألوان خلف تلك العتمة….الأمل في المستقبل لو حاولنا العبور سوية على متن مركبة أكثر أمانا دون مغامرات غير محسوبة العواقب.لنمض قدما نحو الحقيقة الساطعة و لنسال ذواتنا عما قدمناه و ما يمكن تقديمه من أجل بناء صرح جزء من مغربنا الحبيب.
مجرد رأي
مرحبا بالنقاش الجاد و المسؤول.
لا للمزايدات و المثالية الافلاطونية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *