Home»Débats»العلامة مصطفى بن حمزة يرد على ادعاءات حول الإسلام 1- عدم وجود رؤية سياسية

العلامة مصطفى بن حمزة يرد على ادعاءات حول الإسلام 1- عدم وجود رؤية سياسية

0
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
لا يؤمن بالفراغ كعادته، ولا يترك الأحداث تباغته، لقد علم المفكر الإسلامي العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة مسبقا بأن مؤتمرا دوليا سيحل بالمغرب وهو مؤتمر البيئة cop22 فضرب ضربته الاستباقية وكتب كتابا سماه الإسلام والبيئة فتُرجم الكتاب إلى عدة لغات، ووزع على كل زائر ومحاضر ومشارك مجانا حتى يعلم العالم كيف كان الإسلام سباقا في قضايا البيئة وأن ما يقول به لا يعرف الغرب عنه شيئا، بل حتى نحن أبناء الإسلام لم نكن نعرف عن الموضوع كل هذه التفاصيل الدقيقة.
كما علم العلامة بن حمزة أن العديد من المسلمين في الغرب لا يحسنون التعامل ويسيئون كثيرا في فهم تعامل الإسلام مع الأغيار فألف لهم كتابا يرشدهم ويعلمهم ويوجههم حتى لا يزلوا أو يضلوا في تعاملهم مع الغرب والغربيين فيعطون صورة سيئة قاتمة عن الإسلام وتعاليمه فجعل عنوان الكتاب “التأصيل الشرعي للتعامل مع غير المسلمين”، ونظرا لما لاقاه هذا الكتاب من ترحاب وما حققه من انتشار ترجم إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والصينية، ومباشرة بعد خطاب العرش يوم 30 يوليو 2014 الذي تميز لأول مرة بدعوته إلى إحصاء الرأسمال اللامادي كمكون تاريخي وثقافي لبلادنا بادر العلامة بن حمزة إلى التأليف في هذا المجال فكان سباقا وعبقريا في اعتبار الدين أهم مكون ضمن الرأسمال اللامادي بالمغرب، وأما فيما يخص هلوسة العالم بالإرهاب والفكر الإرهابي فللعلامة نظرية عبارة عن مقاربة أمنية تنطلق من الفكر الأشعري وتتأسس على قراءة متأنية فاحصة لكتب وفكر الحركات الجهادية من خلال كتب مراجعاتها… وقبل انعقاد الندوة العلمية حول حكم الشرع في دعاوى الإرهاب التي انعقدت بالدار البيضاء يوم 19 ماي 2007 كان قد أعد رؤية أمنية سماها « ثقافة الإرهاب: قراءة شرعية » …
فضلا عن مواكبات أخرى كثيرة ما عادت تخفى على أحد مثل حديثه عن الإرث الذي كتب في شأنه كتابات أصبحت مرجعا للكتاب والمفكرين والصحفيين والباحثين ومراكز البحوث والدراسات، وحديثه عن الإجهاض والمساواة والردة وجواز تبرع المسلم بأعضائه الداخلية لغير المسلمين…وغيرها من قضايا العصر الشائكة.
لقد علم المفكر الإسلامي العلامة الدكتور مصطفى بن حمزة من خلال اطلاعه على ما كُتب حول الإسلام، بأن حيفاً يلحق بالإسلام عندما يدعي البعض خلو الثقافة الإسلامية والفكر الإسلامي من أي رؤية فلسفية أخلاقية كما ذهب إلى ذلك المرحوم محمد عابد الجابري رحمه الله، أو عندما يدعي البعض بأن الإسلام يخلو من أي رؤية سياسية لإدارة الدولة، وهذا للأسف يقع فيه، خطأ، حتى العديد ممن ينتمون للإسلام من علماء ومفكرين، أو عندما ينفي وجود رؤية تربوية إسلامية كما هو الشأن بالنسبة للمستشرق الفرنسي كارادي فو.
بداية يرى العلامة مصطفى بن حمزة بأن مثل هذه الدعاوى هي دعاوى من قبيل دعاوى كثيرة مماثلة قيلت من قبل كالقول بأن القرآن ليس وحيا وأن محمدا يعلمه بشر، وأن التشريع الإسلامي مقتبس عن قوانين الرومان، وأن الفلسفة الإسلامية ما هي إلا اقتباس من الفلسفة اليونانية.
كما يرى أن هذه الدعاوى كلها تجمع بينها سمة مشتركة هي أنها دعوات لا تستخلص أحكامها من إعمال المنهج العلمي الذي يتطلب التتبع والتقصي والاستقراء الكامل أو القريب منه من أجل إطلاق حكم كلي بعد ذلك على جميع جزيئات أي موضوع.
أي وفقا لهذا المنهج العلمي كان ينبغي على هؤلاء أن يكونوا قد درسوا التراث العلمي الإسلامي كله وأنهوه قراءة وبحثا. وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق لهم على اعتبار أن المكتبة الإسلامية لازال الكثير من محتوياتها مغيبا لم تصل إليه أيدي الباحثين، ولا زالت كثير من نصوصه متفرقة في كثير من بقاع العالم، من جملتها خزائن قيمة استحوذت عليها السلطات الاستعمارية لما احتلت البلاد الإسلامية.
وفي سياق تشخيص هذه الظاهرة، ظاهرة عدم شمولية التقصي في الكتب الإسلامية، يذكر العلامة نموذجا من الباحثين وهو الدكتور نصر عارف من خلال كتابه مصادر التراث السياسي الإسلامي، إذ بعد ما بذل جهدا كبيرا في تتبع الموضوع، لم يستنطق سوى 5% من الخزانات التي تحتوي التراث الإسلامي، مع أن ما هو معروف ومتداول في كتب الفقه السياسي الإسلامي، يقول، لا يتجاوز 10% في أعلى احتمالات نسب الاستعمال، وأن توظيف المصادر لبناء الأحكام والتصورات عن الفقه السياسي الإسلامي لم يتجاوز في الغالب نسبة 6%.
ثم يسرد مقولة للدكتور عارف يقول فيها:  » جميع من كتب عن الفكر السياسي الإسلامي أو التراث السياسي الإسلامي، أو إحدى ظواهره لم يطلع على أكثر من 6% من المصادر المباشرة لهذا التراث.
ليخلص الشيخ في الأخير إلى أن كل من حاكم الثقافة الإسلامية من زاوية رؤية ضيقة، وزعم خلوها من نظرية سياسية لم يوظف في بحثه أكثر من مصدرين أو ثلاثة.
ويمكن لنا أن نظيف قائلين، فإذا كان كتاب « الأمير » لمكيافيللي، على سبيل المثال لا الحصر، يعد مفخرة السياسة الغربية في تربية الأمراء على سياسة المكر والحيل والاستعباد والاستبداد، فإن في الإسلام كتابا نقيضا له وهو كتاب « الإشارة في تدبير الإمارة » للعلامة المغربي أبي بكر محمد بن ت الحسن المرادي الحضرمي) ت489هـ (وهو أحد علماء المرابطين، حققه الدكتور الشيخ محمد سليم النشار رحمه الله، ولكنه كتاب في ترشيد الأمراء على أساس أن العدل أساس الملك ويقدم لهم توجيهات وفق منظومة أخلاقية وقيمية تجعلهم يهدون إلى الحق وبه يعدلون.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *