Home»Débats»رسالة مفتوحة إلى السيد مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمدينة وجدة

رسالة مفتوحة إلى السيد مدير المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمدينة وجدة

5
Shares
PinterestGoogle+

رسالة  مفتوحة إلى السيد مدير مستشفى محمد السادس  بمدينة  وجدة

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته  وبعد

حينما أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس على تدشين مستشفى محمد السادس الجامعي بمدينة وجدة يومه 23 يوليوز 2014 استبشرتُ خيرا بهذا الانجاز العظيم و اعتقدتُ كباقي أفراد ساكنة المدينة والنواحي أن هذه المؤسسة ستكون فاتحة خير على سكان المنطقة والتخفيف عنهم من معانات السفر والتنقل للعلاج بالمدن المحورية للمملكة كالرباط والدار البيضاء وغيرها ،ولم تتح لي مناسبة زيارته إلا يوم الجمعة 17/08/2018 عند منتصف الليل وذلك على إثر وعكة صحية مفاجئة ألمت بإحدى  بناتي مما استدعى التوجه بها  على وجه السرعة إلى مستعجلات المستشفى الجامعي بالمدينة ،و وعند وصولنا إلى عين المكان ، هناك أُصِبتُ  بذهول وخيبة أمل كبيرين لِما كنت أعلق عليه من آمال لإنقاذ الملهوفين والمصابين والمرضى، فلا شيء من هذا حدث، اكتشفت بشاعة الواقع متجلية في أقبح صورها ، بناية تكاد تكون مهجورة إلا من الحراس و كأننا في مؤسسة إصلاحية  ذلك أننا لم نجد أحدا من السؤولين على هذا الجناح   في استقبال المصابة ولا من يهتم بها رغم  نداءات الاستغاثة المتكررة  والتوسلات الملحة لا حياة لمن تنادي  وحينما سألت عن الطبيب المداوم  أجابني بعض المرضى  المكدسين أمام المكاتب المهجورة بلسان واحد-أَوَ فين تصيب الطبيب؟ – ومن لطف الله أن بجانب بناية المستشفى توجد  مصحة خاصة هي التي استقبلتنا وسهرت على إسعاف المريضة

السيد المدير- إن كانت هناك إدارة فعلية تسهر على تسيير المؤسسة الجامعية – لأن ما عاينته يحيل على أن هذا الجناح لا يحمل من الاستعجال إلا الاسم  وما هو في الحقيقة  إلا شجرة تخفي غابة الفساد و الإهمال داخل المستشفى وهذا ما أصبح يؤرق رواد هذه المؤسسة الاستشفائية ، ولا سيما  البسطاء منهم، باعتبارها معضلة تهدد سلامتهم الصحية وأعمارهم  ، في ظل غياب روح المسؤولية والحس الوطني ،وربما  لهذا السبب لا يتوانى أصحاب المال والسلطة على علاج أنفسهم و ذويهم بالمستشفيات الغربية أو الأمريكية وهذا ما يدفعنا إلى طرح أكثر من علامات استفهام حول واقع الاستشفاء داخل الوطن

السيد المدير إن الأطر المسؤولة عن هذا القطاع هم قبل كل شيء موظفون لدى الدولة وعليهم أن يقوموا بواجباتهم نحو دافعي الضرائب والتي من جيوبهم يحصلون مقابل خدماتهم ولا يجب أن يمنوا على أحد ولا أن يتفضلوا عليه بما شاؤوا ومتى شاؤوا  فالشرائع السماوية والوضعية تنص كلها  على الواجب مقابل الحقوق

 ولكن وللأسف الشديد فالملاحظ على بعض هذه الأطر التابعة لهذا المركز ألاستشفائي  أنها –والله أعلم – تفتقد إلى حس المواطنة الحقة  والأيمان الفعلي بالوحدة المشتركة في التصور الوجودي والمصيري لهذا البلد  رغم أن جلهم قضوا فترة من حياتهم في الغرب حينما كان يدرسون هناك إلا أنهم لم يتأثروا بسلوك زملائهم الغربيين في تعاملهم مع المرضى بالمستشفيات العمومية  والخاصة

السيد المدير إن هذا التصور الاستعلائي لهؤلاء الأطر الطبية في تعاملها مع  المرضى بهذه العقلية الفجة إنما ينبعث من سلوك لا شعوري ضمن معادلة معقدة لها أبعاد وخلفيات يمكن إرجاعها إلى التكوين الذي تلقاه بعضهم فمعظمهم – حسب أحد الأخصائيين المغاربة في علم النفس- كان همهم الأكبر هو  التسابق نحو   الحصول على ألقاب ودبلومات في الطب مع افتقار في التكوين الأخلاقي والوطني والديني  لذا فهم حينما يواجهون المواطنين المرضى والمنكوبين فإنما ينطلقون من الحدس الروبوتيكي في التعامل مع مرضاهم  وكأنهم آلات لحصد المادة والربح السريع  لذا فليس من الغريب إذا استفحل عندهم الفساد و  قيم الانتهازية والمصلحة الخاصة، وتقلص حيز المواطنة الفعلية، لأن التعليم الذي أصبح يفرخ مثل هؤلاء ،يمكن اعتباره مقاولة لإنتاج   آلات روبوتيكية  لا روح فيها لأن التعليم عند هؤلاء لا يهتم بالجانب الأخلاقي ولا الديني ولا الإنساني  ما يهمهم هو التخصص في تحصيل المعرفة التي تمكنهم من الربح المادي السريع في غياب التنسيق بين ما هو معرفي وأخلاقي لذا فالضعيف مهما علت أخلاقه لا يساوي أمامهم شيئا

السيد المدير فإذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه فحتما سيدخل هذا المركز مرحلة الإفلاس ،لذا فلابد  من اتخاذ مواقف عملية وصارمة  ضد الإهمال والفساد وعدم الاكتراث بالواجب  للحد منه ولحماية أرواح الناس من الهلاك كما يجب أن نستوعب الدروس والعبر من الأمم التي أصبحت تعاني من الفوضى والتسيب  بسبب الفساد والاستبداد وإني لأخشى على هذا البلد الآمن أن يكتوي بنيران الفتنة  اللهم ألطف بنا يا رب

السيد المدير الواجبات والحقوق من المقدسات الكونية  و التي لا تحتاج إلى مزايدات أو مغالطات ،والمسؤول عندنا لا ينبغي تذكيره دائما بوسائل الاستعطاف أو تنبيهه بطرق الاحتجاج ،ليقوم بواجبه  فما دمنا نسلك هذا النمط من  العلاقات بين المسؤولين والمواطنين فإننا ما زلنا نفكر بعقلية الزمن البائد  وما ورد في إحدى الخطب الملكية بمناسبة عيد العرش لا يحتاج إلى تأويل ،فهو واضح ومباشر إلى جميع  المسؤولين في هذا البلد  إما تحمل المسؤولية كاملة أو الرحيل .

السيد المدير تقبلوا فائق احترامي وتقديري

  MOULILA BENYOUNES

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. Hassan
    25/08/2018 at 00:39

    Je me suis toujours posé la question pourquoi cette mauvaise gestion,et ce cas est généralisé presque dans toutes les administrations qu’elles qu’elles soient.Estce que c est l incompétence ou bien le feneantisme?

  2. Oujdi
    25/08/2018 at 11:00

    Salam
    Je suis tout à fait d’accord avec vos propos et la profondeur de votre réflexion.
    Ce qui est à faire c’est de porter haut ces réclamations
    Le directeur est au courant de tout mais ne veut rien faire. Ce qui l’intéresse c’est son poste.
    Le reste est sans importance.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *