Home»Débats»واقع مدينة وجدة بين الحق والواجب

واقع مدينة وجدة بين الحق والواجب

2
Shares
PinterestGoogle+

بسم الله الرحمان الرحيم

الحق والواجب

 اطلعت على رسالة الشكر التي بعث بها الأستاذ المحترم إلى عمدة مدينة وجدة لأنه استجاب لطلب ساكنة حي معين والذي انتمي إليه وقبل أن أبدي بعضUL£ الملاحظات فيما يخص هذه الرسالة وغيرها مما نطلع عليه في وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة فإني لا أشك في صدق العبارات التي وردت في الرسالة ،مصداقا لقول رسولنا الكريم – مَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ ، فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوه-

غير أنه ينبغي الإشارة إلى أن ما ورد في الرسالة من بعض العبارات التي أصبحت تدل على نمط من الإنشاء المدرسي مثل –ماكاد السيد ***حتى **معبرا **انشاغله باهتمامهم ،أرى والله أعلم أنها أصبحت متجاوزة في الزمان والمكان لأنه كان على السيد العمدة أن يستجيب قبل الرسائل الاحتجاجية أو الاستعطافية وهل قدرنا في هذا البلد ألا يتحرك المسؤولون إلا بالاحتجاج أوالاستعطاف ؟،ومن خول للأستاذ المحترم أن يتحدث باسم ساكنة الحي للتوجه بجزيل الشكر لسيادته مع الدعاء الصالح ،فهذا  من واجباته نحو المواطنين  ،وينبغي أن يتحمل مسؤوليته كاملة لأن دافعي الضرائب هم الذين أوصلوه إلى مركز القرار  كما وضعت تحت تصرفه ترسانة من الآليات التي تمكنه من تفقد أحياء المدينة والعمل على تحسين ظروف عيشها ،فنحن في مدينة وجدة لا نحتاج فقط إلى من يهتم بأزبالنا ،بل هناك أمور أخرى استعجالية يجب أن يهتم بها جميع المسؤولين عن المدينة ،أولها رفع الحصار الذي يضربه هؤلاء الباعة المتجولون في كل

أنحاء المدينة وأمام المساجد،وهي أماكن معروفة تعتبر بؤرا سوداء تنغص على الساكنة حياتها مع ما يخلفه هؤلاء من أزبال وروائح كريهة تزكي الأنوف أضف إلى ذلك استفحال ظاهرة احتلال الملك العمومي من قبل أصحاب المطاعم والمقاهي الذين يوزعون الكراسي والطاولات على مستوى الأرصفة؛ بحيث يتعذر على المارة المسالك الطبيعية للعبور  مما يضطرهم إلى مزاحمة أصحاب السيارات مع ما يصاحب هذا السلوك من خطر التعرض لحوادث السير وأحيانا يطال الاحتلال الملك الخاص،بحيث نلاحظ في كثير من الأحيان محاصرة  بعض المنازل مما يتعذر على أصحابها  الدخول والخروج منها إلا بشق الأنفس مع ما يصاحب هذا الفعل الشاذ من صراخ واستعمال كلمات نابية تصل إلى أسماع الأسرة ،وهذا يحدث تحت أعين السلطة التي ينبغي عليها توفير الأمن والأمان لأصحابها المغلوبين على أمرهم أمام جبروت بعض الباعة ،

أما ظاهرة التشرميل فقد استفحلت في مجتمعنا وأصبحت تجتاح  المدينة وهي ظاهرة إجرامية رهيبة تعود بأذهاننا إلى زمن السيبة ،ويقوم بموجبها شباب ومراهقون بالتسلح بالسيوف والسكاكين للقيام بعمليات سرقة والتباهي بعد ذلك بعرض غنائمهم من المسروقات على موقع « فيسبوك »

أما ظاهرة التحرش في الأماكن العامة وفي الحافلات العمومية أمام أعين السلطة التي أصبحت عاجزة عن احتواء هذه الأوضاع الخطيرة على سلامة ساكنة المدينة ،أضحت مألوفة بين الناس وهناك من أضحى يستمتع بهذا المنظر المقزز ويحاول تصويره كأنه في فيلم الأكشن

في الدول التي تحترم مواطنيها فإن المسؤولين  فيها يسهرون على خدمتهم دون أن يفكر أحد  منهم في التفضل أو الاستجابة أو ما شابه هذه العبارات المنحوتة من خشب.

عندهم عبارات الواجبات والحقوق من المقدسات التي لا تحتاج إلى مزايدات ،والمسؤول عندهم لا يحتاج إلى من يذكره برسائل الاستعطاف أو الاحتجاج ،ليقوم بواجبه  فما دمنا نسلك هذا النمط من  العلاقة بين المسؤولين والمواطنين فإننا ما زلنا نفكر بعقلية الزمن البائد

وما ورد في الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش لا يحتاج إلى تأويل ،فهو واضح ومباشر إلى جميع المسؤولين في هذا البلد  إما تحمل المسؤولية كاملة أو الرحيل .

 MOULILA BENYOUNES

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *