Home»Débats»هنيئا سيدي الصرار !!

هنيئا سيدي الصرار !!

2
Shares
PinterestGoogle+

حدثني احد الاصدقاء من العارفين بخبايا عوالم الليل و الشوارع الخلفية، ان مغني أعراس و ملاهي ليلية من معارفه، يجني اكثر من 10 مليون سنتيما شهريا، و قد لا يستطيع أن يفك الخط الا بشق الانفس. بينما تجد ان أستاذا جامعيا برتبة دكتوراه قد لا يتعدى 15000 درهم في أحسن الأحوال..
هذا مظهر من مظاهر التخلف أيضا، تنضاف الى مظاهر اخرى معلومة للعادي والبادي . هنا حيث تطفو صورة الصرار إلى السطح، لتغزو الشاشات والساحات و المحلات ، ولتشكل النموذج الأعلى و الامثل للنجاح والتفوق في اذهان شباب الوطن ، بينما تخبو يوما بعد يوم صورة النملة العاملة المكافحة ، و تتوارى إلى الخلف .
في مجتمع كهذا ، لا يمكن للكفاءة أن تصير معيارا للمكافئة و الجزاء ، او دافعا من دوافع الطموح و السعي لتحقيق الاحلام و الآمال . كما لا يمكن للكدح والعطاء ان يصيرا قيمة من قيم المواطنة أو عنوانا للانتماء و حب الوطن. بينما تتصدر سلم القيم يوما عن يوم، صور النجاح الباهر المعزز بالبهرجة والدعاية الموجهة لصراصير هذا الزمن من كل نوع و جنس، ليعطي رسالة خطيرة تكرس هيمنة أصحاب الحال و انفرادهم بمراكز القرار هم وأبنائهم، بينما يظل أصحاب القاع منقسمين بين منتش على طبلة و مزمار، و متيم حد الجنون « بجلدة » منفوخة تتقاذفها أرجل باتت تساوي في المزاد أضعاف أضعاف أدمغة العلماء الذين افنوا حياتهم في خدمة الانسانية، او المبدعين الذين احترقوا حسرة و ألما من اجل تسجيل لحظات فارقة من تاريخ الانسانية ، وإبراز مكامن الجمال او السوء في النفس البشرية .
أقول: هناك رسالة مسمومة من تشكيل من له مصلحة في تسطيح المعرفة و تبخيس الفن ، وبالتالي و وسم الطموح بالإسفاف والتفاهة ..رسالة تطرق أفئدة الشباب عنوانها العريض هو  » ما لا يدرك بالفكر والقلم، يدرك بالقدم او النغم » .
فلا غرابة ان تجد شبابنا يتهافت على المقاهي لمتابعة مباريات  » الليغا » او  » الكالشيو » او غيرهما من البطولات الاروبية القوية ، و ينفق الساعات الطوال في تتبع اخبار اللاعبين و انتقالاتهم و اخر تقليعات الموضة و التحليقات لديهم ، ولا غرابة ان تزدحم منصات المهرجانات بجمهور مفتون بالتفاهة و الاسفاف ، يتزاحم لمتابعة مغنين هم اكثر منه تفاهة واسفافا ، في سهرات تغيب عنها كل معاني الفن ، كلمة ولحنا و اداء .
و الى ان يبدل الله الناس غير الناس ، نتمنى للصرار المحترم دوام النشوة و النجاح ، و « هارد لاك » سيدتي النملة الكادحة ..!!
محمد المهدي – الرباط
11 غشت 2018

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. abdou bert
    16/08/2018 at 10:46

    مقال في الصميم غير أن الآذان صائمة لا تستمع الا لما يحلو لها وإن كان الصرار نفسه كبش فداء تلقينا من مدرستنا فكرة مغلوطة عنه .قال تعالى (ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك) لكل رسالته التي يؤديها الا الامانة الكل رفضها ما عدا الانسان فحملها انه كان ظلوما جهولا .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *