Home»Débats»يبيع القرد ويضحك على من شراه –

يبيع القرد ويضحك على من شراه –

3
Shares
PinterestGoogle+

« يبيع القرد ويضحك على من شراه »..هذا حال الباجدة .. هؤلاء الذين ابتلى الله الوطن بهم شر ابتلاء. خلال الخمس العجاف الأولى، امتدت يدهم الى جيوب المواطنين بكل جرأة و وقاحة، لتستنزف ما تبقى من دخل على ضحالته ، لتليها خطوات اخرى اكثر إيلاما و اكثر وقاحة قضت على البقية الباقية من امال واحلام الشعب في العيش الكريم ..
وقد كان اخطر هذه القرارات المشينة، قرار تحرير سوق المحروقات .. ورفع اليد عن مراقبة السوق، و ترك المواطن في مواجهة لوبيات القطاع من المستوردين والمحتكرين والمضاربين و كل لصوص الشعب، الذين لم يتورعوا عن امتصاص دماء الشعب المنكوب .. ففي الوقت الذي تهاوى فيه سعر البرميل بالاسواق العالمية الى ما دون الاربعين دولار، عرفت اسعار المحروقات في المغرب زيادات مضطردة، دون اعمال لمبدأ المقايسة الذي تعهد المعزول بنكيران باحترامه وفرضه، تمشيا مع السعر العالمي صعودا و نزولا.. و بهذا تنكر الباجدة لما تعهدوا به امام فقراء الوطن، فاسحين المجال لسماسرة السوق لضخ المزيد من الارباح غير المشروعة والمبالغ غير المستحقة في حساباتهم .و لازال صورة المعزول و وزيره انذاك في الحكامة ماثلة امام الناس، وهما يهللان بتحرير السوق و يسوقان لذلك، متعهدين امام البرلمان و امام العالم، ان الحكومة ستحمي المواطن من جشع المضاربين بالضرب بيد من حديد على كل من تجاوز القانون .. لكنهما بعد فترة وجيزة من تنزيل التحرير، عادا وتنكرا لما تعهدا به، و تملصا من مسؤولية السيطرة على الاسعار و التصدي لخروقات تماسيح القطاع. حيث اعلن المعزول بنكيران في اكثر من مناسبة، انه عاجز عن ضبط القطاع و لجم العفاريت و التماسيح الجامحة لالتهام كل ما تجده في طريقها .
لكن المثير للاستغراب حقا، هو عودة هؤلاء الى الدعوة لمقاطعة بعض محطات توزيع المحروقات دون غيرها، رغم انها كلها تبيع بنفس التسعيرة ، مما يشير الى ان هذه الدعوات انما تحركها خلقيات سياسوية ، وليس مصلحة المواطن و حمايته من الغلاء .. فكيف بالذي يقر بان هامش ارباح شركات توزيع المحروقات قد زاد بشكل كبير، و لا يعمل على رفضه و توقيفه ،كيف له ان يدعي حماية المواطن ممن اطلق هو نفسه ايديهم لاحتكار السوق و التحكم في فيه وفي رقاب الناس. يحرر السوق دون مراقبة من جهة، و يدعو الى مقاطعة شركات المحروقات من جهة اخرى.. الا ينطبق عليه المثل المغربي المذكور « يبيع القرد ويضحك على من شراه » ؟!!
محمد المهدي
تاوريرت – 23 ابريل2018

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. ميمون عبدالاوي
    24/04/2018 at 14:13

    أحسنت أستاذ المهدي.. بالفعل لقد باعونا الوهم الذي لم نفق منه إى بعد فوات الأوان ، حتى باعونا إلى التماسيح و العفاريت الذين التهمونا لقمة سائغة .
    لكن هذا ليس غريبا على تجار السياسة و الدين .
    وشكرا

  2. الضاسر
    24/04/2018 at 22:15

    بالفعل ، ان اللوم يجب ان ينصب على الذي حرر السوق و تركه مستباحا امام ناهبي الشعب و مصاصي الدماء . جاؤوا ليحاربوا الفقر لكنهم تحولوا الى محاربة الفقراء .

  3. Ziko
    24/04/2018 at 23:12

    شعبنا المنكوب تكالب عليه تجار الدين و لصوص المال ولم يراعوا فيه الا وات ذمة ، فاشلهوه تفقيرا و سلبا .
    حسبنا الله فيهم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *