Home»Débats»الشعب المغربي المسلم لا يمكن أن يساوم في قيمه الأخلاقية مقابل تنظيم كأس العالم

الشعب المغربي المسلم لا يمكن أن يساوم في قيمه الأخلاقية مقابل تنظيم كأس العالم

0
Shares
PinterestGoogle+

الشعب المغربي المسلم لا يمكن أن يساوم في قيمه الأخلاقية مقابل تنظيم كأس العالم

محمد شركي

في إطار حملة التطبيع الإعلامية المسعورة مع كل فكر أو سلوك منحرف عن قيم الشعب المغربي المسلم والتي تتولاها بعض المواقع  والجرائد، و قد زادت وتيرتها مؤخرا ، ذاع خبر مفاده أن الفيفا تشرط لقبول ترشح المغرب لتنظيم كأس العالم لكرة القدم سنة 2026 من ضمن ما تشترطه احترامه حقوق الإنسان ، وعلى رأس هذه الحقوق ما يسمى بالحريات الفردية أو الشخصية ، وعلى رأس هذه الأخيرة ما يسمى بالحرية المثلية التي تعني عند الشعب المغربي المسلم جريمة عمل قوم لوط أو الشذوذ الجنسي ، إلى جانب جرائم أخرى كجريمة الزنا التي صارت تسمى العلاقة الجنسية الرضائية ، وجريمة الردة التي صارت تسمى حرية الاعتقاد ، وجريمة المجاهرة بالمساس بمشاعر الأمة باسم الحرية كالإفطار العلني في شهر الصيام في الأماكن العمومية …إلى غير ذلك من أنواع السلوك الشاذ والمنحرف والمخالف لتعاليم الدين المنصوص عليه في دستور البلاد، والذي صوت عليه الشعب، وهو صاحب الإرادة بعد إرادة الله عز وجل .

وواهم كل الوهم من يظن أنه من السهل أن يساوم الشعب المغربي في قيمه الدينية والأخلاقية مقابل الربح المادي  المنتظر من وراء تنظيم  تظاهرة كأس العالم . وجاهل كل الجهل من يتناسى التضحيات الجسام التي قدمها هذا الشعب عبر تاريخه الطويل من أجل أن تظل أرضه دار إسلام لا يمكن أن تنافسه فيها عقائد فاسدة  إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها. ولقد وهب الله عز وجل هذا الشعب مناعة  خاصة تصونه من كل ضلال أو انحراف .

ومعلوم أن قوى خارجية ،وهي خليط من الصهيونية ،والصليبية المتصهينة ،والعلمانية توظف طوابير مأجورة  تابعة لها للقيام بالدعاية الإعلامية المكشوفة لتسويق كل فكر أو سلوك شاذ ، وهي حرب معلنة على القيم الإسلامية الراسخة في هذا البلد . وتأخذ هذه الدعاية الإعلامية أشكالا مختلفة تتراوح بين المساس بالرموز الدينية مؤلفات وأشخاصا من خلال التشكيك فيها ، وبين المطالبة بنشر مختلف الفواحش تحت شعار أو باسم الحريات الشخصية . ويجمع كل هذه الحملات الإعلامية هدف واحد أو استهداف دين الأمة المغربية المسلمة . ويعتقد من يسيرون ويمولون هذه الحملات  من الخارج ، ومن يقومون بها نيابة عنهم في الداخل أن الفرصة قد سنحت ، وأن الوقت قد حان لسحب البساط من تحت قدم دين الإسلام في بلاد المغرب ، وهذا حلم يحلمون به ، والواقع أن هذه الحملات لا تعدو مجرد فقاقيع إعلامية لا أثر لها ولا تأثير في سواد الشعب المسلم الذي يمارس شعائره الدينية يوميا  بشكل اعتيادي كما كان منذ قرون  ، وهو لا يبالي بتلك الفقاقيع التي تكثر خصوصا كلما حلت المناسبات الدينية . فمع حلول شهور رجب ،وشعبان ،ورمضان ، وهي أيام  تكون فيها زيادة  التقرب إلى الله عز وجل بصالح الأعمال صلاة،  وصياما، وأعمال خير ، تشتد الحملات الإعلامية المشبوهة ، والداعية والمروجة للفساد بكل أشكاله وأساليبه . والشعب المغربي المسلم   في هذه الفترة وخلال السنة كاملة مشغول عن هذه الحملات بالإقبال على التدين والتنافس على رضا الله عز وجل .

ويحاول من يقفون وراء تلك الحملات المتهافتة إعطاء الانطباع بأن الشعب المغربي لم يعد مهتما بالتدين ، وأنه يرغب في التنصل منه بالإقبال على نمط حياة لا تحكمها ضوابط الدين ، ويسوقون شواهد لأفراد شواذ فكرا وخلقا  يحسبون على رؤوس الأصابع لتعميم حكمهم على شعب بكامله .

والشعب المغربي قد يجوع ،ولكنه شعب حر لا يرضى بمقايضة قيمه الإسلامية بالمال تماما كما تجوع الحرة، ولا تأكل بثدييها كما يقول المثل العربي .

إن المغرب يكون له شأن بين أمم الأرض من خلال التشبث بالقيم الإسلامية  والقطيعة مع كل ما ينقضها من سلوكات  ، ومع الأخذ بأسباب التقدم المادي والتكنولوجي ، والتوفر على البنيات التحتية لحصول هذا التقدم ، وتحقيق رفاهية الشعب، والرفع من مستوى عيشه ، وصيانة كرامته  من خلال القضاء على كل أشكال الفساد والإفساد  سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وفكريا وثقافيا. وهذا ما يجعله  مؤهلا لاحتضان كأس العالم أو غيره من التظاهرات السياسية والفكرية والثقافية والرياضية العالمية . ومن المثير للسخرية الرهان على أدبار الشواذ جنسيا،  وفروج المومسات للظفر باحتضان كأس العالم . ولئن قبلت الفيفا مقايضة تنظيم كأسها العالمية بالأدبار والفروج المستباحة  جنسيا ، فإنها  ستصير حينئذ  هيئة قوّادة شغلها هو نشر الرذيلة ، وليس  شغلها الرياضة التي من المفروض أن تمنع الرذيلة والانحلال الخلقي بين شعوب المعمور .وإذا صح أن الفيفا بالفعل تطالب المغرب بالسماح للشواذ جنسيا بممارسة جرائمهم علنا ، وبإلغاء القوانين التي تعاقبهم على ذلك ، فإن ذلك يعني أنه يوجد ضمن صناع القرار فيها من يستهدفون قيم الأمة المغربية المسلمة ، وأنهم يستغلون هيئة رياضية لنشر الفساد في بلدنا . وإذا كان تنظيم كأس العالم بهذا الشرط المهين ، فلتذهب كرة القدم، وكأس العالم إلى الجحيم . ومعلوم أن الشعب المغربي، وهو أسد هصور لن يسكت أبدا عن مساومته في قيمه الأخلاقية ، وهو يعرف كيف يتحرك عندما يتخطى أعداء دينه ومرتزقتهم الخطوط الحمراء التي خطها لصيانة هويته الإسلامية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *