Home»Débats»المركز الاستشفائي محمد السادس بوجدة: « الرميد والتمرميد »

المركز الاستشفائي محمد السادس بوجدة: « الرميد والتمرميد »

1
Shares
PinterestGoogle+

أحمد الجبلي
بعد جهد جهيد، وبعدما تدخل (لجواد في هذه المدينة)، استطاعت السيدة فاطنة أن تصل إلى الطبيب المختص، وبعدما فحصها وكشف عنها فاجأها بأن أمرها خطير وأنها مطالبة فورا وعلى جناح السرعة بإجراء عملية بالمركز الاستشفائي محمد السادس، وكتب الطبيب رسالة استعجالية مرفقة بصور أشعة تبرز خطورة الأمر، وبمجرد وصولها إلى المركز الاستشفائي واطلاع أحد الأطباء عليها (أي الرسالة)  حتى كتب لها ورقة فورا يخبرها بأنها مطالبة بأن تعود إلى المستشفى بعد 16 يوما. وقفت السيدة فاطنة وكأنها صرعت وقد تجمدت الدماء في عروقها، ولم تصدق ما يحدث، فكيف للطبيب الخاص يخبرني بأنني في حاجة إلى عملية جراحية مستعجلة وهذا الطبيب يمنحني عطلة انتظار ستدوم أسبوعين كاملين.
عادت السيدة فاطنة إلى بيتها تجر أذيال الخيبة والألم يعتصر بطنها المليء بكيس أسود مشحون بمادة سوداء غريبة،  يطلق آلاما لا تطاق. وهكذا انتظرت طيلة الأسبوعين، ولما عادت طالبها السيد الطبيب بإجراء تحاليل خاصة خارج المستشفى، وهنا سيبدأ سيناريو آخر من المعاناة رفقة الألم المعنوي والألم المادي الحاد.
على العموم دخلت السيدة فاطنة، اضطرارا، في عملية « دارت » وبعدما دار الأسبوع الثالث، لجأت إلى الطبيب فلم تجده، فأخد ابنها يبحث عنه هنا وهناك فوجده في مكتب من مكاتب المستشفى، وكأنه يفر من شيء، وسأله مستنكرا هذا السلوك الغريب، فأجاب الطبي: المهم..المهم..سنرى ما سنفعله لها.
لقد مر لحد الآن شهر كامل بالتمام والكمال ولم تجرى للسيدة فاطنة العملية المستعجلة، ولازالت تجر آلامها المنبعثة من الجسم الأسود الغريب الذي يتسع يوميا وألمه يزداد يوما بعد يوم، وعزاؤها الوحيد كونها امرأة مؤمنة لا تفتر عن ذكر الله عندما يسألها زوارها عن حالها تجيب قائلة: الحمد لله على لطف الله..الحمد لله على كل حال.
ذهبت لزيارة السيدة فاطنة ولعلمي لحالها البئيس سألتها عفويا: هل لديك بطاقة الرميد؟ فأجابتني قائلة: « الرميد والتمرميد ». واتضح من كلامها أن المسكينة كانت تعتقد خطأ أنها بمجرد حصولها على بطاقة « رميد  » قد انتصرت وحققت شيئا ثمينا، ولكن الواقع صدمها وجعلها تصحو من نومها وحلمها لتصل إلى نتيجة واقعية هي: « الرميد = التمرميد ».

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *