Home»Correspondants»زوار منطقة تافوغالت السياحية يتمتعون بجمال بيئتها الطبيعية ويلوثونها بزبالتهم

زوار منطقة تافوغالت السياحية يتمتعون بجمال بيئتها الطبيعية ويلوثونها بزبالتهم

1
Shares
PinterestGoogle+

محمد شركي

تتوفر المنطقة الشرقية على بيئة طبيعية جبلية غابوية في منتهى الروعة والجمال  بمنطقة تافوغالت المعروفة بسلسلة جبال بني زناسن التي تكسوها خضرة أشجار الغابات  المتنوعة. ونظرا لجمال طبيعة هذه المنطقة الخلابة يحج إليها نهاية عطلة الأسبوع عدد كبير من الزوار من مختلف مدن الجهة الشرقية  ، وقد صار ذلك عادة ،فضلا عن من يزورها يوميا ممن يمرون عبرها . ويصدق على زوار هذه المنطقة المثل القائل  » يأكلون الغلة ويسبون الملة  » حيث يتمتع هؤلاء الزوار بجمال طبيعة هذه المنطقة السياحية ،يستنشقون هواءها العليل ، ويشربون ماءها العذب الزلال ، ويستظلون بظل شجرها الوارف ، ويتناولون أطعمتهم وأشربتهم بين أحضانها لكنهم وفي غياب وعي إيكولوجي ، وثقافة بيئية يخلفونه وراءهم نفايات وزبالة خصوصا تلك التي تهددها بالتلوث الخطير وتحديدا النفايات البلاستيكية . وعندما يقارن من يزور هذه المنطقة بين جمال طبيعتها الساحر وقبح وبشاعة ما يرتكبه زوارها من جرم في حقها ،يشعر بمرارة تعتصر قلبه . والمؤسف أن الجهات المسؤولة لا تبالي بما يرتكب من إجرام في حق الطبيعة العذراء بهذه المنطقة . ويمكن للزائر أن يشاهد في وسط القرية وفي محيطها وبجوار مصلحة المياه والغابات ، وهي المصلحة المسؤولة عن البيئة زبالة متراكمة في مجرى واد يقطع القرية، وقد كان في سنوات التساقطات يجري بمياه عذبة  فضية تنبع من عين زاخرة توجد عند سفح قمة جبل غرب القرية، ويصير ماؤها شلالا رائع الجمال شرقها يلقي صبيبه من أعلى مغارة الحمام التي تعد معلمة  أثرية وتاريخية تشهد على العمق  الطبيعي والتاريخي للمنطقة ،والتي استخرجت منها عظام أقدم إنسان عاش بهذه المنطقة  و التي يقدرعصرها بآلاف السنين حسب أهل الاختصاص .ومع تتابع سنوات الجفاف جف ماء العين المباركة وجف مجراها، وتحول ممره في وسط القرية إلى موضع طرح النفايات التي يخلفها زوار يقابلون إحسان الطبيعة بالإساءة إليها وبشكل فظيع. ومن المفارقات أن الزوار يتناولون وجباتهم  الشهية في حيز يوجد خلفه مباشرة مجرى الماء الذي تحول إلى مزبلة تنبعث منها روائح كريهة تزكم الأنوف وتلوث الجو. وتعاني هذه المنطقة السياحية الإهمال الكبير مع أنها ثروة طبيعية لا تقدر بثمن . ولا زالت القرية كما خلفها المحتل الفرنسي قد تهالكت بناياتها ,ولا زال شارعها  الرئيسي الوحيد كما كان تركن سيارات الزوار على جانبيه، الشيء الذي يعرقل حركة السير حيث لا يجد الراجلون حيزا سالكا يسلكونه  . وينتصب عدد من حراس السيارات  الشباب  على طور شارع  من بضعة أمتار فقط مع أن القرية آمنة  مطمئة لا يخشى الزائر لها على نفسه أو سيارته ، ولا يمكن أن يحصل فيها ما يستدعي كل هذه الحراسة اللافت للنظر، والتي هي في الحقيقة بطالة مقنعة لشباب لا يجد مصدر رزق إلا في حراسة سيارات تخنق  شارع القرية الوحيد  لعدم وجود أماكن  معدة لركنها . وتنتصب وسط القرية وبجوار عين الماء المشهورة التي تضخ ماءها منذ زمن بعيد ، ويتردد عليها الزوار بكثافة وباستمرار  شبه دكاكين بعشوائية  بادية للعيان وهي مبنية من قطع البلاستيك، وتسوق فيها  بعض المواد الغذائية و بعض الأعشاب البرية. ويفترش بعض الباعة وكلهم من شباب القرية الذي يقاومون البطالة وقلة الشغل كما يقال الأرصفة لتسويق بعض المنتوجات الفلاحية المحلية أيضا و بعض الأعشاب التي تلتقط من الغابات المجاورة . أما دكاكين القرية ،وهي  بنايات من مخلفات عهد الحماية  فقد تحول معظمها إلى مطاعم  تنبعث منها أدخنة تعكر جو القرية وهواءها العليل . وفي غياب مشاريع  سياحية حقيقية يبقى الحل الوحيد لشباب وساكنة القرية هو مقاومة البطالة بأنشطة  محدودة لا تناسب  قيمة المنطقة السياحية .

وإذا كان المغرب يستضيف قمة المناخ كوب 22 ، فإن منطقة تافوغالت توجد خارج تغطية أجواء هذه القمة ، وكان من المفروض أن تكون في قلب الحدث لأنها منطقة من المناطق الطبيعة العذراء التي  يحلم بها سكان العالم  خصوصا بعد وعيهم بالمخاطر المحدقة بالبيئة والمناخ ، وهي مخاطر تهدد وجودهم .  ومع رفع شعار   » صفر بلاستيك  » أو زيرو ميكا » يلاحظ من يزور منطقة تافوغالت السياحية  عبر الطريق السياحية التي تربطها بمدينة بركان غزو نفايات الميكا  وأسطوانات الخمور على جانبي هذه الطريق ، والتي يخلفها أولئك الذين يتمتعون بجمال طبيعتها ، ويسيئون إليها بطريقة لا يمكن أن توصف إلا باللئيمة ، لأنه من اللؤم التنكر للنعمة وجحودها  والإساءة إليها . ومن شكر النعمة حسن التصرف فيها . ومن شكر نعمة الطبيعة  فهو إنما يشكر المنعم جل جلاله .

وعلى المسؤولين كل من موقعه من المركز إلى الجهة إلى الإقليم التحرك السريع لحماية البيئة الطبيعية  في هذه المنطقة التي تعاني الإهمال . وعلى الذين صالوا وجالوا بقمة كوب 22 أن يبرهنوا على صولتهم وجولتهم بهذه المنطقة الجميلة بطبيعتها  والمهددة  بالتلويث بسبب غياب الوعي الإيكولوجي .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *