Home»Correspondants»هل يتحقق الحلم المغاربي؟ وجدة « الألفية  » عاصمة السينما المغاربية

هل يتحقق الحلم المغاربي؟ وجدة « الألفية  » عاصمة السينما المغاربية

0
Shares
PinterestGoogle+

ميلود بوعمامة:
ظلت الوحدة المغاربية هاجسا يشغل بال سياسيي ومفكري ومبدعي الوطن المغاربي الواحد من أقصاه إلى أقصاه،  وهي السينما بدورها تنفض غبار التهميش عن هذا الموضوع الشائك، من خلال الحلم بوحدة سينمائية مغاربية تكون مدينة وجدة قطب رحاها وبوادر انطلاقتها، فحتى الآن لا يتوفر المغرب العربي الكبير على ملامح مشهد سينمائي موحد في غياب حركية ودينامية تبادلية للفيم السينمائي، تتيح فرصة فتح الأبواب الموصدة في وجه الفيلم المغربي أن يلج القاعات السينمائية الجزائرية، وأن يندرج الفيلم التونسي ضمن برمجة القاعات السينمائية المغربية، وإلى غير ذلك من الأمثلة والخيارات، وذلك كله لاختراق السينما جل البلدان المغاربية الأخرى وتتجاوز بالتالي الجماهير الوطنية، إلى الجماهير المغاربية التواقة لاكتشاف سينما تشبههم وتحاكي همومهم، وحتى لا تبقى السينما المغاربية مقتصرة على المهرجانات السينمائية فقط.
فكرة تنظيم مهرجان مغاربي قديمة، تقارب ثلاثة عقود من الزمن، أملتها ظرفية انعقاد أولى المعاهدات التي شهدتها دواليب الاتحاد المغرب العربي في سنة 1989 بمدينة مراكش، وفرضتها بالتالي حضور الفيلم المغاربي في أهم المهرجانات الأوروبية والإفريقية والعربية، هذا بالاضافة لمشاهدة أفلام وأشرطة روائية ووثائقية على مستوى أنشطة الأندية السينمائية وكذا على شاشات التلفزيونات العمومية لهذه الدول، كل ذلك خلق جو في النقاش والحوار على مستويات عدة، خصوصا في المهرجانات الإفريقية والعربية التي تنعقد على أرض المغرب وخارجه.
نماذج كثيرة لمهرجانات مغاربية عدة، برزت للوجود في أكثر من بلد مغاربي،  لكن مع الأسف لم يكتب لها النجاح، بحكم غياب إستراتيجية واضحة المعالم والمرامي وبعيدة المدى، وانعدام خطط ثقافية سينمائية تشيد بجمع شمل رواد السينما المغاربيين، وكذا جيل  القنطرة والجيل الحالي، خصوصا في الجزائر والمغرب وتونس، وهي المبادرات التي جاءت من ولاية  قسنطينة ثم الجزائر العاصمة في سنة 1991 ثم عنابة فيما بعد، ووجدة في سنة 2005 ثم القنيطرة فيما بعد ، وفي قرطاج التونسية في سنة 1988، ثم أريانة في سنة 1993، تجارب ومحاولات مشجعة في أوقات وأزمنة متباعدة لم تعمر طويلا مع الأسف، هذا دون  تناسي بعض المدن المغربية والجزائرية والتونسية الأخرى، التي فكر مسؤولوها ومبدعوها مليا في تنظيم مهرجانات سينمائية تعنى بالسينما المغاربية، لكن مرة أخرى لم يكتب لهذه التجارب النجاح والاستمرارية، مع أنها نظمت لهذه السينما الفتية مقارنة مع السينما المصرية والسورية دورة أو دورتين فقط، ثم انقطع التواصل وسادت البرودة وصال المنظمين الذين كان همهم الوحيد هو الكراسي والبروز، وأصبحت مع المدة السينما المغاربية غريبة الديار وتفرقت بشأنها الأصول والأحباب إلى حين…
بعد هذه المدة، و هذا الجمود، أصبح للسينما المغاربية مهرجان دولي ترجم على أرض الواقع جل الأفكار، والمتمثل الآن في المهرجان المغاربي للفيلم الروائي بوجدة، ليبدأ المشوار من جديد، ويحدد المعالم والاستراتيجيات، ويخطو نحو الطريق المغاربي بثبات، ويباشر المشرفون عليه عنصري التحدي ونكران الذات بالرغم من القيود والمتأبطات.
مهرجان سينمائي، كل مرة يخلق الحدث بتفكيره العميق، و في أبعاده ومراميه المستقبلية بإشراك الجميع في التنظيم والحضور والنقاش والحوار، وهذا ما أكدته البداية الموفقة لهذا المهرجان الذي نضج ووصل سنته الرابعة، ورسم بالتالي خطوطه العريضة،  ورسم بشكل جيد رؤيته الاستشرافية نحو المستقبل، نحو سينما مغاربية ناضجة تحتاج منا العناية والالتفاتة والوقوف أمامها وأمام روادها  وقفة احترام وإجلال، والبحث لها عن أفق أكثر رحابة من خلال البحوث والدراسات الجامعيةو نشرها دوليا، وذلك انطلاقا من مختلف المعاهد والكليات العليا المتخصصة في كل البلدان المغاربية، وهو نفس الاتجاه الذي أكده المهتمون والنقاد والإعلاميون والسينمائيون أنفسهم، بالرغم من عنصر السبق في أخذ المبادرات التاريخية الشجاعة و الحاسمة لبناء جسر للتواصل و العمل المشترك، لأجل سينما قادرة على اختراق كافة الدول المغاربية إنتاجا، عروضا و أعمالا سينمائية مشتركة، و حتى لا يحسب علينا هذا التقصير كمغاربيين.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. عبدالله
    10/04/2015 at 10:28

    لا تراهنوا على الوحدة المغاربية من خلال هاته التظاهرات ما دام المسؤولون في البلد المجاور يستهزئون من كل ما هو مغربي، و يرون في مثل هاته النوايا المغربية الحسنة ، يرون فيها تملقا و تذللا للجزائر..قليلا من الكرامة ايها المنظمون وابحثوا عن هدف آخر تراعى فيه كرامتنا بعيدا عن ذكر اسم « الجزائر » التي لا ترى فينا إلا منبعا للدعارة و المخدرات و المشاكل المختلفة.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *