زيارة جون كيري : هل تصحح مواقفه العدائية تجاه المغرب

سيقوم جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية بزيارة للمغرب خلال الاسبوع الأول من شهر نونبر ، وهي الزيارة الاولى لكيري منذ توليه حقيبة الخارجية الأمريكة قبل سنة بعد هيلاري كلنتون ، ويعتبر كيري من المسؤولين الأمريكيين الذين يكنون العداء للمغرب ، حتى ان الفترة التي تولى فيها مسؤولية الشؤون الخارجية الأمريكية عرفت عدة اهتزازات في العلاقة المغربية الأمريكية بدءا بمشروع القرار ألأميركي الذي كان قد وضع لدى الأمم المتحدة لتوسيع صلاحية البعثة الأممية الى الصحراء المغربية لتشمل مراقبة حقوق الإنسان في المنطقة ، وهو المشروع الذي كاد ان يؤدي الى ازمة حادة بين الرباط وواشنطن وهو الشيء الذي تفطنت له هذه الأخيرة حيث قامت بسحب مشروع ذلك القرار …
كما اعتبرت المملكة المغربية تقريرالخارجية الأميركية الذي يتحدث عن خروقات بخصوص حرية التعبير والتجمع في الأقاليم الصحراوية المغربية ب »المنحاز وغير المتوازن » ، ثم انه على خلفية اعتقال الصحافي علي انوزلا ، عبرت واشنطن عن « قلقها » بخصوص ما تعرفه حرية التعبير في المغرب …
وهكذا يتضح انه ما ان تهدا ازمة بين البلدين حتى تثار اخرى من جديد ، وهو الأمر الذي يثير غضب الشعب المغربي من السياسة الأمريكية المتناقضة ، التي تتسم بنوع من النفاق الواضح ، فمن جهة تعتبر واشنطن ان المملكة المغربية حليفها الاستراتيجي والتاريخي خصوصا وان المغرب يعتبر اول بلد اعترف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية ، الا ان هذه الأخيرة لم تبادل الجميل بالجميل ، حيث انها لحد الآن لم تعبر عن موقفها الصريح من قضية الوحدة الترابية المغربية والمتمثلة في استرجاع اقاليمه الصحراوية ، وهي القضية التي تعتبر من رواسب الحرب الباردة ـ كما يعلم البيت الآبيض ذلك جيدا ـ بحيث ان الولايات المتحدة تواصل التعامل مع وحدتنا الترابية بنوع من النفاق السياسي ، المتمثل في العمل على تفادي اغضاب الجزائر الحليف التقليدي لروسيا ـ الاتحاد السوفياتي سابقا ـ لا لشيء الا لأن الجزائر تملك ابار البترول والغاز
ولهذا فان الشعب المغربي اصبح لا يخفي امتعاضه من السياسة الأمريكية تجاه » حليفه الاستراتيجي » المغرب ، معتبرا انه اذا كانت السياسة الأمريكية سياسة مصالح اقتصادية بالدرجة الأولى وان الولايات المتحدة يمكنها التخلي في اية لحظة عن حلفائها ، وانه اذا تبين للمغرب ان ادارة البيت الأبيض تنحاز الى الاطروحة الانفصالية فما على المغرب الا ان يدير ظهره لأمريكا وان يوجه وجهته تجاه الصين او روسيا …ولم لا ؟
على أي زيارة جون كيري ستبدي لنا الوجه الحقيقي لأمريكا …رغم انني شخصيا غير متفائل … لكنني اتفق مع الابستمولوجي الفرنسي باشلار الذي يعتبر انه » لا بد من وجود الأزمة لحدوث الطفرة » …. وهي الطفرة التي يمكن ان تحدثها الزيارة الملكية المرتقبة لواشنطن





Aucun commentaire