Home»Débats»الى فخامة الرئيس الجزائري

الى فخامة الرئيس الجزائري

1
Shares
PinterestGoogle+

                      الى فخامة الرئيس الجزائري

                     

رمضان مصباح

من كاتب وشاعر مغربي:

تحية طيبة،من مواطن مغربي جنسيةً،ومغاربي وِجدانا وطموحا:

وبعد

في كل كتاباتي عن الجزائر ،لسنين عديدة ؛والتي ما انقطعتُ عنها إلا حينما كبا النقاش وسقط  – من الطرفين –  في مستنقع السباب و الجُحائِية ،عبر منصات التواصل ؛كنت أصدر عن روح تاريخية تقمصتني أبدَعَها – وان كانت الروح من أمر ربي- رجلان تنسبهما الجغرافية لخريطة واحدة ،وان تبدلت أسماؤها مع الزمن:

محمد بن تومرت ،وعبد المومن بن علي الكومي.

في غياب كل التشريعات الأممية ،والنظم الاقتصادية الدولية،والمناهج التعليمية المؤسسية،ومنظومة العلاقات الدبلوماسية العالمية،وعقيدة العولمة ،وكل خوادمها الرقمية ؛في غياب كل هدا وغيره أسسا ووطدتا ووسعا امبراطورية اسلامية مالكية ،حازت من القوة والعمران والعلم  ما رسخها ضمن قائمة الأمم الكبيرة في العالم.

سيدي الرئيس:

أجد هده الروح التاريخية فرضَ عين على كل جزائري ومغربي؛بمعنى لزوم استحضارها في كل شؤون الشعبين ؛ومن باب أولى في كل التدبير الملكي والرئاسي والحكومي لمشترك :الماضي ،الحاضر ،والمستقبل؛في جميع مجلات العمران البشري ؛مستعيرا عبارة المغاربي الآخر :عبد الرحمن بن خلدون.

لقد جمع العلمُ بين الرجلين ،وبدَل رحلة عبد المومن الى الشرق ،رحل  مع أستاذه الى الغرب الاسلامي،الى السياسة لبناء دولة الموحدين.

وحينما توفي  المهدي ،وُجد من كبار المصامدة كثيرون  ممن في مستوى خلافته ؛لكن الاجماع وقع على عبد المومن ،رفيق دربه ،وارث سره وقوته .

وكان المُوطِّدَ  والموسع للدولة – حيث هو وهي  – ولم يرحل إلا الى مسؤولياته الجسام؛ومنها معركة الأرك الشهيرة ضد الاسبان.

نصف مليون فارس ،لم يكن أحدُهم ينتسب لغير تاريخ واحد ،وخريطة ،بل حديقة واحدة ؛ان غربت عنها الشمس فبشوق السطوع مرة أخرى.

سيدي الرئيس:

توالت الأزمنة وتعاقبت الدول ،وما في الأيدي غير هده الجذوة الوهاجة.

وصولا الى بيعة الغرب الجزائري للسلطان مولاي عبد الرحمن ،أميرا للجهاد؛بعد أن أسقط المستعمر الفرنسي حكم الباي العثماني.

بل وصولا الى اقتراح السلطان محمد الخامس المنفي ،من طرف بعض قادة الثورة الجزائرية،ليجتمع تحت امرته – ولو رمزيا فقط – شمل المقاومة المشتركة.

ومن كان لها غيره ؛وقد ضحى بعرشه.

وفي أي مجد يمكن أن نُدخل رفضه لعرض فرنسا  الحدودي المُغري ،شريطة عدم دعم الثورة الجزائرية؟

يومها رد ب:نحن أخوان شقيقان ،وما بيننا سيُحل في هدا الاطار لا غير.

و بهذا اعتبر فرنسا   – وهي كذلك – طرفا في المشكل ،ولا يمكن أن تكون طرفا في الحل.

ولم يرث المرحوم الحسن الثاني غير هده الروح الأبية ،وأصدر عنها وهو يرحل الى الجزائر ،غِب تأسيس حكومة الاستقلال الأولى ،مقدما كل ما أمكنه من دعم معنوي ومادي.

سيدي الرئيس:

بصفتي من متتبعي الشأن الجزائري – وكتابي فيه بعنوان: الجزائر بألوان متعددة – وكل مراقي قضية الصحراء ؛التي لا يجرؤ أحد عندكم  على التنكر لمغربيها ،وهو في كامل رشده ،و ينظر في عيون قادة الثورة الكبار ،ورجال الدولة المدنيين المنصفين .

(وهل من الشعب الجزائري من ينكر مغربية الصحراء ؛وهو يعرف أن هدا الانكار ،اضافة الى استهانته بثقل التاريخ والجغرافية ،معا، يكلفه فشل التنمية والرفاه ،المستحقين له ،اعتبارا لثراء أرضه؟)

بصفتي هده ما وقفت يوما ،في خطابات جلالة الملك محمد السادس – العرشية والمناسباتية – إلا على أسمى العبارات الدالة على اليد الممدودة ،للشعب الجزائري ،أولا،ولحكامه ثانيا.

حتى حق أن يُسمى :ملك اليد الممدودة.

ولكم في هدا  » فضلُ  » عدم الاستجابة ،المحرض على مواصلة الاصرار من جلالته.

اليوم ،والحمد لله،مد العالم أياديه مسلما ومباركا؛ « فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا « .

ما العمل الآن جزائريا،سيدي الرئيس؟

هل ستتنكرون لقرار أممي ،وهو كما تعلمون ،رُسِّم عنوانا لمفاوضات ،تتطلب الكثير من الجهود ؛سواء في رسمها للغايات والأهداف،أو في اشتغالها على التفاصيل؟

وتطلبت الكثير من التضحيات ، من طرف المملكة ،التي قبلت أن تتفاوض على أرضها التي تقف فوقها؛راضية بتسليم تدبيرها ذاتيا لمعارضين للوحدة ،شاكيي السلاح.

وهل تعتقدون أن خيار الحكم الذاتي للصحراء المغربية  ؛لو عرض على الاستفتاء الشعبي المغربي،كان سيُقبل؟

حتى وهذا الشعب يفرح اليوم  بالقرار الأممي ،فهو يفعل  ثقة واحتراما لقرار جلالة الملك السيادي ،ليس إلا.

وفهما عميقا للجهوية المتقدمة ،التي يشتغل عليها جلالته.

كيف لشعب ،يفهم في تاريخه وجغرافيته كثيرا، أن يقبل بنقاش تدبير أرضه من طرف أعداء نصف قرن؟ أعداء ينسبون أنفسهم للصحراء ،وفيهم كُثَّر لا علاقة لهم بها أصلا.

يا فخامة الرئيس قدروا موقف الملك حق قدره  ؛واستحضروا موقف شعبكم لو فاتحتموه في أمر تدبير أعداء مفترضين ،لكم،لولاية وهران مثلا؟

حتى لا أذكر القبائل ..

سيدي الرئيس :

تنادون بتقرير المصير في خرائط غيركم ؛وأين حق شعوب العالم في احترام المواثيق والقرارات الأممية،من طرف كل الدول؟

هل صِيغت هذه القرارات للمكاتب الباردة ،وخزانات الاقبار،أم لتنزيلها لفائدة  شعوب العالم  ؟

اذا كانت هذه القرارات لا تلزمكم ، وأنتم من أنتم مؤسساتٍ ؟ فكيف سيكون حال الجمهورية المزعومة ،حينما تتخرج من مدرستكم؟

هي اذن دعوة للخروج عن القوانين الدولية.

اليد الممدود ،مرة أخرى:

عليكم بها ،فاتحة مرحلة جديدة؛شاقة بدايتها ،وملابساتها،لكنها في النهاية بخير عميم للشعبين ،وللشعوب المغاربية.

في الصباح يحمد القوم السّرى.

صحيح أنتم ،بتسمياتكم ،حكام زمنيون عابرون ؛لكن الشعوب هي التاريخ وهي الحاضر والمستقبل.

اجعلونا نؤرخ بكم لعهد جديد ؛مغاربي قلبا وقالبا.

حتى مستعمر الأمس ضعُف ولم يعد مبدأَ الأمر ومنتهاه؛فلمن تتركون رسم الاستراتيجيات التنموية ،المشتركة، لأزيد من مائة مليون نسمة؟

أما حان الوقت لطي صفحة الشقاق ؟

أكتفي بهذا سيدي الرئيس.

وأكرر :دعونا كمغاربيين نؤرخ بكم .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *