Home»Débats»ملاحظاتي حول الديربي بين الرجاء والوداد ، مرآة لواقع الرياضة الوطنية ودعوة إلى التقدّم والانضباط

ملاحظاتي حول الديربي بين الرجاء والوداد ، مرآة لواقع الرياضة الوطنية ودعوة إلى التقدّم والانضباط

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم: سليمة فراجي


صحيح انني محامية امرأة ، قد يقول قائل انني لا افقه كثيرا في مجريات الاحداث المتعلقة بكرة القدم ، لكن بحكم شغفي بجميع الرياضات التي مارست بعضها في مرحلة الطفولة والشباب ، وبحكم تعلقي بمولودية وجدة رمز المدينة العتيدة ، وكوني كاتبة عامة لمكتبها المديري ، فإن كل ذلك جعلني اهتم واتتبع بل واتصل بكبار المسيرين والعاشقين للملاعب والمباريات من اجل جمع المعلومات و تجويد إلمامي بهذا العالم الذي فتن ويفتن الكثيرين في كل دول العالم بل مخطيء من يعتقد ان هذا المجال لا يعتبر رافعة للاستثمار
لم يكن ديربي الدار البيضاء الأخير بين الرجاء والوداد حدثًا عاديًا في مسار كرة القدم الوطنية، بل محطة أثارت نقاشًا واسعًا حول واقع الممارسة الرياضية في بلادنا، في وقت تستعد فيه المملكة لتنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، وفي الأفق كأس العالم 2030 إلى جانب دولتين أوروبيتين عريقتين.
حسب رأيي المتواضع كان الجمهور ينتظر عرسًا كرويًا يُعيد إلى الديربي بريقه التاريخي، غير أن الواقع جاء مخالفًا للتطلعات اذ تميز بالسلوكيات العدوانية بين اللاعبين، مع ضعف في التركيز و تقنيات المهارات وغياب المتعة الكروية، جعلت المشهد أقل من حجم الحدث، وأفرزت انطباعًا عامًا بأن هناك خللاً أعمق من مجرد أداء في الملعب وقد نطرح ايضا روح المواطنة لدى البعض من الجماهير متناسية سمعة واعتبار الوطن داخليا وخارجيا ، اضافة إلى ذلك فان استعمال الشهب الاصطناعية وهي ظاهرة باتت تنتشر في مختلف الملاعب المغربية، بل اتذكر ان احد الاصدقاء الافتراضيين نبهني إلى عدم تصوير الشهب في الملعب أثناء حضور مقابلة في الملعب الشرفي بوجدة مشيرا إلى التغريم ،
و إلى مدى تأثيرها على مجريات اللقاء، بسبب التوقفات المتكررة التي تقتل الإيقاع وتؤثر على تركيز اللاعبين.
من جهة اخرى والسؤال مطروح على رجال الامن كيف يتم ادخال هذه المواد إلى الملاعب رغم تجريمها قانونًا؟ وأين دور الأجهزة الأمنية في الوقاية والمراقبة؟ بل ان وسائل الاعلام توثقها بالصورة وكأنها إنجاز جماهيري بينما في الدوريات العالمية يتم تفادي إبرازها حفاظًا على روح المنافسة والاحترام.
إنّ الرياضة ليست مجرد مهارة وتقنية، بل تربية وسلوك ومسؤولية. لذلك، من الضروري أن يتحمّل المدربون دورهم التربوي، بتكوين اللاعبين في مجالات التواصل، والثقافة العامة، وعلم النفس، واللغات. كما يجب على السلطات التنظيمية والأمنية الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في ضبط الجماهير المزعجة وتأمين السير السليم للمباريات.
إنّنا اليوم أمام فرصة تاريخية لصياغة نموذج رياضي وطني يليق بصورة المغرب العالمية، ويعكس قيمه في التحضر والانضباط والتنظيم. فصورة الجماهير واللاعبين والملاعب ستكون مرآة تعكس مدى جاهزية بلادنا لاحتضان الأحداث الكروية الكبرى بروح من التقدّم والاحتراف.
ما جرى ويجري لم يكن حادثًا معزولاً، بل رسالة رمزية تستوجب قراءة هادئة ومسؤولة.
لأنّ الرياضة، في جوهرها، هي مدرسة في النظام، التقدّم، والانضباط ordre, progrès et discipline.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *