Home»Débats»البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية : كما كل مرة …جعجعة بلا طحين

البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية : كما كل مرة …جعجعة بلا طحين

0
Shares
PinterestGoogle+

سعيد حجي

منذ الصباح ونحن ننتظر البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية، نراقب وجوه الزعماء، حركاتهم البطيئة، وعدسات الكاميرات التي تلاحق التفاصيل التجميلية أكثر مما تلاحق المضمون…
كنا ننتظر شيئا مختلفا، صفعة في وجه الغطرسة، موقفا يُكتب بماء العزّة. لكن، في الأخير لم يكن سوى حفلة جنائزية للكلمات المكرورة، ثم لنكتشف كما _ كل مرة _ أن الرهان على ما يسمى « العمل العربي المشترك » يشبه المراهنة على حصان أعرج في مضمار سباق ناري….
خرج البيان كما كنا نعلم، لا يحمل سوى عبارات التنديد والتضامن، كلمات بلا أقدام، بلا أنياب، بلا أثر. قالوا: « نشيد بموقف قطر الحضاري »، ونسوا أن الحضارة ليست جدارا تكتب عليه شعارات التضامن، بل موقفا يتجسد في الفعل، لا في التصفيق المتبادل…
قال تشي غيفارا يوما : « الطريقة الوحيدة التي تجعل الناس يتحدثون عنك بعد موتك هي أن تموت من أجل قضية تستحق الموت »… لكننا هنا نموت دون قضية، ونعيش دون موقف، ونخطب دون خجل…
أمة تُضرب في خاصرتها، وتُستفز في عقر دارها، وتكتفي بـ »الإشادة » و »الإدانة »، أمة لم يعد لها من مقومات الحياة سوى الأكسجين الممنوح من الخارج…
الاجتماع الطارئ لم يكن إلا حفلا منمقا للخوف الجماعي. الكل يربّت على كتف الكل، والعدو يترنح من الضحك وهو يرى أن أقصى ما يُنتظر من قمة عربية إسلامية هو سطر جديد في أرشيف التنديد…
قال عبد الرحمن الكواكبي:الاستبداد يفسد العقل، حتى يصبح صاحبه عاجزا عن تمييز ما ينفعه مما يضره ..
وهذه القمم، ما هي إلا انعكاس لعقول صدئت بفعل الخوف، وتبلدت من فرط الحسابات الضيقة.
هم لا يخشون إسـ…رائيل، بل يخشون أنفسهم، يخشون شعوبهم إن صحوا، يخشون أن تنقلب الطاولة التي يتكئون على أطرافها بأرجل رخوة. لذلك فالبيان ليس سوى صك غفران علني، تلوكه الشاشات، وتنساه الذاكرة الجماعية بعد سويعات…
والمضحك المبكي، أنهم شددوا على ضرورة « تثبيت المقدسيين على أراضيهم »، بينما لم يستطيعوا تثبيت حتى كراسيهم أمام الضغوط.
أي تثبيت هذا، وأنت غير قادر على طرد سفير، أو إغلاق
قاعدة، أو حتى سحب توقيع ؟

كان محمد عابد الجابري صادقا حين قال يوما : لا يمكن أن نواجه الحداثة والتحديات القادمة بعقل مأزوم وماض مجلل بالهزائم..
لكن عقل القمة لا يزال أسير الماضي، يسير على إيقاع هزائم لم يتعلم منها شيئا.
بضع سنوات أخرى من هذا التراخي، وستكون إسرائيل قد زرعت قواعدها في أعماق العواصم، وعلّمت أبناءنا لغتها، وكتبت نشيدها في مناهجنا…
ولن تجد من يشجب أو يندد، لأن حتى الشجب يومها سيكون من اختصاصهم.
أمة ماتت، ولا تعرف أنها ميتة..

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *