خطورة تخلي الحكومة عن التعليم والصحة …

التخلي عن التعليم و الصحة :هل هو اعلان بالعودة الى العصر الجاهلي؟
تتابع التصريحات و الاعلانات من هذا الطرف او ذاك سواء من جانب الحكومة او من طرف من يطلق عليهم بالمجالس العليا(المجلس الاعلى للتربية و التعليم في بيانه المؤخر) ينصح الدولة بالتخلي عن قطاع التربية و التعليم و تشجيع القطاع الخاص على القيام بمهمة التعليم ،وذلك عن طريق امداده بمساعدات ضريبية(اعفاء ضريبي لمدد معينة) و تاطيرية(امداده بالمؤطرين و اليد العاملة المدربة).و بهذا تتخلى الدولة عن قطاع التعليم تدريجيا (وهو حسب تصريحاتهم يرهق الميزانية، و يمثل عبئا ثقيلا ومعرقلا في وجه توجهات اكثر تنموية و يعاني من ازمات بنيوية).و بهذا على المواطنين الاباء ان يتحملوا مسؤولية تربية و تعليم ابنائهم بامكانياتهم الخاصة.
و لقد سبق للمسؤول الثاني في هرم الدولة السيد رئيس الحكومة ان قال و صرح مرارا انه ينوي ان يجعل حكومته تتخلى عن قطاعين اجتماعيين هما قطاع الصحة و قطاع التعليم، بعد ان تخلت حكومته عن قطاع التشغيل،وعن صندوق المقاصة و القيام بتنزيل الزيادة في سنوات العمل (من 63 الى 65سنة) و الزيادة في الاقتطاعات بالنسبة للموظفين العاملين و النشطين،و التقليص من نقط التقاعد من 2.5 الى 2 عن كل سنة عمل،و الرفع من سنوات الحصول على التقاعد النسبين و الاقتطاع من الاجور بالنسبة للمضربين عن العمل، و الزيادة في الضرائب المباشرة و غير المباشرة، والزيادة في قيمة المديونية الداخلية و الخارجية.
بهذا تعلن الحكمومة تخليها عن كل ما يمت الى الجوانب الاجتماعية(التعليم و الصحة و التشغيل و سائر الخمات الاجتماعية)باية صلة .و لعل اي مواطن عندما يطلع على هذه القرارات اللاشعبية و اللااجتماعية و اللاوطنية يدرك ان الطبقة المستهدفة من كل هذه القرارات الظالمة و المجحفة هي الطبقة الفقيرة بالدرجة الاولى و الطبقة المتوسطة بالدرجة الثانية،عن طريق جعلها امام قرار واحد لا ثالث لهما :لا صحة و لا تطبيب مجاني بعد اليوم،و لا تعليم مجاني بعد اليوم بعد التخلي عن القطاعين الاستراتيجيين (التعليم و الصحة)،و ما يترتب عن هذه القطاعات من قطاعات اخرى مرتبطة(التوظيف و التشغيل).و بهذه القرارات يدخل المجتمع و الدولة الى مرحلة الراسمالية المتوحشة او اللبيرالية المتوحشة التي لا مكان فيها للمرضى الفقراء و الجهلة. فمن اراد التعليم و التعلم عليه ان ينفق على اولاده او على نفسه،ومن اراد ان يعالج جسمه من الامراض المتسلطة عليع ،عليه ان يلج الى المصحات الخاصة او انتظار ساعة خلاصه و تحمل الام مرضه؟؟؟.
هل بهذه القرارات يتم اعلان العودة الى العصر الجاهلي ليس بالمفهوم التاريخي (المرحلة السابقة عن الاسلام)بل بالمفهوم التعليمي و التربوي(الجهل مرحلة اكثر تعقيدا من الامية)؟هل بهذه القرارات الا نكون مجتمعا داعشيا يسهل قيادته نحو الارهاب،و تكون الحكومات الحالية و المتعاقبة هي من تدعو الى ذلك و تسعى الى تكوينه بهذه القرارات اللاشعبية؟ اليس من المخجل دعوة القطاع الخاص الى الاهتمام بالقطاعين اللذين تخلت عنهما الدولة،وما نعرف عن القطاع الخاص انه قطاع شره و متوحش و انتهازي و لاوطني و يسعى الى الربح المبالغ فيه عن طريق استعباد الناس و استغلال اليد العاملة التي تخدمه و تقديم خدمات رديئة؟
عندما تغلق جميع الابواب امام الناس الفقراء و من هم في طريق الفقر:80% من الساكنة المغربية فقراء و من الطبقة المتوسطة،فلا نأمن و لا نتكهن بالنتائج المترتبة (فلنأخذ العبرة من الثور الاسباني الذي لا يرى النور الا يوم المباراة كيف يدمر كل شيء: الاشياء و الاشخاص)فلا نلوم الناس ما تصنعه بحياتها التي لم تعد لها اية اهمية(اما الموت شهداء أو الحياة في الذل و الهوان)، اذ ذاك من يكون المسؤول عن ما الت و تؤول اليه الاوضاع؟





Aucun commentaire