Home»Correspondants»الخبث الإعلامي في تحوير كلام الدكتور بنحمزة عن الأمازيغية

الخبث الإعلامي في تحوير كلام الدكتور بنحمزة عن الأمازيغية

0
Shares
PinterestGoogle+

من قوله « الأمازيغية لغة الرجال الأتقياء الصالحين » إلى قولهم « الأمازيغية لغة الشيخات »

الأستاذ / امحمد رحماني

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن والاه :

وبعد :

فقد أثار الإعلام الرقمي المكتوب بلبلة وعجعجة حول العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة ليس من ورائها سوى الاتهام الزائف والترويج لسياسة التخويف والترهيب التي أصبح ينهجها الإعلام الرقمي مع الكثير من العلماء الربانيين الصادقين العاملين لخدمة صلاح البلاد والعباد ، البانيين لكيان الأمة على بصيرة وعلم موثوق .

هذا الإعلام الذي تجاوز كل الحدود المتعارف بها قانونيا ودستوريا وشرعيا وأصبح الصحفي الجالس خلف الحاسوب الذي لا يعيش الأحداث الحقيقية ولا يغطيها – ولا يملك الشجاعة على القيام بذلك – ولا يجمع تفاصيلها بل لا يعيش سوى الوهم الافتراضي المأخوذ من مواقع الدردشة والتضليل زاعما أنه يغطي الأحداث بمصداقية صحفية واسعة يحتكم في نشرها على حسب مفهومه وادعائه إلى قوانين حرية التعبير والكتابة ، فحينما يتجاوز هذا الاعلام حجمه الواقعي وحيزه الحقيقي فيصير هو القاضي الدستوري بالنسبة للمظلومين والطالبين للعدالة القضائية أو الاجتماعية فيحكم – الصحفي القاضي – على هذا بالصلاح وعلى ذلك بالفساد على أساس فكر أحادي تهميشي لا يراعي التحقيق والتدقيق ولا يضع فيه الصحفي نصب عينيه قوله تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ويجعل في موقعه جانبا للصالحين وجانبا للفاسدين يضع فيهما عباد الله دون مراعاة لشرع أو دين ، فيُخرج الناس من الصلاح إلى الفساد ومن الفساد إلى الصلاح دون مسوغ شرعي ، وبعد ذلك تجده من المتهمين للعلماء أصحاب العلم الشرعي بتميز الناس بعضهم عن بعض ، فإذا كان الإعلام الإلكتروني بهذه الصفة فنحن لسنا إذن بحاجة إلى قضاء ولا إلى محاكم ولا مرافعات ولا محاماة ولا حتى دراسات القوانين الخاصة أو العامة فيكفي فقط سماع حكم القاضي الصحفي وترفع الجلسة ، وبتجاوزه لحدوده صار هو المفتي في دين الناس وعباداتهم وعلاقتهم مع خالقهم فلا يتوانى الصحفي الجاهل بالشرع في أن يطلق حكما شرعيا بالجواز أو الحرمة في نازلة سيسأل عنها يوم القيامة – إن كان يؤمن أصلا بيوم الحساب – لا لداعي إلا لأنه يكتب في صفحة يتابعها الآلآف أو الملايين ، فإذا كان الإعلام كذلك فلسنا بحاجة إلى علماء ومفتين ومجالس علمية ومدارس شرعية يكفي فقط أن تكون الصحفي المفتي وزد على ذلك من خبراء واقتصاديين ومهندسين وأطباء وفاعلين ، فكل هذا وغيره يقوم به الموقع الشهير الذي يتصفحه الملايين ، فحين ذلك لن نحتاج لا لعمل ولا لوظيفة ولا لمبادرات تنموية ولا لإصلاح أسرة أو قضاء أو تعليم أو طب فقط نحتاج لموقع إلكتروني نقدسه وننزهه ونرفعه عن الخطأ ، وأي واحد يخرج عن هذا التقديس فهو مستهدف من طرف البيادق المحسوبة على الصحافة والحرية والتعددية وغيرها من المصطلحات الخادعة ، فيكفي أن نرجع إلى فيديو أو تسجيل لهذا الشخص المنتقد لنا فنقوم بتقطيع كلمة أو مفردة أو جملة عن سياقها ونعمل على تزويرها وتحويرها ونشرها للعموم متهمين إياه بالتخلف أو الكراهية أو العنصرية .

في هذا الاطار نُشرت خرافة قول العلامة بنحمزة عن الامازيغية أنها « لغة الشيخات » فاتحين الباب أمام مروجي الأكاذيب والمصدقين للإشاعات في اتهام شخص كان له فضل كبير على الأمازيغية والأمازيغ وقدم للمغرب مشاريع اجتماعية تضامنية لا يستطيع موقع الكتروني من المواقع المحسوبة على الاعلام الهادف أن يقدم جزءا بسيطا منها  .

لكن بعد التحقيق والتدقيق يظهر التحوير والتزوير في نشر الأكذوبة  » الأمازيغية لغة الشيخات » في تسجيل قديم للدكتور بنحمزة يظهر بعد الاستماع إليه بتمعن أنه كان ضد نشر اللهجات كيفما كانت على حساب لغة القرآن ، مبينا أن نشر بعض الكلمات من الأمازيغية التي تعتمد عليها الشيخات في الغناء لا يعتبر خدمة للأمازيغية ولا هدفا يعمل عليه ، إذ الأمازيغية الحقة التي يجب الحرص على نشرها هي التي خدمت الإسلام ولغة القرآن ، هذا هو سياق الكلام الذي حورت منه الكلمة ، والقارئ المتجرد عن الهوى والعصبية سيقف على الفرق الشاسع بين كلام العلامة الذي يصب لصلاح الأمازيغية نفسها وبين الخبر المنشور في الموقع المروج للتزوير والتحوير ، وهذا هو جواب الدكتور بنفسه في الشريط :

سئل الدكتور مصطفى بنحمزة في أحد دروسه السؤال التالي : بعض الجمعيات الأمازيغية أصبحت تطالب بتخصيص حصص أسبوعية كتقديم بعض الأعمال المسرحية على شاشة التلفزة بهذه اللهجة أو بغيرها من اللهجات الوطنية الأخرى ؟

وكان جوابه كالتالي :

هؤلاء لم يجدوا ما يتكلمون فيه وليس لهم موضوع ، فالمغاربة نالوا كل شيء من العمل والوظيفة والأمازيغيون المساكين لا تنقصهم إلا الأمازيغية يسمعونها في التلفاز فيفرحون ؟؟ ، لا يريدون تعليم لأبنائهم ولا….؟؟؟ فقط يريدون سماع لهجتهم فيطيرون في السماء فرحا ؟؟. وكم سيتطلب من العمل على جميع اللهجات في المغرب ؟، كل لهجة نهيئ لها مسرحية ، وأصحاب الدارجة نهيئ لهم مسرحية هم كذلك وأهل سطات واللهجة الحسانية وأصحاب الريف المساكين ووو…. هذه تفاهة فقط .

هؤلاء أناس عاطلون مفلسون فكريا ويتكلمون عن أشياء لا تفكر فيها الأمم ، ففرنسا حينما جاءت إلى هنا حرصت على تعليم الفرنكفونية وعندهم مكتب تابع لرئيس الجمهورية لتحسين اللغة الفرنسية وعندهم الان قانون من أجل التشطيب على كل كلمة غير فرنسية من اللغة الفرنسية حتى الكلمات المستعملة عندهم كـ ( ing ) كـ ( parking ) يجب أن تزال كالكلمات التي عندها أصول أنجليزية ( weekend  ) أي نهاية الأسبوع تقول بالفرنسية ( fin de semaine ) هم يحرصون على لغتهم ونحن كل واحد يحرص على اللهجات ، فهذا مضيعة للوقت ويدل على الإفلاس حتى نصير كالهوتو والتوتسي يقتتلون فيما بينهم فهذا هو مصيرنا إذا كنا نفكر بهذه الطريقة من العصبية والتفرقة .

فعلينا أن ننظر بنظرة شاملة ، لدينا لغة خُدمت خمسة عشر قرنا وهي لغة دقيقة جدا ، فنحن يجب أن نتحدى اللغات الأخرى باللغة العربية وليس باللهجات ، نتحدى اللغة الفرنسية والإنجليزية إن كانت دقيقة مثل اللغة العربية يأتوننا بها ، لا يوجد يقينا ، لا توجد لغة أكثر قدرة على التعبير وأكثر علمية وأكثر دقة من اللغة العربية واللغة التي تضافرت لها جميع وسائل الظهور والانتشار ، ولو أن الناس كانوا يعدلون لاتخذوا اللغة العربية هي لغة التداول العالمي .

والدعوة إلى استعمال اللهجات دعوة للتفرق كل واحد يطالب بلهجته ، فحتى نحن سنطالب الأخبار بالدارجة والخطيب إذا تكلم بالامازيغية لا نفهمه عليه أن يتكلم بالدارجة حتى نفهمه ، فهذا تمزيق للأمة ، وهذا ليس فيه خدمة للأمازيغية ، لأن الأمازيغية لم تكن هكذا ، الأمازيغية كان يتكلم بها الرجال الأتقياء الصالحون كان يتكلم بها  يوسف بن تاشفين ، ومع ذلك يوسف بن تاشفين لم يفرض الأمازيغية فكان يعتز بالإسلام فإذا أردت أن تكون أمازيغيا فكن كيوسف بن تاشفين يتكلم بالامازيغية ويعتز بالإسلام ، كن كمحمد بن تومرت ، هؤلاء من ؟ أليسوا أمازيغ ؟ ومع ذلك أعطوا للغة العربية قيمتها لأنهم لم يكونوا ينظرون بهذه النظرة الضيقة التي لا زلنا ندفع جراءها الكثير وما زال الاستعمار يستغلها من أجل التحريض بيننا كالديوك ، سلبونا أرضنا وأخذوا خيراتنا وقتلوا الناس وفعلوا الفضائح في الخليج ومع ذلك لم نرتفع إلى تفكير عالي ندرك فيه أننا أمة ، فللأسف ينقصنا تفكير الأمة ، فقط تفكير الجماعات ، الأقزام ، الفئات نحن أمازيغ نحن كذا نحن كذا …

حتى ولو كنت أمازيغيا فماذا ستقدم للعالم هل ستواجه السوق الأوروبية المشتركة بلهجة ؟ فلن تفعل شيء ستكرر كلام المغنين صباح مساء ؟؟ ولن يكون لك وجود ولا ذكر ، فماذا ستعطي للأمة بلهجة الأمازيغية ؟ كم هناك من كتاب بالأمازيغية حتى تدرسه للعالم ؟ كم لديك من كتاب للفلسفة بالأمازيغية ؟ كم عندك من كتاب للرياضيات بالأمازيغية ؟ كم عندك من كتاب في طب الحيوان بالأمازيغية ؟ فقط لهجة فيها مجموعة من الكلمات أختزلتها مجموعة من الشيخات في الغناء يبيعون ويشترون بها ، لا يوجد شيء ، لأن العبقرية الأمازيغية توجهت للعربية .

 الأمازيغيون كانوا عباقرة وعبقريتهم جربوها في العربية ، فمن أراد أن يعرف الأمازيع فهم حفاظ القرآن من جبال بني يزناسن إلى أعلى المغرب كلها بلاد القرآن فحينما كان يتكلم الناس عن جبال بني يزناسن كانوا يسمونها بـ « جبال الصالحين » تذهب إلى الريف تجد المرأة تحفظ القرآن والرجل يحفظ القرآن والآن صار بنا الحال إلى محو الأمية ؟؟؟ كم من الكتاتيب القرآنية والمدارس نسيت وطويت وطمست من أجل إظهار خمسة عشر أغنية قالها الرايس فلان أو الشيخة الفلانية ونجعلها في المعارض والمسرحيات ، فذلك كلام لا أهمية له ولا قيمة له حتى ولو كان بالعربية أو الدارجة فلا قيمة له .

فانظروا إلى الإنسان حينما يدع الكلمة الإلهية ، ففي الوقت الذي يقول فيه قال الله ، قول الحق ، الذي أوحى به الحق ، الذي يعلم السر وأخفى ، يترك ذلك كله ويدرس أقوال الرايس فلان ويتتبع أغانيه ، فإذا أصبح الأستاذ يتتبع حلقات الجوطية يكتب كلامهم غير المفيد فيصير الأستاذ تلميذا للجوطي ، وكم من الطلبة والأساتذة يحضرون بحوثهم على ما يقال في الحلق والجوطيات ، وأصبح النّكات في الحلقة هو أستاذ الأستاذ ، فهذا ليس علم هذا مجرد خلخلة .

والذي استفز هؤلاء هو الصحوة الإسلامية فلم يجدوا ما يقضون به على هذه الصحوة إلا بالعنصرية .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *