التواضع صفة الكرام

ان حسن الافعال والاعمال من اللبنات الاساسية لبناء مجتمع صالح.والتحلي بحلية الفضل,ونبل الاخلاق ركيزة من ركائز العلاقات الانسانية المثلى.واني لارى ان التواضع من اهم هذه الركائز باعتباره سبيلا الى تقدير واحترام الانسان المتواضع,وقد يمحو التواضع ما صدر من صاحبه من افعال وممارسات قد يعتبرها الناس اعمالا طالحة في حقهم,سواء صدرت عن قصد او غير قصد من صاحبها.وهي الرفعة التي حدثنا عنها المعلم المصطفى بقوله (ص) :من تواضع لله رفعه.
والتواضع دواء من داء الكبر ,وعلاج من زلات الأنا,وصفة حميدة تدل على طهارة النفس,ودعوة الى المودة والمحبة بين الناس على اختلاف مراكزهم في المجتمع.وهو خلق اعلى للكرام,ونقيضه الكبر وهو صفة من صفات اللئام.
لا اخوض اكثر في وصف التواضع,لان معرفته سهلة المنال,كما عرفتها من رجل كان بالامس قريبا منا,ولا زلت اعرفها فيه وقد اصبح بحكم عمله بعيدا منا,انه الاستاذ الفاضل جمال مزيان نائب وزارة التربية الوطنية على اقليم تازة.
كتبت في السابق مقالات وردودا,مشيرا الى تواضع الرجل,وشاطرني في ذلك الاستاذ محمد المقدم,وما كنت والله اريد بذلك تملقا,ولا جاها كما ظن البعض,ولست ادري دوافع سوء ظنهم.بقدر ما كنت اريد ذكر خصلة حميدة,اردتها ولنفسي اولا قدوة . ايمانا مني ان ليس للرجل سوى مجد واحد حقيقي وهو التواضع.
قد يتساءل البعض ما سر قول هذا في هذا الوقت,لكنني اجيب ببساطة أن الرجل ما نسي تواضعه ,وما نسي واجباته الانسانية,وما نسي علاقاته الحميمية,فقد اتصل بي مؤخرا يريد رقم هاتف استاذة ليقوم بواجبه الانساني في تعزيتها في وفاة اختها.كما انه ارسل رسائل هاتفية لتهنئة كل الذين عملوا معه حين كان نائبا على نيابة تاوريرت بمناسبة عيد الاضحى المبارك.
اليست هذه هي قمة التواضع الانساني؟ اليست هذه هي العلاقات الانسانية التي تبني المجتمعات على الاخاء والمودة والرحمة؟
هنيئا لكم سيادة النائب هذه الصفة التي لا تستطيعها النفس الانسانية المعجونة بالكبر والحرص والحسد,لان الله اذا اراد هلاك عبد منع منه التواضع والنصيحة والقناعة.
قال أحد الشعراء:
الكبر ذل والتواضع رفعة+والمزح والضحك الكثير سقوط
والحرص فقر والقناعة عزة+واليأس من صنع الاله قنوط




Aucun commentaire