Home»جرادة والعمل النقابي  » تجربة نقابة القطاع الخاص

جرادة والعمل النقابي  » تجربة نقابة القطاع الخاص

1
Shares
PinterestGoogle+

 

                    محمد بونيف جرادة

 

جرادة والعمل النقابي   » تجربة نقابة القطاع الخاص »

 

الإنسان اجتماعي بطبعه ، ويقال أيضا أنه تعاقدي بطبعه ، وسواء كان هذا أو ذاك يفرض عليه وجوده  التفاعل مع محيطه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتأثير والتأثر ، فالمجتمع بوسائطه المختلفة  يعتبر مجالا للتربية المستدامة   التي يخضع لها الفرد طيلة حياته من المهد إلى اللحد في شتى المجالات   ، ولا بد له إذا لم يكن مغتربا ومستلبا أن يستفيد من الدروس والعبر والتجارب التي يقدمها له محيطه الاجتماعي والثقافي ، ومدينة جرادة قدمت منها الشيء الكثير في مجموعة من المجالات  ،  وبما أنها ظلت منجمية وعمالية لما يقارب 76 سنة   (1936ـ  2012) حيث ما زال إنتاج  الفحم المحلي مستمرا  ويستخدم في مجموعة من مناطق بلادنا  ،وغباره يستهلك في المحطة الحرارية بجرادة  رغم الإغلاق الرسمي للمناجم بها ، فلا غرابة  في أن تكون هذه المدينة  مهدا ومدرسة للعمل النقابي وهي التي ضمت أول  خلاياه السرية على عهد الاستعمار وفي ظل  منع تكوين نقابة مستقلة خاصة بالمغاربة .

   إلا أن   التوثيق  والدراسات  في هذا المجال ضئيلة تشهد على شح وبخل أبنائها إن لم نقل عقمهم  باستثناء بعض الإنتاجات اليتيمة والغير متخصصة والتي تدور وقائعها حول العمال مثل روايات الأستاذ العرجوني محمد ، وكتاب لجوزيف لبين المغربي من أصل أوروبي  ، ومقالات أخرى متفرقة على صفحات بعض الجرائد ، رغم أن عمال جرادة أوصلوا كل النقابات إلى السقف وأظهروا عجزها ومحدوديتها،  ولم تستطع مسايرة مطالبهم  المتزايد وضغطهم خاصة العددي الذي حققوا في السنوات الأخير قبل الإغلاق مكاسب هامة  بفضله . ولازالت المدينة رغم ما لحق بها من إهمال في جميع المجالات البيئية والصحية والاقتصادية منها ، وعدم تدبير مرحلة ما بعد الإغلاق الرسمي لمفاحم المغرب بها، والاستمرار الفوضوي لاستغلال ثروتها الباطنية  المتبقية  تقدم  بعض التجارب النقابية الهامة .

وقد وقفت مند ما يزيد عن سنة على تجربة نقابية واعدة  تمر في صمت رغم أنها تستحق منا الاهتمام البالغ  وهي  تجربة نقابة القطاع الخاص بجرادة  المنضوية  تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل . 

من أهم الدوافع التي جعلتني أهتم بهذه التجربة  هي ظهور وتعميم أنواع جديدة من العمل   في إطار العولمة  في  مجموعة من البلدان ومنها المغررب ، تختلف عن العمل العادي  الذي عرفناه والذي فرضته « دولة الرفاه  » كما اصطلح عليها ، (1945ـ 1970) في إطار الليبرالية الموجهة التي اتسمت بتدخل الدولة لتصحيح اختلالات السوق  والعمل بالتوجهات الكينزية ، (1)   والتوظيف الكامل  ، وحققت من خلاله الطبقة العاملة مجموعة من المكتسبات حيث توسعت قاعدتها  و تمتع  العمال  بالاستقرار  الكامل للعمل مدى الحياة وما يتصل به من حقوق قارة وثابتة، كتعميم الضمان الاجتماعي .

من هذه الأعمال الجديدة نجد في بلادنا الحراسة والنظافة  وبعض أوراش الميكانيك والصيانة …… ، ويعمل العمال في هذه القطاعات  في شركات خاصة بحيث تتجدد عقدة العمل ، وقد يغير العمل نفسه مع تجديد الشركة أو صاحبها  الذي يفوز بالصفقة  . تتميز هذه الأعمال بأجور بسيطة وحقوق غير موحدة سواء داخل القطاع الواحد أو في قطاعات مختلفة عبر التراب الوطني ، وقد ووجه هذا النوع من  الأعمال بالرفض في بعض  القطاعات مثل قطاع التعليم الذي احتجت  شغيلته  في بعض الجهات على إدخال هذا الصنف من العمل إليه في مجالي الحراسة والنظافة ، معتبرة إياه  وسيلة لتعميم العمل بالعقدة المحدودة وشرعنة مرونة الشغل والإجهاز على المكتسبات . و تنضاف لهذه المميزات سلوكات  الباطرونا أو جزء منها وعدم شعور أغلبهم بالمسؤولية تجاه من يعملون تحت تصرفهم  ، والتعالي والكبرياء الكاذب  الذي يقابلون به مطالبهم وعدم توفرهم عل ميل وطني لحل مشاكل الشغل  .

 وفي مجموعة من البلدان مثل اليابان احتار النقابيون رغم تجربتهم ، في تنظيم أنواع العمل مثل هذه بل واجهوها بالنفور لصعوبة جمع شتاتها وتنوعها .

وتضم هذه الأصناف من العمل شرائح خاصة من المجتمع أو من ينصهر فيها رغم انتمائه الموضوعي لفئة ذات مواصفات أخرى.

ـ ويرجع سر اهتمامي بهذه التجربة بالإضافة إلى كونها تنظم الأصناف المذكورة من العمال ، إلى خصوبتها وغناها بمعايير تمنح فرصا لتقويم  تجاربنا السابقة  على ضوئها ومحكها ، للأسباب التالية :

ـ لم يصل إليها جشع وشبح البيروقاطية  لبساطة هذه الفئة وسلاستها وتلقائيتها في التعامل  الداخلي والخارجي للتنظيم  ، وحدرها الشديد من بيرقراطية النقابات الأخرى وقد حاول بعض مستخدمي المحطة الحرارية ومسؤولي قطاعات أخرى جهويا استغلال قوتهم العددية في الضغط والمساومة بهم لذى المسؤولين  في المحطة الحرارية أو لذى الاتحاد المغربي للشغل لتغيير ميزان القوى لفائدة هذا الطرف أو ذاك ، إلا أن  حرصهم  على الاستقلالية وحريتهم في اتخاذ القرارات وتنفيذها أفشل أطماع الطامعين وردهم خائبين .

كما لاحظت سرعة تشبع بعضهم وتشبتهم بالقيم النقابية وانتشار ثقافة وقوانين الشغل بينهم بشكل ملفت مما قلب عجرفة وترفع الباطرونا المشرفة محليا على هذه الأعمال إلى وداعة وتنازل ملفتت ، وقابلية عالية للحوار ونزول من البرج العاجي.  

ساعد على هذا الوضع الإنجاز التنطيمي  المتقن لهذه النقابة   التي فرضت على المسؤولين احترامها ، ووضع المدينة التي عاشت وتعيش صعوبة  وعسر الانتقال من مدينة عمالية  إلى وضع ما بعد الإغلاق الرسمي للمناجم وتراجع الوضع الاقتصادي للساكنة . 

وانتقلت هذه النقابة في ضرف وجيز من عمال للحراسة فقط ، متفرقين لا يتجاوز عددهم العشرين ولا يجرؤون حتى على الجهر بمطالبهم المشروعة خوفا من الطرد ، وقد طرد عدد منهم للسبب نفسه ، يستطيعون بالكاد وضع عريضة سرية تعطى للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لتدافع عنهم دون الكشف عنها ،إلى تنظيم نقابي جاد و مسؤول ، سجل رصيدا حافلا من النضالات المثمرة  من وقفات احتجاجية واعتصامات ومسيرات دعمتها وتعاطفت معها هيآت المجتمع المدني خاصة الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، حققت خلالها هذه النقابة مكاسب هامة ، وأرست جسور الحوار الجاد والمسؤول مع المعنيين بالشغل محليا وجهويا ، وحضيت هذه المكتسبات باهتمام باقي عمال وعاملات القطاع الخاص بجرادة مما جعل أعدادهم تتكاثر ، وتنوعت القطاعات المنضوية تحت لوائها وفاقت عدديا كل النقابات الموجودة بالمدينة  ويشمل التنظيم الآن منطقة عين بني مطهر، وهي تسعى حاليا لتعميم المكتسبات وتوحيد الملف المطلبي     

 كما تتميز  هذه النقابة النموذجية  بأرشيفها المنظم بدقة متناهية فيه من الوثائق والقانونية والتشريعية  ما يمكن الرد به على كل الخروقات التي قد تتعرض لها هذه الفئات  ، وتدير من خلاله كل الحوارات بشكل ملفت للانتباه لا يعتريه أي لبس  ، واهتمامها حتى بأدق التفاصيل مثل الزي الموحد خلال الأنشطة أو المعارك النضالية . 

 

أقامت هذه التجربة الدليل القاطع على إمكانية تنطيم كل أنوع العمل حتى وإن تباينت خصوصيات  القطاعات التي تضمها ، كما بينت أن التنظيم يصون كرامة المنخرط  ويتيح تتبعه ويجنبه العديد من الأزمات والمنزلقات والمعاملات اللا إنسانية التي تسود في بعض المهن والأعمال ،  كعمل خادمات  البيوت الذي يعج بالممارسات المهينة  والحاطة من الكرامة وصلت إلى المساس بالحق في الحياة والسلامة البدنية والنفسية ، وتشكل هذه الفئات في بلادنا بالإضافة إلى فئات أخرى كنادلي المقاهي والمطاعم كتلة هامة يكون لها وزنها وموقعها وكلمتها  إذا تم تنظيمها  .

محمد بونيف جرادة  08/05/2012

1 ـ نظرية كينز 1936  

 

     

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

                         جانب من مظاهرات فاتح ماي بجرادة

 

 

 

 

 

 

 

 

                    محمد بونيف جرادة

 

جرادة والعمل النقابي   » تجربة نقابة القطاع الخاص »

 

الإنسان اجتماعي بطبعه ، ويقال أيضا أنه تعاقدي بطبعه ، وسواء كان هذا أو ذاك يفرض عليه وجوده  التفاعل مع محيطه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتأثير والتأثر ، فالمجتمع بوسائطه المختلفة  يعتبر مجالا للتربية المستدامة   التي يخضع لها الفرد طيلة حياته من المهد إلى اللحد في شتى المجالات   ، ولا بد له إذا لم يكن مغتربا ومستلبا أن يستفيد من الدروس والعبر والتجارب التي يقدمها له محيطه الاجتماعي والثقافي ، ومدينة جرادة قدمت منها الشيء الكثير في مجموعة من المجالات  ،  وبما أنها ظلت منجمية وعمالية لما يقارب 76 سنة   (1936ـ  2012) حيث ما زال إنتاج  الفحم المحلي مستمرا  ويستخدم في مجموعة من مناطق بلادنا  ،وغباره يستهلك في المحطة الحرارية بجرادة  رغم الإغلاق الرسمي للمناجم بها ، فلا غرابة  في أن تكون هذه المدينة  مهدا ومدرسة للعمل النقابي وهي التي ضمت أول  خلاياه السرية على عهد الاستعمار وفي ظل  منع تكوين نقابة مستقلة خاصة بالمغاربة .

   إلا أن   التوثيق  والدراسات  في هذا المجال ضئيلة تشهد على شح وبخل أبنائها إن لم نقل عقمهم  باستثناء بعض الإنتاجات اليتيمة والغير متخصصة والتي تدور وقائعها حول العمال مثل روايات الأستاذ العرجوني محمد ، وكتاب لجوزيف لبين المغربي من أصل أوروبي  ، ومقالات أخرى متفرقة على صفحات بعض الجرائد ، رغم أن عمال جرادة أوصلوا كل النقابات إلى السقف وأظهروا عجزها ومحدوديتها،  ولم تستطع مسايرة مطالبهم  المتزايد وضغطهم خاصة العددي الذي حققوا في السنوات الأخير قبل الإغلاق مكاسب هامة  بفضله . ولازالت المدينة رغم ما لحق بها من إهمال في جميع المجالات البيئية والصحية والاقتصادية منها ، وعدم تدبير مرحلة ما بعد الإغلاق الرسمي لمفاحم المغرب بها، والاستمرار الفوضوي لاستغلال ثروتها الباطنية  المتبقية  تقدم  بعض التجارب النقابية الهامة .

وقد وقفت مند ما يزيد عن سنة على تجربة نقابية واعدة  تمر في صمت رغم أنها تستحق منا الاهتمام البالغ  وهي  تجربة نقابة القطاع الخاص بجرادة  المنضوية  تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل . 

من أهم الدوافع التي جعلتني أهتم بهذه التجربة  هي ظهور وتعميم أنواع جديدة من العمل   في إطار العولمة  في  مجموعة من البلدان ومنها المغررب ، تختلف عن العمل العادي  الذي عرفناه والذي فرضته « دولة الرفاه  » كما اصطلح عليها ، (1945ـ 1970) في إطار الليبرالية الموجهة التي اتسمت بتدخل الدولة لتصحيح اختلالات السوق  والعمل بالتوجهات الكينزية ، (1)   والتوظيف الكامل  ، وحققت من خلاله الطبقة العاملة مجموعة من المكتسبات حيث توسعت قاعدتها  و تمتع  العمال  بالاستقرار  الكامل للعمل مدى الحياة وما يتصل به من حقوق قارة وثابتة، كتعميم الضمان الاجتماعي .

من هذه الأعمال الجديدة نجد في بلادنا الحراسة والنظافة  وبعض أوراش الميكانيك والصيانة …… ، ويعمل العمال في هذه القطاعات  في شركات خاصة بحيث تتجدد عقدة العمل ، وقد يغير العمل نفسه مع تجديد الشركة أو صاحبها  الذي يفوز بالصفقة  . تتميز هذه الأعمال بأجور بسيطة وحقوق غير موحدة سواء داخل القطاع الواحد أو في قطاعات مختلفة عبر التراب الوطني ، وقد ووجه هذا النوع من  الأعمال بالرفض في بعض  القطاعات مثل قطاع التعليم الذي احتجت  شغيلته  في بعض الجهات على إدخال هذا الصنف من العمل إليه في مجالي الحراسة والنظافة ، معتبرة إياه  وسيلة لتعميم العمل بالعقدة المحدودة وشرعنة مرونة الشغل والإجهاز على المكتسبات . و تنضاف لهذه المميزات سلوكات  الباطرونا أو جزء منها وعدم شعور أغلبهم بالمسؤولية تجاه من يعملون تحت تصرفهم  ، والتعالي والكبرياء الكاذب  الذي يقابلون به مطالبهم وعدم توفرهم عل ميل وطني لحل مشاكل الشغل  .

 وفي مجموعة من البلدان مثل اليابان احتار النقابيون رغم تجربتهم ، في تنظيم أنواع العمل مثل هذه بل واجهوها بالنفور لصعوبة جمع شتاتها وتنوعها .

وتضم هذه الأصناف من العمل شرائح خاصة من المجتمع أو من ينصهر فيها رغم انتمائه الموضوعي لفئة ذات مواصفات أخرى.

ـ ويرجع سر اهتمامي بهذه التجربة بالإضافة إلى كونها تنظم الأصناف المذكورة من العمال ، إلى خصوبتها وغناها بمعايير تمنح فرصا لتقويم  تجاربنا السابقة  على ضوئها ومحكها ، للأسباب التالية :

ـ لم يصل إليها جشع وشبح البيروقاطية  لبساطة هذه الفئة وسلاستها وتلقائيتها في التعامل  الداخلي والخارجي للتنظيم  ، وحدرها الشديد من بيرقراطية النقابات الأخرى وقد حاول بعض مستخدمي المحطة الحرارية ومسؤولي قطاعات أخرى جهويا استغلال قوتهم العددية في الضغط والمساومة بهم لذى المسؤولين  في المحطة الحرارية أو لذى الاتحاد المغربي للشغل لتغيير ميزان القوى لفائدة هذا الطرف أو ذاك ، إلا أن  حرصهم  على الاستقلالية وحريتهم في اتخاذ القرارات وتنفيذها أفشل أطماع الطامعين وردهم خائبين .

كما لاحظت سرعة تشبع بعضهم وتشبتهم بالقيم النقابية وانتشار ثقافة وقوانين الشغل بينهم بشكل ملفت مما قلب عجرفة وترفع الباطرونا المشرفة محليا على هذه الأعمال إلى وداعة وتنازل ملفتت ، وقابلية عالية للحوار ونزول من البرج العاجي.  

ساعد على هذا الوضع الإنجاز التنطيمي  المتقن لهذه النقابة   التي فرضت على المسؤولين احترامها ، ووضع المدينة التي عاشت وتعيش صعوبة  وعسر الانتقال من مدينة عمالية  إلى وضع ما بعد الإغلاق الرسمي للمناجم وتراجع الوضع الاقتصادي للساكنة . 

وانتقلت هذه النقابة في ضرف وجيز من عمال للحراسة فقط ، متفرقين لا يتجاوز عددهم العشرين ولا يجرؤون حتى على الجهر بمطالبهم المشروعة خوفا من الطرد ، وقد طرد عدد منهم للسبب نفسه ، يستطيعون بالكاد وضع عريضة سرية تعطى للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لتدافع عنهم دون الكشف عنها ،إلى تنظيم نقابي جاد و مسؤول ، سجل رصيدا حافلا من النضالات المثمرة  من وقفات احتجاجية واعتصامات ومسيرات دعمتها وتعاطفت معها هيآت المجتمع المدني خاصة الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان ، حققت خلالها هذه النقابة مكاسب هامة ، وأرست جسور الحوار الجاد والمسؤول مع المعنيين بالشغل محليا وجهويا ، وحضيت هذه المكتسبات باهتمام باقي عمال وعاملات القطاع الخاص بجرادة مما جعل أعدادهم تتكاثر ، وتنوعت القطاعات المنضوية تحت لوائها وفاقت عدديا كل النقابات الموجودة بالمدينة  ويشمل التنظيم الآن منطقة عين بني مطهر، وهي تسعى حاليا لتعميم المكتسبات وتوحيد الملف المطلبي     

 كما تتميز  هذه النقابة النموذجية  بأرشيفها المنظم بدقة متناهية فيه من الوثائق والقانونية والتشريعية  ما يمكن الرد به على كل الخروقات التي قد تتعرض لها هذه الفئات  ، وتدير من خلاله كل الحوارات بشكل ملفت للانتباه لا يعتريه أي لبس  ، واهتمامها حتى بأدق التفاصيل مثل الزي الموحد خلال الأنشطة أو المعارك النضالية . 

 

أقامت هذه التجربة الدليل القاطع على إمكانية تنطيم كل أنوع العمل حتى وإن تباينت خصوصيات  القطاعات التي تضمها ، كما بينت أن التنظيم يصون كرامة المنخرط  ويتيح تتبعه ويجنبه العديد من الأزمات والمنزلقات والمعاملات اللا إنسانية التي تسود في بعض المهن والأعمال ،  كعمل خادمات  البيوت الذي يعج بالممارسات المهينة  والحاطة من الكرامة وصلت إلى المساس بالحق في الحياة والسلامة البدنية والنفسية ، وتشكل هذه الفئات في بلادنا بالإضافة إلى فئات أخرى كنادلي المقاهي والمطاعم كتلة هامة يكون لها وزنها وموقعها وكلمتها  إذا تم تنظيمها  .

محمد بونيف جرادة  08/05/2012

1 ـ نظرية كينز 1936  

 

     

 

 

 

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *