Home»الفاعل السياسي و الفلاح المغربي بين أطروحتي جون واتربوري و ريمي لوفو

الفاعل السياسي و الفلاح المغربي بين أطروحتي جون واتربوري و ريمي لوفو

1
Shares
PinterestGoogle+

 كتاب  » أمير المؤمنين والنخبة السياسية بالمغرب  » من تأليف الأستاذ

 يتضمن تحليلا دقيقا للمجتمع John Waterburryالأمريكي

السياسي المغربي وتطوره عبر التاريخ من الحماية إلى ما بعد الاستقلال مع دراسة عميقة للعلاقات التي ربطت بين الملكية و النخب الوطنية والسياسية, ومقارنتها بتلك التي تحكم العلاقات داخل النظام القبلي.

وقد تبنى النظرية  » الانقسامية  » كمنهج للتحليل وفق نظرية عالم الاجتماع الفرنسي  » إميل دوركهايم  »  مؤلف كتاب  » تقسيم العمل الاجتماعي  »  .

الأسلوب السياسي للنخبة يهدف إلى التأثير في القرارات السياسية على المستوى الوطني .وتضم الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات الطلابية , والأسر الكبرى والقبائل , الضباط ,و العلماء والشرفاء .

ونخبة النخبة مكونة من البرجوازية الحضرية والارستقراطية الفلاحية مع ملاحظته للغياب الكبير للنساء واليهود عن النخبة التي يصفها

بالانتهازية والتملق والانبطاح وعدم تكوين قناعات إيديولوجية لديها وبالتالي تضع دائما مصالحها فوق أي اعتبار .

الملكية الوطنية..

توافق تام بين الملكية والحركة الوطنية خلال المعركة من اجل الاستقلال و كان التشاور والتنسيق بين السلطان محمد الخامس و قادة حزب الحركة الوطنية  يعبران عن لحمة  تجمع القمة بالقاعدة وهدف مشترك يروم التحرر من ربقة الاستعمار وبزوغ فجر الحرية , وذلك ما تم بعد ثورة الملك والشعب و نفي السلطان الشرعي للبلاد و تصعيد المقاومة وجيش التحرير ضد المحتل الذي حاول فرض سيطرته بالحديد والنار إلا أن عزيمة الشعب لا تقهر فكان لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر وتلك هي إرادة الحياة .

 غداة الاستقلال, الملك حَكم أم زعيم ؟

كانت نوايا حزب الاستقلال تشكيل الحكومة و الانفراد بتسيير شئون الدولة ومؤسساتها و أن يلعب الملك دور الحكم, إلا أن وجود لاعبين سياسيين آخرين في الساحة جعل الملك يختار حكومة تترأسها شخصية مستقلة هي مبارك البكاي  و مشاركة حزب الشورى والاستقلال و حزب الاستقلال و اللا منتمون . مما سيؤدي مستقبلا إلى انقسام في النخبة الوطنية و بروز حزب الحركة الشعبية وبزوغ نجم المحجوبي أحرضان و الدكتور الخطيب , و انقسام حزب الاستقلال المحافظ  بظهور الاتحاد الوطني للقوات الشعبية كقوة يسارية ستعترضها محن رغم وصول زعيمها الأستاذ عبد الله إبراهيم إلى راسة حكومة لم تعمر طويلا , وتخللت هذه الفترة أحداثا هزت الاستقرار والأمن ببعض المناطق كتلك التي تزعمها العامل عدي أو بيهي بقصر السوق  والنواحي , أو أحداث الريف 1958  وغيرها .

المسلسل الانتخابي من 1960الى1963

شهدت سنة 1960  تنظيم أول انتخابات جماعية في المغرب وكانت الصراعات السياسية على أشدها وقد فازت نخبة من الأعيان و ذوي النفوذ من قدماء القواد و الشيوخ و نخبة التجار و الحرفيين ورجال التعليم و العمال بعضوية المجالس المنتخبة و قد اختلفت النتائج بين المدن والبوادي و توزعت المقاعد بين الأحزاب والمستقلين لتسيير الشأن المحلي في عهد مبارك البكاي كوزير للداخلية .

1962 سنة الاستفتاء على أول دستور للمملكة والذي تضمن بعض المقتضيات الهامة كمنع الحزب الوحيد و التنصيص على اختصاصات الملك كأمير للمؤمنين وحامي حمى الملة والدين والساهر على سير المؤسسات الدستورية بالإضافة إلى اختصاصات السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.

و قد تم التصويت عليه بشبه إجماع رغم مقاطعة بعض الهيئات السياسية.

1963 ستنظم أول انتخابات تشريعية وستبرز جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية بزعامة احمد رضا اكديرة التي تأسست قبيل الانتخابات بفترة قصيرة ورغم موقع الصدارة الذي احتلته لم يكن فوزها مريحا مما جعل المؤسسة التشريعية تعيش صراعات و مجادلات عقيمة أدت بالملك إلى إعلان حالة الاستثناء وحل البرلمان سنة  1965التي شهدت  أحداث الدار البيضاء .

وبعد الحديث عن عوامل الانقسام داخل الهيئات السياسية كحزب الاستقلال و الحركة الشعبية و جبهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية ( فديك ) يتطرق الكاتب لتكتيكات النظام للحفاظ على مكانته حيث يسود الملك ويحكم ومن أدواته, البيروقراطية, وزارة الداخلية, الجيش, الديوان الملكي, العدالة, الدعاية والصحافة. امتلاك طاقة لاحتواء النخبة.

ويختتم بدور المتزلفين و الكومباردورات و الانكشارية , ويقصد بالكومباردورات , الطبقة البورجوازية المتحالفة مع رأس المال الأجنبي من اجل المصلحة والاستيلاء على السوق الوطنية .

أما الانكشارية , فالتسمية مستمدة من الحكم العثماني وتعني نخبة من المشاة و الفرسان كانت تشكل الجيش الرسمي للدولة  ولها نظام خاص بها وولاؤها  كان للسلطان إلا أن تمردها أدى إلى التنكيل بها شر تنكيل خلال واقعة الخيرية , ومن ثم إلغاؤها بشكل نهائي سنة 1826 على يد السلطان محمود الثاني .( المرجع.. ويكيبيديا ).

و لست أدرى ما ذا يقصد الكاتب بالانكشارية في بلد كالمغرب , فوجه المقارنة منعدم .

Rémy Leveauكتاب   » الفلاح المغربي المدافع عن العرش »  ل

وهو باحث أكاديمي فرنسي 1932-2005 خبير بشؤون شمال إفريقيا والمغرب على الخصوص ,  إذ عمل ملحقا بوزارة الداخلية 1968- 1974الشيء الذي مكنه من الاطلاع على معطيات وتقارير استغلها للانجاز أطروحته لنيل دكتوراه في القانون والعلوم السياسي بكلية الحقوق بالرباط تتعلق بموضوع  سوسيولوجيا الانتخابات .

ومن أجل إعادة بناء نظام النخب المحلية ركز الباحث على دو الأعيان القرويين و البحث عن إطار إقليمي جديد وعن قواعد تلعب لصالح الأعيان منها التقطيع الانتخابي واختيار أسلوب الاقتراع  الأحادي الاسمي بالأغلبية النسبية وقد تجلى ذلك بوضوح في الانتخابات الجماعية المنظمة بتاريخ 29 ماي 1960 التي فاز خلالها الاستقلال  40% ب

ولإعادة بناء الشبكة الإدارية المحلية أسبقية لأنها تخدم أجندة سياسية ترمي إلى إشراك  بعض الفئات في النظام السياسي منها  مكانة الأمازيغ في نظام النخب المحلية والمثقفون ذوي التكوين التقليدي ( القرويين و ابن يوسف)  إلى جانب النخبة ذات الثقافة العصرية منهم  قدماء كوليج أزرو من أبناء الأعيان الذين كانت  لفرنسا مرامي وأهداف  خاصة من تكوينهم المفرنس إلا إن عنصر المفاجئة كان حاضرا.

ركز ريمي لوفو في كتابه  » الفلاح المغربي المدافع عن العرش  » على نتائج الانتخابات التشريعية لسنة 1963 و مكنته الوثائق والتقارير التي اطلع عليها بوزارة الداخلية بصفته متعاونا ومستشارا بها في فترة الستينات إلى وسط السبعينات  من معرفة أدق تفاصيلها و الاطلاع على الإحصائيات و توزيع المقاعد حسب الهيئات السياسية و النقابية و المستقلين , حسب أقاليم الشمال (  طنجة , تطوان , الحسيمة , والناظور )  والجنوب و الأقاليم شبه الصحراوية  ( مراكش , اكادير ورززات وقصر السوق ) , وما أسماه بالمغرب النافع  والمدن العصرية وأقاليم الساحل ( الرباط , الدار البيضاء ) والمغرب الأوسط ( فاس , مكناس , ببني ملال ) والمغرب الشرقي ( وجدة وتازة) , مركزا على مميزات كل جهة و ثقافتها وأنشطتها الاقتصادية و مراكزها الإشعاعية وغيرها من العوامل التي تساهم في تشكيل النخب واختيار المنتخبين .

 خلص إلى عدة استنتاجات أهمها سيطرت الطابع التقليدي والفلاحي على الحياة العامة وبالتالي هيمنة المؤسسة الملكية على الحياة السياسية بواسطة الإدارة المخزنية والتحالف مع النخب التقليدية  , و تقليص هامش سيطرة الحركة الوطنية وخاصة حزب الاستقلال الذي كان يروم التأسيس لمرحلة جديدة من الحياة السياسية .

فسوسيولوجيا السياسة المغربية ما بعد الاستقلال  جعلت من الفلاح المغربي – المدافع عن العرش –  والنخب القروية دعامة أساسية للحفاظ على التوازن  أمام  القوى السياسية المحافظة الساعية  للعب دور طلائعي في التجربة السياسية الفتية  .

خلاصة..

تحليل عمق المجتمع السياسي المغربي  لدى الباحث الأمريكي جون واتربوري الذي منع كتابه  » أمير المؤمنين , الملكية والنخبة السياسية المغربية  »  من التوزيع بالمغرب في مرحلة من المراحل  يلخصه في وجود مجموعة من القواعد الضمنية تحكم العلاقات بين الملك والنخب يمكن مقارنتها بتلك التي تحكم العلاقات داخل النظام القبلي متبنيا النظرية الانقسامية كمنهج للتحليل.

أما كتاب  » الفلاح المغربي المدافع عن العرش  » ل ريمي لوفو- رغم بعض النقائص –  يشكل  قطيعة مع الأبحاث المتعلقة بالمغرب لكتاب فرنسيين بالخصوص , و التي كانت ذات أهداف  ومرامي استعمارية بالدرجة الأولى ولم تصمد أمام الحقائق التاريخية التي تدحضها وتفضح أسباب نزولها. و لا تغيب عن أذهاننا كتابات موليراس و شارل دو فوكو وغيرهما التي حاولت إعطاء صورة نمطية  عن حياة المغاربة قبل الحماية و التنكر لحضارتهم و أسلوبهم المعيشي , وإمبراطورياتهم التي حكمت الأقطار شرقا وغربا وحتى وراء البحار , و كانت الدول العظمى تسعى لإبرام اتفاقيات ومعاهدات معها وخطب ودها في كثير من الأحيان أما سياسة التحضير ( من الحضارة) التي اتخذت منها فرنسا علامة دعائية لسياستها الاستعمارية فكانت وسيلة لتبرير عدوانها على بلد عريق ذو جذور تاريخية عميقة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *