ماذا تعرف عن فرق تنشيط الأحياء بجماعة وجدة؟

أحمد الجبلي
كثيرون هم أولائك الذين لا يعرفون شيئا عن فرق تنشيط الأحياء، عموما، وفرق تنشيط الأحياء بمدينة وجدة تحديدا. ومن الجود والإنداء على العامة من كافة أبناء الشعب، والخاصة من إداريين وموظفين، أن ننبس بشفاهنا في قلوبهم بما لا يعقلون، ونهمس في آذانهم بما لا يعرفون، عسى البعض أن يلجم فاه َفيَكُفَّ القَفْوَ بما ليس له به علم، وعسى البعض الآخر أن يعرف لأهل الفضل فضلهم فلا يبخس الناس أشياءهم، وعسى البعض من المسؤولين أن لا يراكم المعلومات والتقارير في الرفوف ويتركها للدهر يأكل منها ويشرب كيف يشاء دون أن يتحمل عناء القراءة والتوظيف حتى يحسن الحديث عن هؤلاء بفخر واعتزاز.
إن كل الذين كتبوا أو تحدثوا عن فرق تنشيط الأحياء بهذه المدينة، قد جانبوا الصواب لسبب بسيط هو أن معرفة الشيء تُعَد جزءً من تصوره، وأن من جهل شيئا عاداه.
إن ما يجهله الكثير من الموظفين، سواء الجماعيين منهم أو غير الجماعيين، عن فرق تنشيط الأحياء، هو أن هؤلاء قد راكموا خبرة كبيرة وتجربة معتبرة بما مزقوه من أحذية في الميدان، وقوصوه من ظهور خلال التجوال والحوار والتقصي والاستبيان، وأثنوه من ركب في الباحات والساحات والسبل والزقاق، فأبدعوا في استعمال آليات البحث والاشتغال، وابتكروا مناهج لا توجد عند غيرهم، حتى ولو كانوا أطرا وسلالم إدارية طويلة.
إن هؤلاء، رغم قصر قامات جلهم الإدارية منها والمالية، عمالقة في قراءة المعطيات، وجهابذة في تحليل المعلومات، وفُرادات في تصنيف الأفكار، ومبدعون في وضع التصاميم والجداول والمبيانات والاستبيانات، وخلاقون فيما يتعلق بتوظيف المصفوفات والخوارزميات.
وإذا كانت الأسئلة حول كتابة التقارير لازالت تطرح في امتحانات الكفاءة المهنية، أي لازالت تعتبر مادة اختبار وامتحان، فإن التقارير التي ينجزها فرق تنشيط الأحياء قد تجاوزت الشكل التقليدي الرتيب، وفاقت التصاميم المديرية في التخطيط من حيث الدقةُ والتحليلُ والتوضيبُ والاستنتاجات والتوصيات.
ومما يؤسف له أن موظفي الإدارة العمومية، الذين ينتمي إليهم هؤلاء الأشاوس، لا يعرفون أن إخوانهم متمرسون في توظيف المنهج العلمي، منه الوصفي والتجريبي، ومنه التحليلي والاستقرائي والمقارن في أعمالهم، التي أغلبها بنيوي تتأسس عليه أهم المشاريع الكبرى التي تستفيد منها الأحياء المهمشة والفقيرة بشكل مباشر، وهي كأعمال تصنف ضمن الأعمال التي تخفف من حدة الاحتقان الشعبي الذي عرفته البلاد في السنوات الأخيرة.
إن الدراسات التي يقوم بإنجازها هؤلاء الجنود، أقل ما يقال عنها أنها احترافية بمكان، وعلمية إلى حد بعيد، وقد استعمل العديد منها في أطروحات جامعية عليا، أبهرت دكاترة التعليم العالي، وفرضت على المشرفين من خبراء ومكاتب دراسات الاعتراف بأن فرق تنشيط هذه المدينة يحتلون الصدارة وطنيا بما يقدمونه من دراسات وبحوث، ويصنعونه من تقارير دورية أقل ما يقال عنها أنها وفق منهج علمي صارم ومعايير دولية معتبرة.
يتبع




Aucun commentaire