Home»عيد باية حال عدت يا عيد

عيد باية حال عدت يا عيد

0
Shares
PinterestGoogle+

رجع الشاعر العربي،ابن الكوفة مولدا، المتعصب لعروبته ابو الطيب المتنبي(915م-965م) من مصر مكلوما مهزوما، من وعود اخذها من حاكم مصر (كافور الاخشيدي).وعده ان يمنحه امارة على منطقة من المناطق التابعة لنفوذه،بعد ان تمزقت الامبراطورية العباسية الى امارات مستقلة…

و هو الشاعر المعروف باطلاعه الواسع لانماط الشعر في المواضيع المختلفة و لكبار الشعراء من نوع البحتري و ابو تمام و ابن الرومي و غيرهم .و الذين حفظ لهم من محتويات  دواوينهم  الشيء الكثير لكونه كان يتمتع بحافظة قوية…

و هو الشاعر المعروف ايضا بطموحه السياسي و بشجاعته التي تبلغ في احيان كثيرة حد التهور،والمعروف بحبه للمغامرات:

اليس هو القائل : اذا غامرت في شرف مروم     فلا تقتنع بما دون النجوم

                   فطعم الموت في امر حقير       كطعم الموت في امر عظيم

و رجع الشاعر العربي يجر ذيول الخيبة بعد ان خذله حاكمها كافور الاخشيدي ،ومن شدة همه و حزنه على ما قدمه من مدح لهذا الحاكم المراوغ،انشد القصيدة التي مطلعها:

عيد باية حال عدت يا عيد         بما مضى ام بامر فيك تجديد

اما الاحبة فالبيداء دونهم           فليت بيد دونك بيدا دونها بيد

الى ان يقول:

لم يترك الدهر من قلبي و لا كبدي         شيئا تتيمه عين و لا جيد

يا ساقي أخمر في كؤوسكما                أم في كؤوسكما هم و تسهيد

أصخرة أنا مالي لا تحركني               هذي المدام و لا هذي الاغاريد

اذا اردت كميت اللون صافية             وجدتها و حبيب النفس مفقود

ماذا لقيت من الدنيا واعجبه              أني بما أنا شاك منه محسود

انه حزن شديد وغم شعر به المتنبي ،كما شعر بغدر الرجال،وهو الذي الف العز و الجاه و الاحتفاء به اينما حل و ارتحل.خاصة في بلاط سيف الدولة الحمداني امير دولة حلب.كان الشاعر الوحيد الذي يقدم قصيدته في المدح امام سيف الدولة و هو جالس، بينما يقف جل الشعراء في نفس الامر،و هذا الامر جلب له الكثير من الماسي و الحسد الذي نغص عليه العيش مع اميره المفضل…

مناسبة الموضوع عن العيد الحزين،هو تشريف العيد الكبير كما يسميه اهلنا هنا  في هذا الوطن،اي عيد الاضحى على اساس ان هناك عيد سابق يكنى بالعيد الصغير او عيد الفطر.

و في وطني على الخصوص، يعتبر العيد مناسبة تحسب لها الاسر و العائلات الف حساب .و الامر يكون جللا عندما تقترن مناسبات متتالية في الزمن.فحضوره هذه السنة جاء بعد شهر الصيام و عيد الفطر و العطلة الصيفية و الدخول الامدرسي و الان عيد الاضحى.وهي مناسبات اخذت اليابس و الاخضر و كل مدخرات الاسر المتوسطة و الفقيرة ،و افرغت الجيوب من محتوياتها…كل محطة من هذه المحطات تتطلب نفقات تدفعها الاسر عن طيب خاطر من اجل ارضاء طلبات الابناء.

صحيح ليس في الابناء من له وعي بحقيقة امكانيات الاسرة الاقتصادية (المالية).و ليس لهم وعي بمطالب الحياة من الاكل و اللباس و السكن و الفواتير المختلفة من الكهرباء و الماء و التعليم و الدعم المدرسي و التطبيب و العلاجات  المختلفة  …

كثير من الاسر يعتصر قلبها هما و غما كلما جاءت مناسبة دينية او اجتماعية .و هو هم وحزن يشبه الغم و الحزن الذي شعر به الشاعر العربي الكبير ابو الطيب و هو راجع من ديار مصر خائبا.

اسر ترى عينها بصيرة و يدها قصيرة،و مرغمة ان تظهر الفم  الذي يبتسم  و العين التي تدمع ..,

هي عين تدمع لقلة حيلتها و عجزها ،و فم يبتسم فرحا بالعيد السعيد و ان كلف افراغ الجيوب .او قد يدفع بالبعض الى بيع اثاثه و مقتنياته المنزلية او الاقتراض من مؤسسات القرض من اجل ارضاء الاخرين(الاطفال و ادخال الفرحة عليهم)ان مؤسسات القرض  لا تنتظرالا  مناسبات مثل هذه لتطبق المثل الفرنسي المترجم الى العربية: ماساة البعض تؤدي الى سعادة البعض الاخر »…

Le malheur des uns fait bonheur aux autres

اخيرا متمنياتنا ان تكون اعياد المستقبل و فيها من الفرج الرباني الذي يعم على جميع القلوب .

فالله تعالى لا ينسى عباده و هو دائما في عونهم و مجيب لدعواتهم.

صايم نورالدين

     

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *