استهداف أمن بلد مسلم هو استهداف الإسلام

مازالت لأحداث الحادي عشر من شتنبر تداعيات على وطننا المغرب حيث استهدف عدة مرات في أمنه واستقراره. وكان الاستهداف دائما من طرف جهات تلبس الدين أو تتلبسه ولهذا الأمر دلالة ذلك أن الدين الإسلامي من خصوصياته التي تميزه عن غيره بعده عن الإكراه. فشعاره ( لا إكراه في الدين ) ينفي عنه وعن من يعتنقه كل صفة تمت للعنف بصلة. فتسمية الإسلام التي اختارها الله لهذا الدين مشتقة من السلم والسلام ؛ واسم المسلمين يعني المسالمين أصحاب السلم والسلام. ولما كان هذا الدين يقوم على القناعة لا على الإكراه مهما كان نوعه فلا مبرر لنسبة الإكراه إليه مهما كانت طريقة الإكراه بما فيها العنف بكل أشكاله.
ونظرا لطبيعة الإسلام السلمية فإنه يتعامل مع العنف تعاملا خاصا؛ فهو يعتبره عدوانا وظلما؛ ولا وجود للعدوان والظلم في الإسلام. ولا يمارس الإسلام الرد على العنف ؛ وليس العنف ؛وهو ما يصطلح عليه شرعا بالقتال وهو الدفع كرد فعل على عدوان سابق. فقتال المار بين يدي المصلي هو دفعه كما جاء في الحديث الشريف؛ وهو رد فعل على عدوان من المار على المصلي وعلى حرمته أثناء صلاته. وكذلك قتال المعتدي على بلاد المسلمين وعلى المسلمين هو دفعه لرد عدوانه. وقد سمي هذا الدفع جهادا لما يبذل فيه من جهد ومشقة. وخلاصة القول أن مقولات الذين يريدون نسبة العنف للإسلام متهافتة سواء كانوا من أعدائه أم من الذين يتلبسونه.
فالذين استهدفوا أمن المغرب وأرادوا زعزعة استقراره وهو استقرار مستمد من الدين أصلا ؛ وهو البلد الإسلامي الذي اختار أهله من أجدادنا الإسلام طواعية لما عرفوا فيه من بعد عن الإكراه يتنكرون لطبيعة المغاربة الرافضين بفطرتهم لكل أنواع الإكراه ؛ و يراهنون على خيار ترفضه الفطرة المغربية إذ لا يمكن أن يقبل المغاربة إكراها من أحد مهما كان ؛ وطبيعتهم الخيار والرضا في الاعتقاد.
ومحاولة التلبس بالإسلام لممارسة العنف في أرض الإسلام هو استهداف للإسلام الغرض منه إضفاء المشروعية الدينية على جرائم العنف. وعندما تكون الجهة الممارسة لهذا العنف ذات صلة بالخارج يتأكد استهداف الإسلام حيث يضع المتلبس بالدين يده قي يد العدو ؛ ويربط مصلحته بمصالحه ليقال بعد ذلك أن الإسلام دين عنف يعنف بأبنائه قبل التعنيف بخصومه وهو افتراء على دين الله عز وجل القصد منه إقصاء الإسلام كخيار حضاري من خلال تشويهه وحجب حقائقه .
ولطالما كان المغرب مصدر حسد الحساد بسبب استقراره الطويل عبر التاريخ ؛ وهو استقرار سببه الإسلام في أنقى صوره . لقد اختار المغاربة الإسلام السني البعيد عن الضلالات والتأويلات الباطنية ؛ واختاروا مذهب الإمام مالك الذي لازم مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا الأمر دلالته ذلك أن حرص المغاربة على صفاء النبع النبوي جعلهم يراهنون على مذهب إمام أخذ من النبع ومن مهد النبوة وهو نبع لم يتأثر بعامل البعد المكاني الذي قد يلعب دورا في التأثير على النبع ؛ فالماء يكون أصفى وأنقى كلما كان قريبا من النبع ؛ وتصيبه الشوائب كلما بعدت شقة النبع . واختار المغاربة العقيدة الأشعرية لالتزامها بالسنة . وكان الإسلام السني من خلال المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية هو سر استقرار المغرب طيلة قرون. فالمغاربة ملتزمون بدينهم عمليا ؛ وليس ادعاءا كما حال الكثير من المدعين ؛ ومنه ينهلون في سياستهم واقتصادهم واجتماعهم عمليا لا نظريا . ولما كان المنهل وهو الإسلام يعني السلام كان السلام في سياستهم واقتصادهم واجتماعهم وكل أحوالهم وهو ما يجر عليهم حسد الحساد وكيد الكائدين ممن تشوب حياتهم ومجتمعاتهم الفوضى العارمة بسبب انزلا قات المذاهب والعقائد . وإن استقرار المغرب أكسبه احترام دول العالم؛ لأن الدول التي تعصف بها الفوضى لا وزن لها عند باقي الدول. ولقد عرف الناقمون الحاقدون قيمة استقرار المغرب فعملوا على تقويضه حسدا من عند أنفسهم لسلبه عزة أراده الله تعالى له رغم أنف الحساد.
ولقد قطع الله تعالى عهدا على نفسه بالرد على المكر بمكر خير منه ؛ وجعل المكر السيئ يحيق بأهله ؛ لهذا نبه عباده في المغرب إلى كيد الكائدين عبر التاريخ قبل أن يصدر عنهم السوء الذي يحق بالمسيء وفق إرادته سبحانه .
ولا يركب هذه المغامرة السافلة إلا أصحاب نوايا مبيتة أصلها فساد الدين والعقيدة والمذهب الذي يجد المناخ المناسب في بعض البلاد التي يختلط فيها الحابل بالنابل والدارع بالحاسر في الشأن الديني خاصة بلاد أوربا التي تستغل فيه الحريات لتفرخ الضلالات والتطرفات. ولقد نبهت من قبل إلى المؤامرات الرافضية المدسوسة لأبناء جاليتنا في الخارج والتي تستغل حبهم لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحشو أدمغتهم بالترهات ومنها العنف الصادر عن الحقد على المسلمين السنة. ولقد كان اعتقال مراسل قناة المنار الرافضية دليل على ضلوع أصحاب هذه العقيدة الفاسدة في المؤامرة على المغرب الذي لن يكون لقمة سائغة لعمائم السوء الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على دين يتبرأ من فساد عقيدتهم وما يترتب عنها من ممارسات ضالة مضلة . وإن منطقة الشرق الأوسط خير دليل على الفوضى العارمة التي تتسبب فيها هذه العمائم الحاقدة المحرضة على العنف باسم الدين والدين منها براء.
12 Comments
عندما كنت أقرأ مقالات الأستاذ الشركي كنت أظن بأنه يمتلك من أدوات الاجتهاد ما يمكنه من التمييز بين الحق والباطل ، لكن هذا المقال أفسد كل ظنوني ، فيبدو أن أستاذنا لا يملك من خيوط اللعبة الا ما يرسمها هو لنفسه واهما أو متوهما ، وكأنه يريد أن يوقع اعتراف براءة لا يطلبها منه أي أحد ، لا تخف يا أستاذي فان للواقع رجاله وأعلامه ، واكتفي أنت باثبات تهمة لم تثبت بعد في حق مراسل المنار قناة المقاومة والشرف أو كما وصفتها بالرافضية .
مثل هذه الأقلام الناعقة خارج السرب وخارج صف الوحدة الاسلامية ، مثل هذه الأقلام كان من الأولى أن تصمت حتى يتبين الأمر على الأقل رسميا ، ما كنت أظن بأن ظلم ذوي القربى يأتي من داخل جسم الحركة الاسلامية أو من يدعون الانتساب اليها ، في الأخير أريد أن أنبه الى أمر مهم وهو ، يا أستاذ عن أي شيعة تتحدث ؟؟؟ اتق يوما لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم . وعاشت الكلمة الحرة غير المأجورة ولا المتآمرة
إلى السيد المهياوي أتريد أن يكون الاجتهاد على قدر فهمك ومقاسك أنت ؟؟ إنك أبعد ما تكون عن فهم الرافضة ودسائسهم أنت من الذين ينبهرون بالبريق الكاذب ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا
عد إلى التاريخ لتعرف من هم الر افضة ؛ وعد إلى من يعرفهم حيدا أما إذا كان مصدرك قناة المنار فهيهات أن تعرف حقيقتهم
هل منعتك الدوائر الأمنية ام مبادئك الفلسفية ام ضميرك الصحفي عن نشر التعليق. ام انه الجبن و العقم الفكري نفسه. ابلغ كاتب المقال سلامي و مقالي بعد ان تاخذ الاذن ممن تريد. انا مواطن عادي اعلق برايي و بكل حرية و انت تبدو متطفلا على الصحافة -وغيرك كثير- , فخليك في الصحافة الالكترونية فهي تحقق الاهذاف . ما هو الهذف من الاعلام ما علاقته بالتنوير و الحداثة.. اكتب لنا مقالا في الموضوع و افضل ان تحاكي الموضوع فلسفيا لا تاريخيا. هلا كتبت شيئا ام انك تكتب تقارير لا تنشر. اكتب مقالا-دليلا حول معايير الرقابة الذاتية انت مجرد مدير مشروع (على وزن مشروع قانون, جنين) مقاولة صخافية , جنين قد يتنفس بضخ اموال شبه عمومية … انا فقط لا اريد ان اكون قاسيا في مصارحتي اياك ببعض الحقائق عنك و ساترك باقي استنتاجاتي لنفسي. شخصيا اتعلم كثيرا من تجارب الاخرين و شخصياتهم. لماذا لا تطلب تدريس او اعطاء الدروس في التربية الوطنية للسنوات القادمة بدل الفلسفة؟ ستكون افيد لتلاميذك و لنا اذا وصلت افكارك مستوى التنظير! لماذا لا تترشح في الانتخابات لتطبق الدروس و تامن التقاعد . فهذا زمن الرداءة و لا عجب. و في الاخير تاكد انك لست احرص مني على السلم و الوطن.
commentaire censuré
Non Mr. Mohammed il faudra effictivement un effort d’analyse neutre et scientifique et objectif, je crois que vous ete prof !, d’accord mais pouquoi on reditent la version des autorités, pouqoi on donnent pas a la justice d’abord le droit de regarder et de décider …
Bref, avec un longage que vous préféré, vous connaissez Mr. l’erreur du Profite DAOUD ? Il s’est prononcé directement après avoir entendu juste une partie de litige, et après Il s’est rendu conte de l’erreur et Il s’est cliner à Dieu en demandant Prdon.
Donc mon professeur, IL FAUDRA ECOUTER LES DEUX PARTIES DU LITIGE.
yajibo sama’ attarafayni fi nniza’, wa la yajibo attaathoro bi riwayati ahadihima.
Merci avec mes réspects.
إلى من يكتب تعليقات بدون الكشف عن هويته أقول ما الفرق بينك وبين قط تبرز وغطى برازه بالتراب ؟؟
يا ايها المقاول بالكلمة الحرة امنع كما تشاء. فقد هاجر الانبياء و قتل الاوصياء و نفي الابرار…و ما بدلوا.
فما انت بضائري في شيء. يا حسرة على الصحافة الحرة. ما دمت لا تملك جرءة المسؤرل الصحفي فلماذا تقحم نفسك. بيع و اشري فشي سلعة اما الصحافة بزاف عليك.
ما جاء في مقالك السيد الشركي عن الاسلام شيء سليم ولا ينكره الا كافر فديننا دين السلام والحق والعدالةوالامانة والتاخي ونبذ العنف والعنصرية و…… هذا في ديننا كما اراده الله سبحانه وتعاللى ان يكون . ولكن اخي الكريم ديننا الاسلامي كما اراده المسلمون وحولوه شيء اخر فنحن المسلمين امة الكذب والنفاق والطلم والتطاحن على المصالح الخاصة .فقد عكسنا كل القيم الاسلامية الرائعة وتعاليم ديننا الحنيف الذي ارادنا ان نكون خير امة اخرجت للناس . ولكن مع الاسف صيرنا انفسنا اقبح امة .لذا فاني لااتفق معك حين تقول ان المغرب تمسك بالدين الاسلامي نعم تمسك بالظاهر اما الباطن فشيء اخر . الدين الاسلامي في طريق والمسلمون في طريق مغاير تماما . الاسلام عند جل المسلمين اسلام شعارات وواجهة . اما اسلام العمل والتطبيق فنحن بعيدون عنه .لهذا فان التنظير والحديث عن الاسلام بعيدا عن العمل والممارسة والتطبيق لن يغير شيئا من واقعنا .بل يزيد في تعميق ماساتنا في تمثيل الاسلام والنطق باسمه .لقد استغل الاسلام عبر تاريخ المسلمين ووظفه كل واحد حسب رغبته ومصلحته . وقلة هم الذين جهروا بالحق بعد تالمهم لواقع الاسلام ولكنهم شردوا وقبروا . ماستنا السيد الشركي في ثمثل الاسلام كما اراده الله والدفاع عن تطبيقه . اما الحديث عنه والتنظير له فقط .فلن يغير شيئا من الواقع .لان الحديث عن الاسلام كان منذ مجيء الرسالة المحمدية ولكنه لم يغير شيئا ( هذا فهمي الخاص والله اعلم )
Ou sont les commentaires ? quel journale ??????????!!!!!!!!!
ردا على تعليق صاحب المقاول النكرة ، لا أقول لك يا استاذ قدوري الا ما قاله الشاعر زهير بن ابي سلمى //
اذا بليت بشخص لا خلاق له // فكن كأنك لم تسمع ولو يقل
يا أستاذ ، أنا شاب في العشرين و لا أعرف كيف أثق في كلام من يتكلمون باسم الدين و لا من يكفرون بالدين و لا من يحكمون و لا من يحكمون (بضم الميم)..كلهم أو قل : كلكم سواسية ما فعلتم و اطفال غزة يذبحون و يشوهون ..ستتكلمون في المقاهي و في المساجد و في النوادي و على الكراسي ..ثم تنصرفون عشاءإلى الزرود و الولائم .فماذا جلب لنا فقهاء التخلف ؟ و ماذا أعطانا ملحدو الكباريهات؟ و في ماذا خدمنا الدكاترة و الديكتاتوريون على حد سواء..يا أستاذ. أخاف أن أقول لك و لهم : » نحن شباب الأمة لقد فقدنا فيكم الثقة و أنتم أهل لأن تفقد فيكم الثقة ..فلوكوا العبارات ..لن يصدقكم أحد.. »
[المطلوب ما يعيد الأمة إلى وحدتها ومجدها وعزتها ] السلام عليكم ورحمة الله/ لقد تعطلت كثير من النصوص التي تجمع الشتات وتوحد صف الأمة بسبب ظهور الأصناف من المنغلقين على ذواتهم لا يرون النور إلا من ثقب إبرة واقعهم وفي محيطهم الضيق …….ولا يستفيد من ذلك إلا أعداء أمة الاسلام …..الاسلام العظيم الذي جاءت به جميع الأنبياء والرسل وأكمله محمد ـ ص ـ[شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك …الآية ] {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ..}والسؤال الذي ينبغي أن يطرح بقوة هو :::{هل كان رسول الله ـ ص ـ سنيا أم شيعيا ؟ أم . أم …الخ؟؟؟؟بمفهوم سنة وشيعة الانغلاق } علما بأن كل الفرق والمذاهب ظهرت في بداية 40ه 41ه 42ه واتسعت جماعات هذه الفرق بالسب والقتل والتنابز بالألقاب فيما بعد ….وعندما سئل أحدالصحابة الناجين منها ولعله [ عبد الله بن مسعود ] أن يعطي رأيه، قال : { تلك دماء طهر الله منها سيوفنا فلتسلم منها ألسنتنا } فكل هذه الأسماء لكل هذه الفرق مستحدثة ودخيلةعلى الاسلام الذي جاء به خاتم الأنبياء صلوات الله عليه وسلامه…. وعلى العلماء الصادقين أن يعملوا على تجديد فهمه[ أي فهم الدين ] بين الناس عموما وبين المسلمين خصوصا … وهذا والحمد لله ما بدت بعض بوادره في الأفق …على المستوى العالمي بالعودة إلى منبع وحدة الأمة ووحدة الصف ونبذ الخلافات ونشر مبدأ التسامح …وعلى المستوى المحلي بما تسلكه [ الرابطة المحمدية للعلماء ]بهدوء ودون ضجيج في هذا المضمار ، بدءا بالتنظير لذلك ، بإشراك العلماء والنخب الصادقة في غيرتها محليا وعالمياعلى هذه الأمة …. وأساس كل ذلك أن : أن الله واحد ، والقرآن واحد ، والرسول واحد والقبلة واحدة … ولكم أيها السادة القراء : موقع الرابطة المحمدية :www.arrabita.ma