Home»Régional»أبو الغيط يعلن الحرب على غزة

أبو الغيط يعلن الحرب على غزة

0
Shares
PinterestGoogle+

أبو الغيط يعلن الحرب على غزة

هانيبال

قال وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط في مقابلة أجراها معه التلفزيون المصري في 7 شباط 2008 ( من سيكسر خط الحدود المصرية سنكسر قدمه ) وأنا شخصيا لا استغرب أن يقول أبو الغيط ذلك ولكن الغرابة أن يستغرب أي فلسطيني أن يقول أبو الغيط ذلك ، لأن أبو الغيط لم يأت من خارج نظام كامب ديفيد ولكنه جاء من داخل هذا النظام الذي كان اخطر ما فعله ليس اتفاقية كامب ديفيد رغم خطورتها ولكنه كان تزوير وجدان الشعب المصري ، ولذلك لم يكن من المتوقع أو المعقول أن يدعو أبو الغيط إلى استقلال مصر الفكري والحضاري وتربية شخصيتها الوطنية والعربية والنهوض برسالتها الإنسانية ، ولكن المتوقع والمعقول هو أن يقول أبو الغيط ذلك وأكثر ، ولماذا لم يقول ذلك وأكثر إذا كان بعض الفلسطينيين يقولون ذلك وأكثر ، ولذلك لا استطيع أن اطلب من أبو الغيط أن يكون فلسطينيا أكثر من الفلسطينيين أنفسهم ولكنى استطيع أن أقول انه يفترض في وزير خارجية مصر أن يكون مصريا بامتياز لأنه المسؤول الأول عن سياسة مصر الخارجية ، ولأنه مسؤول عن أمن مصر القومي بحكم عضويته في مجلس الأمن القومي المصري ، ولأنه مواطن مصري والأمن القومي المصري أمن كل مواطن مصري ومسؤولية كل مواطن مصري ، ولأن النضال من اجل الأمن القومي فعل وطني وأنساني غير قابل للتوقف ، وهو أيضا بدون سقف فعلي يمنع تطوره أو اتساعه نظرا لارتباطه بالظاهرة الإنسانية والحياة الاجتماعية نفسها ،

وقد كانت مصر تدرك هذه الحقيقة منذ عهد الفراعنة ولذلك كانت لا تسمح بأن يكون هيكل القوة أحادي الجانب في فلسطين وسورية لصالح العراق ، كما كانت العراق أيضا تدرك هذه الحقيقة منذ العهد البابلي ولذلك كانت لا تسمح أن يكون هيكل القوة أحادي الجانب في فلسطين وسورية لصالح مصر ، ولذلك كانت فلسطين وسورية منطقة اصطدام وتراطم بين مصر والعراق لأن امن العراق يبدأ في فلسطين وسورية وأمن مصر يبدأ في فلسطين وسورية ، وقد أدرك فراعنة مصر هذه الحقيقة وخاصة الفرعون رمسيس الثاني الذي وقع مع الدولة الحثية في سورية أول معاهدة دفاعية وهجومية في التاريخ في سنة 1978 ق م بعد معركة قادش على نهر العاصي في شمال سورية في عام 1291 ق م ، والفرعون سقنن رع الذي بدأ الكفاح ضد الهكسوس وقتل في ساحة القتال ، الفرعون كامس الذي قتل أيضا في حربه ضد الهكسوس ، والفرعون أحمس الأول نب بختي رع ( المولود من القمر كما تقول الأسطورة المصرية ) مؤسس الأسرة الثامنة عشر، وهو الذي حاصر الهكسوس في عاصمتهم أواريس في الدلتا وفي حصن شاروهين في غزة وهزمهم في مجدو في جبال الكرمل وفي قادش على نهر العاصي ، وأسس إمبراطورية امتدت من هضبة الأناضول في الشمال إلى القرن الإفريقي في الجنوب ومن الصحراء الليبية في الغرب إلى نهر الفرات في الشرق ، والفرعون تحتمس الثالث ( نابليون الشرق ) أعظم حكام مصر على مر التاريخ وقد كان ملكا محاربا وقام بسبعة عشرة حملة عسكرية على فلسطين وسورية ، هكذا كانت سورية وفلسطين على مر التاريخ بوابة مصر الشرقية منذ عهد الفراعنة وحتى الاحتلال الصهيوني مرورا بالاسكندر الأكبر والبطالسة والسلوقيون واليونان والفرس والرومان والتتار والمغول والفرنجة وحملة لويس وبريطانيا وفرنسا والحرب الباردة وإسرائيل التي كانت ولا زالت خنجرا مغروزا في خاصرة مصر وسيبقى هذا الخنجر مغروزا في خاصرة مصر ما بقيت إسرائيل ، وهل نسيت يا سيدي الوزير رسالة تيودور هرتسل إلى سولزبري في كانون أول 1896الذي يقول فيها ( سيكون من مصلحة إنجلترا بناء خط حديدي رأسا عبر فلسطين من البحر المتوسط إلى الخليج الفارسي ، أو ربط هذا الخط بما يصبح ضروريا بفضل حاجات المواصلات الحديثة من خط عبر فارس وبلوخستان وربما الأفغان إلى الهند ، وستجني إنجلترا هذه المكاسب بدون مصاريف وبدون أن يعلم العالم شيئاً عن دورها ، إذ بينما تعد روسية خطا حديديا إلى أسيا في الشمال سيكون لبريطانية في الجنوب طريق احتياطي حيادي إلى الهند في حال قيام مصاعب في قناة السويس ، وإذا أراد اللورد سولزبري تفحص هذه الفكرة عن كثب تحت تصرف سفيره أو تحت تصرفه شخصياً في لندن إن استدعاني )

وهل نسيت رسالة جوزيف تشمبرلين رئيس الوزراء البريطاني في 12 تموز 1902 والتي تتضمن مخططا لتسكين اليهود في سيناء لأن ذلك كما قال سوف يقوي إمكانية الحصول على فلسطين ويحقق الهدف الإنساني والغاية السياسية بأن يكون اليهود جزء من السور الأوربي المرفوع في وجه آسيا
وهل نسيت العدوان الثلاثي وحرب حزيران ومذبحة بحر البقر والسويس ومسجد أبو غريب والإسماعيلية وبورسعيد وقطار بورسعيد ونجع حمادي والمحلة الكبرى ودفن الأسري المصريين أحياء في رمال سيناء
سيدي معالي الوزير أبو الغيط

نحن في غزة يا سيدي الوزير قررنا أن لا نستجدي الغوث والإحسان لأن مئة موته أهون من ساعة ذل واحدة ، وقررنا أن نموت بطائرات ودبابات وصواريخ باراك وحصارك أنت يا سيدي الوزير ، لأنه اشرف ألف مرة أن يسجل التاريخ أن غزة ذبحت من أن يسجل أن غزة خانت في زمن خان فيه الكبار ، ولذلك أقول لك يا سيدي الوزير امسك عنا إحسانك يا رب الغوث

لكنني يا سيدي الوزير سوف احمل شجاعتي بين يدي واحمل جسدي وهو كل ما املك في هذه الدنيا وآخر ما املك في هذه الدنيا وأعلن أمام التاريخ والعالم أن مصر يا سيدي الوزير مسؤولة مسؤولية مباشرة عن كل النكبات التي حلت وتحل وستحل بوطني فلسطين وشعبي الفلسطيني ابتداء من نكبة أيار 1948 وحتى ما سوف يخرج لاحقا من نكبات في المستقبل لأني يا سيدي الوزير إنسان يملك نفسه ولا تملكه نفسه ومن يملك نفسه لا يملكه أحد ولذلك قررت أن أبتكر طريقي بنفسي وأن أنكر ما أشاء وأن أعلن ما أنكر ولن يفاجئني الأسوأ بعد اليوم لأني قررت أن أتوقع الأسوأ سواء كان هذا الأسوأ من الأعداء أو من الأشقاء ، لكن هذا لا يعني أن أعفي الدول العربية الأخرى من المسؤولية عن النكبات التي حلت وتحل وستحل بوطني فلسطين وشعبي الفلسطيني في المستقبل ، والآن وبعد هذا وما خفي كان أعظم أرجو أن أضع ملف القضية أمام سيادة الوزير من البداية إلى لنهاية ، من نكبة أيار حتى نكبة الحصار ، لكن استسمج سيادة الوزير أن أعود بالقضية إلى اجتماع الجامعة العربية في عاليه في لبنان في 7 تشرين أول 1947 حيث كان الوفد الفلسطيني قد رفض دخول الجيوش العربية إلى فلسطين مؤكدا أن الوسيلة المثلى للدفاع عن فلسطين تقع على عاتق الفلسطينيين أنفسهم لأنهم واثقون من قدرتهم على تحمل عبء الدفاع عن وطنهم وعروبتهم على أن يقتصر الدور العربي على تسليحهم وتدريبهم وتزويدهم بالفنيين والخبراء ، ولأنهم كانوا واثقون أيضا أن الدول العربية لم تكن تملك نفسها ، ولم تكن تملك قرارها السياسي ، ولم تكن تتمتع باستقلالية التحرك العملي والقدرة التنظيمية والعددية والتسليحية واللوجستية ، وأقوى دليل على ذلك شهادة رئيس الأركان المصري الفريق عثمان المهدي الذي قال بكل صراحة ووضوح ( لم نكن مستعدين ولذلك عارضت دخول الجيش المصري الحرب ولكنهم أرغمونا على ذلك ) وشهادة اللواء احمد المواوي قائد الحملة المصرية في فلسطين الذي قال ( أن النقراشي باشا قال أن الاشتباكات ستكون مجرد مظاهرة ) وهذا بالإضافة إلى أن الجيشين المصري والعراقي كانا خاضعين لمعاهدتي الزعفران في مصر وصالح جبر – بيفن في العراق ، وأن الجيش الأردني كان تحت قيادة الجنرال البريطاني غلوب ( أبو فارس أو أبو حنيك كما كان يسمونه الأردنيون ) وبالمناسبة فإن فارس هذا كان مناضلا في جبهة التحرير الفلسطينية وعند ما رأيته أول مرة عند احد الأصدقاء في بيروت قلت له أن لغتك العربية تدل على انك ليس عربيا فقال لي أنا من القدس ومولود في مدينة القدس ولكني من أصل ايرلندي وهنا تدخل الصديق وقال لي هذا فارس ابن الجنرال غلوب ومناضل في جبهة التحرير الفلسطينية فرحبت به وشكرته ولكنه قال لا داعي للشكر والترحيب فأنا فلسطيني مثلك ومثل أي فلسطيني ، في حين كانت معظم المراكز القيادية والتشكيلات العسكرية الأردنية في يد الضباط البريطانيين ، أما الجيشين السوري واللبناني فقد كانا خارجين من حكم الانتداب الفرنسي ويعانيان من ضعف العدد والتسليح والتدريب ، وأخيرا كان الجيشان السعودي واليمني يمتلكان أسلحة بسيطة ، وهذا إلى جانب الأسلحة الفاسدة التي زود بها الملك فاروق الجيش المصري وكشف سرها الكاتب المصري الراحل إحسان عبد القدوس ، ووضع الجيوش العربية بأمرة الملك الأردني عبد الله ………. ، وتأخير دخول الجيوش العربية إلى ما بعد انسحاب الجيش البريطاني من فلسطين في 15 أيار 1948 مما أتاح للعصابات الصهيونية احتلال 8.3 % من مساحة فلسطين وطرد 52 % من اللاجئين الفلسطينيين من 213 قرية ومدينة وذلك بمساعدة بريطانيا ، وإذا أضيفت هذه المساحة إلى المساحة التي كانت قد تسربت إلى العصابات الصهيونية بالاحتيال والتزوير والشراء من بعض الأسر الفلسطينية والسورية واللبنانية ومساحتها 5.7 % من مساحة فلسطين فإن كل ما كانت تسيطر عله المنظمة الصهيونية من ارض فلسطين عند إعلان دولة إسرائيل في 14 أيار 1948 هو 14 % من إجمالي مساحة فلسطين ، لكن وبعد تسارع الأحداث في اتجاه المواجهة ، وبعد إعلان قرار التقسيم والوحدة الاقتصادية ( القرار181 ) في 29 تشرين أول 1947 ، وبعد فشل المشروع الأمريكي في تمكين مجلس الأمن من اتخاذ إجراء بشأن قرار التقسيم ، وبعد فشل الأمم المتحدة في الإحلال محل حكومة الانتداب كسلطة حاكمة ، بادرت العصابات الصهيونية في فرض سيطرتها على إقليم الدولة اليهودية التي نص عليها قرار التقسيم بالإضافة إلى طبرية وحيفا ويافا وصفد وبيسان و217 قرية والجزء الأكبر من مدينة القدس الذي نص قرار التقسيم على تدويلها ، ودخلت الجيوش العربية إلى فلسطين في مظاهرات عسكرية وهمروجات إعلامية اعتقادا منهم أن هذه المظاهرات والهمروجات سوف تخدع الشعوب العربية وتجعلها تعتقد أن هذه المظاهرات والهمروجات سوف تؤدي إلى دب الرعب في نفوس اليهود ، والى إرغام الدول الكبرى على الاعتراف بالحقوق العربية ، ولكن خاب ظنهم ، لأن تقديراتهم كانت ناتجة عن تفكير قاصر ، وعن بعد بعيد كل البعد عن الواقع ، وعن جهل جاهل كل الجهل أو متجاهل كل التجاهل لمواقف الدول الكبرى وطبيعة المشروع الصهيوني واختلال موازين القوى بما لا يقاس لصالح العصابات الصهيونية ، وبلا طول سيرة على رأي الفنان الفلسطيني الكبير زينات صدقيه وحتى لا أطيل على سيادتك وعلى القراء سأختصر رغم انه ما زال في جعبتي الكثير من ظلم العرب وخيانة العرب ولا استثني ظلم بعض الفلسطينيين وخيانة بعض الفلسطينيين ، كان عدد الجيوش العربية التي دخلت فلسطين في 15 أيار 1948 (40894 ) موزعين على النحو التالي :

28500

جندي مصري و4500 جندي أردني و2500 جندي عراقي و2000 جندي سوري و1675 جندي سوداني و1019 جندي سعودي ويمني و700 جندي لبناني ، في حين كان عدد القوات الصهيونية 74450 جندي في بداية القتال في 15 أيار 1948 ثم زاد العدد إلى 99122 في تشرين الثاني 1948 ثم إلى 121000 في بداية 1949 ، وبالإضافة إلى الاختلال في عدد القوات كان هناك اختلال في نوعية الجنود ودرجة تحكمهم في التكنولوجيا العسكرية ومدى سيطرتهم على الأدوات القتالية وأساليب القتال ، واختلال في موازين التسلح بما لا يقاس لصالح العصابات الصهيونية ، واختلال في القيادة حيث كانت العصابات الصهيونية تخضع لقيادة مركزية واحدة في حين كانت الجيوش العربية لا تخضع لقيادة مركزية واحدة ، واختلال في التحرك في مسرح القتال وفي حين كانت فلسطين كلها مسرحا للعمليات العسكرية الصهيونية كان مسرح العمليات العسكرية بالنسبة للجيوش العربية هو الإقليم العربي الذي نص عليه قرار التقسيم والوحدة الاقتصادية ( رقم 181 ) وهذا يعني أن المهام القتالية التي كلفت فيها هذه القوات لم تكن إسقاط المشروع الصهيوني ولكن السيطرة على إقليم الدولة العربية كما نص قرار التقسيم والوحدة الاقتصادية ( الفرار 181 الصادر في 29 تشرين الثاني 1947 ) ، واختلال في موازين القرار وفي حين كان القرار الصهيوني صهيونيا لم يكن القرار العربي عربيا ، لذلك كانت نتيجة هذه الحرب نكبة بكل المقاييس وأدت إلى احتلال 64 % من مساحة فلسطين موزعة على النحو التالي
9 % من مساحة فلسطين وتضم بعض أراضي الجليل ومدن الناصرة واللد والرملة وقرى جنوب مدينة يافا وقد احتلتها العصابات الصهيونية من الجيوش الأردنية واللبنانية والسورية والعراقية في الفترة من 15 أيار 1948 وحتى إعلان الهدنة الثانية في 18 تموز 1948
13 % من مساحة فلسطين وتضم الأراضي والقرى التي تقع جنوب مدينة يافا وحتى قرية بيت حانون في شمال مدينة غزة ، وقد احتلتها العصابات الصهيونية من الجيش المصري في الفترة من 18 تموز 1948 وحتى 31 تشرين الثاني 1948 أي بعد الهدنة الثانية
42 % من ساحة فلسطين وتضم أراضي صحراء النقب من مدينة بئر السبع في الشمال وحتى قرية أم الرشراش الفلسطينية ( مدينة ايلات حاليا ) في الجنوب وقد احتلتها العصابات الصهيونية من الجيش المصري بعد توقيع اتفاقية الهدنة بين مصر وإسرائيل في رودس في 24 شباط 1949
وهذا بالإضافة إلى احتلال المناطق المنزوعة السلاح في شمال تل العزيزية ومنطقة بحيرة الحولة ومنطقة بحيرة طبرية وتضم سبعة قرى ومستعمرة وهي كرادة البقارة وكرادة الغنامة ومنصورة الخيط ويردة والحمة والنقيب والسمرة ومستعمرة عين جيف وتبلغ مساحتها 70 كم2 وقد احتلتها العصابات الصهيونية في عام 1949 ، ومنطقة العوجا حفير التي تقع جنوب شرق مدينة بئر السبع على بعد ثلاثة كيلومترات من الحدود المصرية ، وقد احتلتها العصابات الصهيونية في عام 1953 وأقامت على أراضيها مستعمرة كتسيوت في عام 1955 على الرغم من وجود بعثة الأمم المتحدة ومن اتفاق مصر وإسرائيل على أن تكون هذه المنطقة منطقة منزوعة السلاح .

هذا يا سيدي الوزير ما جنته علينا حرب الأنظمة العربية في عام 1948 ولم نجني على احد ، وأرجو أن يا سيدي الوزيران أخبرك بحقيقة مرة مرارة الحنظل وكل ما تحدثنا عنها زادت مرارتها كالحنظل كلما زاد مائه زاد مراره وهي أن كل الجيوش العربية التي دخلت فلسطين في عام 1948 لم تدخل في مواجهة عسكرية مع الجيش الإسرائيلي باستثناء الجيش السوري الذي تمكن من اختراق الدفاعات الصهيونية واحتلال مستعمرة مشمارهايردن في 10 حزيران 1948 والتقدم في اتجاه مستعمرتي داجانيا ا وداجانيا ب ولكن إمكانياته لم تمكنه من الاستمرار في التقدم بسبب صعوبة الأرض وعدم قدرته على تعويض خسائره ، أما الجيوش العربية الأخرى فلم تدخل في أي مواجهة عسكرية مع الجيش الإسرائيلي ولكنها كانت تدخل في مواجهات محدودة مع بعض المستوطنين في بعض المستوطنات الصغيرة ، وقد استطاع الجيش اللبناني بمساعدة الجيش السوري وجيش الإنقاذ بقيادة فوزا لدين القاوقجي قائد الثورة العربية في سورية الجنوبية ( فلسطين ) أن يحرر قريتي قدس والمالكية ولكنه انسحب من القريتين بعد هزيمته أمام الجيش الإسرائيلي ، كما استطاع الجيش العراقي الذي تمركز في نابلس ( مقر قيادة جيش الإنقاذ ) وطولكرم وجنين أن يحرر بعض المواقع المشرفة على جنين وأن يصل إلى مشارف مدينة نتانيا الساحلية ولكنه تراجع بعد هزيمته أمام القوات الصهيونية التي واصلت تقدمها واحتلت قرى زرعين ومجدو واللجون وصندله وعرانا وجلمة والمقيبلة ومدينة جنين نفسها ولكن الجيش العراقي شن هجوم معاكس في ليلة 4 /5 حزيران 1948 واسترد ألمدينه ، في حين اشترك الجيش الأردني مع جيش الجهاد المقدس في حصار الحي اليهودي في القدس ( حي منتفيوري ) الذي كان قد بدأ حصاره في 15 أيار 1948 كما انه استطاع أن يحرر شارع المصرارة ولكنه انسحب من اللد والرملة في الفترة من 9 – 18 تموز 1948 لتحتلها العصابات الصهيونية ، أما القوات المصرية فقد دخلت فلسطين في رتلين الأول أتجه نحو مدينة بئر السبع ودخلها في 20 أيار 1948 ، والرتل الثاني سار في الطريق الساحلي وحرر مستعمر نيريم في رفح ومستعمرة كفار داروم في دير البلح ودخل غزة وواصل سيره حتى وصل قرية ديرسنيد وحاصر مستعمرة يد مردخاي من 19 /25 أيار 1948 واستولى عليها ثم تابع سيره إلى المجدل عسقلان واسدود حيث حاصر مستعمرة نيتسانيت واستولى عليها أيضا وأصبح على بعد اثنان وثلاثون كيلومترا من تل أبيب وفجأة صدرت له الأوامر بالاتجاه نحو النقب ، وهكذا انتشرت القوات المصرية في جبهة تمتد من المجدل عسقلان إلى عراق السودان والفالوجا الذي سجل فيها المقاتلون المصريون أروع آيات الصمود والبطولة بقيادة العقيد سيد طه ( الضبع الأسود ) وأركان حربه المقدم جمال عبد الناصر وبيت جبرين والخليل ولكن بدون أن يحتلوا المستعمرات التي كانت تقع في طريقهم ، وهكذا انتهت لعبة حرب الأنظمة العربية في فلسطين ودفع الشعب الفلسطيني ثمنها ارض ودم ولا صحة لأي ادعاء أن مصر فاروق وأردن عبد الله قد حافظوا على عروبة الضفة وغزة لأن الحقيقة والمنطق والمعقول يقول أن إسرائيل لم تكن تريد توسيع رقعة احتلالها لسببين ، الأول وهو أن إسرائيل لو احتلت الضفة وغزة بما فيهما من سكان فسوف يؤدي ذلك إلى أن يكون اليهود أقلية في الدولة التي يمكن أن تكون إسرائيلية اسما وعربية جسما ، والثاني أن إسرائيل أبقت على غزة والضفة حتى تستوعب الفلسطينيين المطرودين من الا راضى التي احتلها اليهود ، وهكذا انتهت يا سيدي الوزير أبو الغيط لعبة حرب الأنظمة التي دفع الشعب الفلسطيني ثمنها ارض ودم ، أما الحروب الأخرى فلم تكون حروب فلسطينية لأن حرب السويس في عام 1956 كانت حرب قناة السويس والسد العالي وكسر احتكار السلاح والحياد الايجابي وعدم الانحياز ، وحرب حزيران كانت حرب مضايق تيران وخليج العقبة وقوات الطوارئ الدولية وسورية ، وحرب تشرين كانت حرب تحرير سيناء والجولان ، ولكننا ورغم أننا كنا حطب نار هذه الحروب ورغم احتلال غزة في حرب السويس واحتلال القدس والضفة وغزة في حرب حزيران إلا أننا لا ننكر هذه الحروب ولا نتنكر لها ونقدس أرواح الشهداء الذين استشهدوا فيها ، لكن من الظلم التاريخي أن نتحمل نحن وحدنا مسؤوليتها إلا إذا كنت يا سيدي الوزير تعتقد أننا نحن الذين جاءوا باليهود ليحتلوا أرضنا وأرضكم ويهددوا أمننا وأمنكم وأمن الأمة العربية ، وأخيرا يا سيدي الوزير وبعد هذا هل ترى أن غزة هي التي تهدد الأمن القومي المصري ، وأن الحفاظ على الأمن القومي المصري يستدعي إغلاق معبر رفح وحصار غزة حتى الموت ، فإذا كانت هذه هي الحقيقة فأنا اتفق معك في إغلاق معبر رفح وحصار غزة حتى الموت وتكسير أقدام الفلسطينيين وكل من يتضامن معهم حتى لو كانوا أعضاء في برلمان البحرين أو أي برلمان عربي ، لكن إذا كانت الحقيقة غير ذلك وكانت اتفاقية كامب ديفيد هي التي تهدد الأمن القومي المصري والأمن القومي العربي فكيف يكون الموقف يا سيدي الوزير ، هل ستلغي اتفاقية كامب ديفيد وتكسر أقدام الإسرائيليين الذين قتلوا في الأربع أعوام الأخير 57 جندي مصري كما جاء في كلمة الكاتب المصري الكبير فهمي هويدي في نقابة الصحفيين المصريين في 20 شباط 2008 وتحدثت فيها الناشطة الحقوقية المصرية داليا صلاح والصحفية المصرية مروة النجار اللتان شاهدتا الحقيقة المرة في غزة وعادوا إلى القاهرة ليرووا ما شاهدوا حتى أن الكاتب الكبير لم يتمالك نفسه وبكى من شدة التأثر ، واجبروا مصر على توقيع اتفاقية تنتقص من السيادة المصرية وتفرض على مصر الانسلاخ عن التزام

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *