دلالة تكريم تلميذة حصلت على جائزة في فرنسا
من اجتماع الدورة السادسة للمجلس الإداري لأكاديمية الجهة الشرقية إلى تكريم تلميذة حصلت على جائزة في فرنسا لأنها تكتب باللغة الفرنسية ؛ فالحدثان متقاربان والمسافة بينهما جد قصيرة وبينهما مناسبة ؛ وكل ما يرجو الإنسان الصحة وطول العمر كما تقول ساكنة الجهة الشرقية . وأفضل عزاء يعزى به وزير تربية سيء الحظ لأنه توزر بعد أن تبوأ المغرب مرتبة المؤخرة في مجال التربية والتعليم هو تكريم هذه التلميذة التي أنقذت شرف البلاد في فرنسا.
ومن المعلوم أن التكريم تشجيں فهل يعني هذا أن صاحب فكرة التشجيع يهدف إلى تسويق نموذج التلميذة شكراني في أوساط التلاميذ لغرض التحفيز ؟ أم أنه يريد شيئا آخر؟. قد يتبادر إلى بعض الأذهان السريعة الفهم والحكم في نفس الوقت وما أكثرها أنني لا أثمن مجهود هذه التلميذة المتميزة التي شرفت بلدها المغرب في فرنسا بلغة الفرنسيين وهي تنافس أبناء فرنسا في عقر دارهم ؛ والحقيقة أنني لا أقصد ذلك وإنما أقصد ركوب قضية هذه التلميذة النابغة للتمويه على الفشل الذريع للمنظومة التربوية في الجهة. فهذا الانجاز عبارة عن خاتم في أصبع من يلبس الأسمال .
إذا كان تكريم فرنسا لتلميذتنا حفظها الله له ما يبرره وهو يعني الحرص على أن تكون ثقافتها في الصدارة خارج ترابها ؛ فلا معنى لتكريمنا نحن لهذه التلميذة بهذه المناسبة والظرف ظرف فشل لا خلاف حوله إلا أن يكون هذا التكريم حيلة ومطية ركبها الراكبون من أجل تلطيف الأجواء الساخنة في الجهة خلال الدورة السادسة للمجلس الإداري التي عبر فيها الجميع عن تدمر غير مسبوق لسوء تدبير يقف وراء الفشل الذريع في المنظومة التربوية.
في ما مضى كنا نسمع عبارة : (إذا أمطرت السماء في موسكو وضع أحدهم مظلته في الدار البيضاء ) للدلالة على التبعية ؛ ونفس المقولة تنطبق على جهتنا مع تغيير طفيف في العبارة : ( إذا فازت التلميذة في فرنسا تم تكريمها في وجدة) ولكن ليس لغرض التكريم وإنما لحاجة في نفس يعقوب ؛ وهو يعقوب لا تنقضي حوائجه.
كنت أود لو أطل السيد الوزير قبل أن يكرم التلميذة شكراني على داخلية الأقسام التحضيرية بثانوية عمر بن عبد العزيز ليعاين الحشايا وقد بدت أسلاكها وهي تؤثر في ظهور وجنوب الطلبة النخب الذين تستقبلهم فرنسا بالأحضان وقد أثبتت أفواجا منهم كفاءات عالية في المواد العلمية وليس في اللغة الفرنسية فقط في مباريات البولتيكنيك وغيرها ؛ وعوض أن يصرف المال العام على استبدال هذه الحشايا المهترءة يصرف على اقتناء السيارات الرباعية الدفع التي لا تتناسب مع النتائج المحصلة ؛ وأولى بالمسئول عن هذه النتائج أن يسير راجلا أو يركب دابة.
وكنت أود أن تكون الدورة السادسة للمجلس الإداري لمحاسبة المسئولين عن الفشل و لا يصرف النظر عنها للتكريم لأن الظرف ظرف فشل لا ظرف نجاح وها قد أسمعت من كان حيا ولكن لا حياة لمن أنادي.
2 Comments
السيد الشركي لا زلت انت وأنا وآخرون نود أن يتحرك أحدهم للبحث في جوهر المشكلة لكن لا احد يتحرك الا في مجال اللعب فانهم يبحثون عن مدرب جديد حتى يخرجوا من الأزمة وكأن الأزمة في كرة القدم.
ان أمة تقدم اللعب والغناء والرقص و……….على الأمور الأساسية لهي أمة فاشلة ويحق لها أن تحتل المرتبة ما بعد الأخيرة.
ان التعليم هو المعمل الذي يتخرج منه الرجال حسب النموذج الذي وضعته الدولة ،لكن حكومتنا حسب ما أرى غير معنية بهذه التقارير المهم ان مدارسنا مفتوحة وفيها تلاميذ ومدرسين ،لكن ما هي الحصيلة هذا غير مهم ،لأن أبناءهم لا يدرسون معنا ،وكما قلت في حديثك لم يكلف الوزير نفسه زيارة بعض المؤسسلت التعليمية للتعرف عن قرب على حالها وأوضاع من فيها لكن « مابغى صداع لراسو » .
ان وزراءنا يعيشون في الرباط ولا يعرفون الا الرباط نعجبا لهؤلاء ألا يستحيون نألا يتعلمون ، كم من زيارة قام بها صاحب الجلالة الى مدينتنا والى معظم الأقاليم ،وما رأينا الا قليلا وزيرا يزور هذه المدينة نالمطلوب أن تكون زيارة الوزير الى كل المدن للاطلاع عن قرب على احوال قطاعه وليس عن طريق التقارير التي ترفع وخلاصتها « العام زين »
نسأل الله أن يهيء لهذا البلد مسؤولين يعملون باخلاص من أجل رقيه .
أتمنى من كل قلبي السيد الشركي الصديق والسيد الشركي المفتش أن تكون لقاءاتك مع المدرسين لقاءات تستعمل فيها فن السماع والاستماع لتتعرف أكثر عن واقع الناس وان كنت تعرف الشيء الكثير وأنت ابن الميدان،لاننا اذا أردنا أن نصحح فيجب ان نشرك الجميع في عملية التصحيح وقبلها تشخيص الوضعية بالاستماع الى كل الشهود في القضية وجميع الأطراف .
أتمنى أن تكون لقاءاتنا التربوية نافعة وليست اجترارا ،او من أجل وضع تقرير بأن المفتش الفلاني يشتغل ،فاذا كنا نتفقين بالاجماع بأن التعليم في أزمة فمن أين نبدأ، يجب على السادة المفتشين أن لا يضيعوا وقتهم ووقت غيرهم في اللقاءات التربوية الفارغة ، لا نحتاج الى معرفة حول الكفايات ولا أمور أخرى ،يجب أن نجلس جلسة نستحضر فيها المسؤولية أمام الله أولا وأمام الأجيال والتاريخ لنتواصل ونضع الأصبع على مكامن الضعف والقوة .
عندنا طاقات يجب أن نستفيد منها ويجب اعطاؤها المكانة التي تستحق بعيدا على الزيبونية والمحسوبية .
سبحان الله تحرمون على الناس أن يفوز أبناؤهم في إتقان اللغة الفرنسية و أنتم تهرولون إلى إرسال أبنائكم للدراسة عن طريق البعثات الأجنبية..يا ناس المغاربة فاقوا منذ زمن طويل …نحن نريد لأبنائنا أن يتفوقوا بالفرنسية أو بالهندية ، المهم أن يرفعوا رأس وطنهم عاليا ..و حفظ الله تلك البنت التي فازت و هنيئا لوالديها..