مما لاشك فيه أن اللغة العربية هي لغة القرآن التي فضلها الله على باقي لغات العالم فمن آياته بعد خلق الخلق أن جعل ألسنتهم مختلفة وألوانهم متباينة قال تعالى) :ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم( سورة الروم الآية 21 لكن تبقى لغة القرآن هي المفضلة عند الله ويكفيها تفضيلا أن أنزل كتابه بلسان العرب قال تعالى : )إنا أنزلنا قرآنا عربيا لعلكم تعقلون( *سورة يوسف الآية 1
وقال : )نزل به الروح الأمين علي قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين ( سورة الشعراء الآية 165 ومن هنا كانت الرفعة والمكانة الخاصة التي أحرزتها اللغة العربية وبالتالي يشرف العرب وتسمو مكانتهم تبعا لها لكن مع الأسف الشديد لم نحافظ على لغة القرآن لساننا بل حاربناها وحاصرناها من كل جانب والواقع خير دليل وشاهد بحيث أبعدها المجتمع العربي عامة والمجتمع المغربي خاصة عن الاستعمال العام واستبدلها بالعامية فصار معظم المجتمعات العربية لا ينطق ولا يتكلم إلا بها والغريب في الأمر وجود ثلة من الناس يحتقرون لسانهم العربي فلا يرضون حتى الحديث بالعربية فيستبدلونها بلغات أخرى أجنبية كالفرنسية وغيرها ثم يحسب أن التحدث بلغة غيره تقدم وحضارة بل استفحلت القضية إلى حد إنشاء صحف بالعامية والأدهى والأمر تجنيد وسائل الإعلام لمحاصرة اللسان العربي حيث صار غالبية بث برامجها بالعامية واللغة الأجنبية حتى الدروس المتعلقة بالشريعة من تفسير القرآن والحديث لم تنج من اللسان العامي كما غزت المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات ؛ فعزل اللسان العربي من طرف كثير من المدرسين لاستخدامهم العامية في مخاطبة الطلاب وحتى إن تكلموا بها فهم يخلطونها فتنشأ عنها كما قال بعض العلماء المعاصرين اللغة الفصعمية يعني نصف فصحى ونصف عامية . أما جماهير المدرسين لعلوم الهندسة والطب والحقوق والعلوم لا يعرفون عن الفصحى وقواعدها إلا النزر اليسير إن لم يكونوا لا يعرفون عنها إلا الاسم إضافة إلى دعاوى الاهتمام باللهجات والعمل على إعداد المدرسين لها وبناء المؤسسات الخاصة بها على حساب اللغة الأم بل تجرأ ويتجرأ البعض على المطالبة بجعلها لغة رسمية للبلاد وهنا تكمن الخطورة
فهل من وعي بما حل بلغة القرآن، وما هو الحل؟ ومن هنا أقول لغة القرآن تستغيث فهل من مغيث ؟ ففي إغاثتها إغاثة لهويتنا وشخصيتنا أما إن لم نتدارك الوضع ـ فيا من له غيرة على اللسان العربي ـ سوف نصاب بالمسخ والنسخ.