Home»Régional»دار الفقيهة شرف للمرأة الوجدية

دار الفقيهة شرف للمرأة الوجدية

0
Shares
PinterestGoogle+

عرفت مدينة وجدة حدثا هاما غفل عنه الكثيرون وهو إنشاء دار الفقيهة في بيت المرحوم عبد الرحمن حجيرة بعدما وقف ورثته بيته في سبيل الله من أجل هذا المشروع العلمي الرائد . فبعدما كان هذا البيت مقر عمل سياسي أصبح مركزا للعلوم الشرعية يحمل اسم صاحبه وهو دار أقيمت لتخريج الفقيهات. ودار الفقيهة تقليد مغربي عرفته المدن المغربية كما هو الحال في مدينة فاس حيث دشن المغفور له محمد الخامس إحدى هذه الدور.
ومعلوم أن الأمة التي يقصى نصفها من النساء؛ ولا تفقه فيها المرأة دينها أمة عرجاء. فالعلوم الشرعية ليست حكرا على الرجال وإنما هي حق مشترك بنصوص القرآن الكريم ونصوص الحديث الشريف بين الرجال والنساء.
ومدينة وجدة ولله الحمد عرفت منذ أكثر من عقدين نهضة دينية تمثلت في الرهان على تشييد بيوت الله في كل الأحياء وبهندسة راقية إلى جانب تفعيل المعاهد الدينية سواء المجاورة لبيوت الله أم المستقلة عنها. وقد أثمر هذا الرهان حيث أصبح في المدينة مقرءون كثر وحافظون وحافظات وطلاب وطالبات علوم شرعية بالمئات؛ كما أن لساكنة وجدة المحافظة بطبعها إقبال على بيوت الله.
وجاءت خطوة إنشاء دار الفقيهة كقيمة مضافة لمدينة أصبحت تعرف بمدينة المساجد.
وهذه النهضة الدينية الرشيدة يعود فيها الفضل لنعمة الله تعالى وفضله ثم لجهود أبنائها البررة من أهل العلم وأهل الإحسان وعلى رأسهم العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي الذي دأب على رعاية بيوت الله عز وجل محفوفا بجمهور من المحسنين الذين يبذلون في سبيل الله بكل سخاء ؛ كما أنه يمد هذه البيوت بطواقم الوعظ والإرشاد والخطابة من خلال توجيهاته ومتابعته لهذا الشأن عن كثب.
إن دار الفقيهة عبارة عن معلمة من معالم المدينة التي تقدر المرأة وتجعلها جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل في عمل رائد. وليس من قبيل الصدف أن يعهد للمرأة بالفقه فقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نأخذ نصف ديننا عن أمنا عائشة رضي الله عنها. والمرأة الوجدية اليوم مدعوة لارتياد دار الفقيهة من أجل الاضطلاع بواجبها الديني لتكون في مستوى الأمانة التي طوقنا بها رب العزة سبحانه. وما أحوج المجتمع لفقيهات يتعمقن الفقه ويتجاوزن الوعظ البسيط ؛ ويكون منهن المفتيات اللواتي يتجندن لمحاربة الجهل بالدين في الوسط النسائي والذي يسبب الكثير من المشاكل للأمة. فكم من بيوت داهمها الخراب لغياب الوعي الديني فيها عند الجنسين معا؛ ولبعد النموذج الإسلامي عن أذهان الناس بعد فترات طويلة من تقليد الأمم الأخرى سواء تعلق الأمر بالتبعية لنمط تفكير وعيش المحتل البغيض أم بالتقليد الأعمى له نظرا لتفوقه التكنولوجي الذي يصاحبه انحطاط على مستوى القيم والأخلاق. لقد صير التقليد الأعمى المرأة المسلمة مجرد مقلدة تابعة للمرأة الغربية تفكيرا وسلوكا إلى درجة الجهل بأبسط أمور دينها ؛ بل إلى درجة التنكر لشرع الله في كثير من الأمور ورفض الشرع بشكل يثير الدهشة ؛ وينذر بالويل والثبور وعواقب الأمور.
إن مشروع دار الفقيهة في مدينة وجدة معناه تسريع وتيرة الوعي النسائي في هذه المدينة بدين الله ؛ وانخراط المرأة الوجدية في التربية الإسلامية بالمعنى الصحيح للناشئة وصناعة الرجال من خير خلف لخير سلف. وإنه لمشروع يحق للمرء أن يفخر به ويزهو. ولا بد من تثمين هذا الوقف في سبيل الله من أسرة المرحوم حجيرة في وقت يتهافت الناس على تحويل بيوتهم إلى دور للحفلات لجني الأرباح المادية الزائلة على حساب الأخلاق أحيانا حيث تعاقر الخمور وترتكب الفواحش في هذه الدور خلال الحفلات .
إن أفضل البقاع المساجد وما كان على شاكلة المساجد من حيث الوظيفة ؛ وإن تحويل مسكن إلى معهد علم هو عمل حضاري كما سماه العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة ؛ وهو دليل على أصالة المغاربة وعلى تربيتهم الإسلامية الراسخة في أعماق الوجدان.
لقد كان السيد وزير الإسكان والتعمير محمد توفيق حجيرة في مستوى الحدث خصوصا عندما ذرف دموع الفرحة وهو يقف بيت والده المرحوم خريج جامعة القرويين في سبيل الله ومن أجل مشروع علمي رائد شرف المرأة في مدينة الألفية.
ونأمل أن تؤدي هذه الدار الرسالة الدينية المنوطة بها ؛ وأن تكون محج الحافظات لكتاب الله من أجل تحصيل العلم الذي يرقى بالمرأة والرجل على حد سواء ؛ خدمة لدين الله عز وجل وإرضاء له .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. عبد القدوس
    22/02/2008 at 14:12

    نسأل الله أن يبارك في هذا المشروع و أن تتخرج من دار الفقيهة نساء وجديات مؤمنات مقتنعات باتباع المذهب المالكي و تدريسه و تعليمه و مدافعات عنه أمام الغزو المذهبي الذي يسعى الى تفكيك و حدتنا المتمثلة في ارتباطنا بعلوم السادة المالكية عبر قرون خلت . كما نسألأ الله لهن أن
    يبتغين من علوم الدين و المذهب المالكي وجه الله و ألا تكون الدنيا أكبر همهن و لا مبلغ علمهن و الله الموفق لكل خير. ختاما نسأل الله أن يديم نعمة الصحة و العافية على الأستاذ العلامة السيد مصطفى بنحمزة و أن يطيل عمره في الدفاع عن السنة المحمدية من خلال مذهبنا المالكي و التعريف بالسادة المالكية الذين يعتز و نعتز معه بهم.

  2. سمية .م ( مدرسة)
    22/02/2008 at 14:12

    شكرا ، على هذا الإنصاف . و لكنه اعتراف ناقص ..فنحن نريد من الذين يزعمون انهم ينطقون بلسان الأمة و الإسلام ان يجسدوا هذا الأمر في تصرفاتهم و في سلوكهم اليومي ..فلا يحتقروا المرأة ، حتى و إن كانت متعلمة ، بل و منهم من يرمي أم أبنائه بعد أن شاركته المر و الحلو..نعم لقد انصف الإسلام المرأة ، و لكن لم ينصفها من يزعمون انهم يتمسكون بنهجه..فلا حول و لا قوة إلا بالله.

  3. الوجدي الغيور
    22/02/2008 at 14:12

    حفظ الله أستاذنا العلامة الدكتور مصطفى بنحمزة ،ووفق محسنينا ومحسناتنا لمزيد من الخير والعطاء وبارك لهم في أموالهم وأعمارهم.

  4. فاطمة الزهراء وجدية
    22/02/2008 at 14:12

    أرجو التوضيح من أهل الوعظ والإرشاد وأخص بالذكر الأستاذ والعلامة مصطفى بنحمزة حول هذه الدار « دار الفقيهة » كما سميتموها وما هي أهدافها الدينية والثقافية والتربوية وكيف ستمكن المرأة من محاكاة الرجل في الفقه والإفتاء وجزاكم الله خيرا

  5. ملاحظ
    25/02/2008 at 14:40

    كان هناك دار الفقيه واضيف لها دار الفقيهة . اذا جمعناهما سنحصل على دار ثالثة .اتمني ان يجرب هؤلاء . المشكل فينا نحن المسلمون وليس في الدور وكثرتها . العيب والمشكل فينا لاننا نقول ما لانفعل . ماذا غيرت هذه الدور او المجالس العلمية في واقع الاسلام . الا يزال منذ قرون اداة استغلال في يد المحسوبين على الاسلام ….؟

  6. Oujdi
    18/05/2014 at 18:41

    La tuka3rirona Katiran jazakomu llahu khyran. Ihmau llah.

  7. حكيمة محجوبي
    29/05/2023 at 17:25

    العنوان بالضبط لتواصل

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *