جرت العادة كلما اقترب موعد الانتخابات الأمريكية أن تعقد اللقاءات والمؤتمرات الداعية إلى التقارب بين المسلمين والغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية. واليوم يأتي مؤتمر قطر كمحاولة يائسة لتضليل الرأي العام الإسلامي؛ وصرف أنظاره عن العداء الواضح والتقليدي للإسلام الذي تقوده الولايات المتحدة في العالم. منذ عقود وخدعة الأمل في نجاح رئيس أمريكي تنطلي على المسلمين ؛ ذلك أنه كلما اقترب موعد للانتخابات الأمريكية راجت إشاعات حول بعض المرشحين للرئاسة من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي بأنهم سيغيرون من نظرتهم العدائية للمسلمين ؛ والولاء لإسرائيل . وبمجرد نجاح الرئيس الأمريكي الجديد بغض الطرف عن انتمائه ـ ولا فرق بين جمهوي وديمقراطي ـ يستمر مسلسل العداء للإسلام بضراوة وشدة مقابل التأييد غير المحدود لإسرائيل.

لقد آن الأوان لوضع حد لهذه المسرحيات الهزلية التي يزعم الساهرون عليها أنهم يعملون لإزاحة الشوائب من العلاقات الإسلامية الأمريكية. وسيظل العداء بين المسلمين من جهة وبين الأمريكيين واليهود إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وكل ما يطلب من السذج المصدقين للأكاذيب الأمريكية الوعي بها ولو مرة واحدة وإشعار الأمريكيين بذلك والتفكير في صيغ التعامل معهم على أساس نواياهم غير الخافية.فالمسلمون لهم من الإمكانات والطاقات المهددة لما يسمى بالمصالح الأمريكية ما يرغم الولايات المتحدة على مراجعة حساباتها ؛ ويفرض بالتالي عليها التودد رغم أنفها للمسلمين وهي الأمة التي تعبد مصالحها وتستعبدها مصالحها ولا تتردد في التحالف مع الشيطان من أجل هذه المصالح . ولن تستيقظ الأمة الإسلامية من سباتها طالما وجد فيه من يصدق خدع الأمريكيين وحيلهم ويهش إلى لقاءات معهم معلومة القصد والنتائج سلفا.

فإذا ما تخلت الثعابين والحيات والعقارب عن سمومها فإن الأمريكيين والصهاينة سيخلون أيضا عن عدائهم الأسود للمسلمين ؛ لهذا لا بد من إعلام مضاد لكل اللقاءات المشبوهة التي تريد ذر الرماد في العيون لصرفها عن العداون الغاشم في فلسطين والعراق وأفغانستان ؛ والتدخل السافر في كل شؤون البلاد الإسلامية وتقرير سياساتها الداخلية تحت ضغط التهديد بالحصار والعقوبات .