Home»Régional»إمامة المرأة للرجال في الصلاة في ضوء اقوال علماء الشريعة

إمامة المرأة للرجال في الصلاة في ضوء اقوال علماء الشريعة

0
Shares
PinterestGoogle+

بقلم:أ.رشيد كهوس
باحث في فقه الأسرة والتحولات المعاصرة.
 
 Rachid-11@maktoob.com   
يقول ربنا تبارك وتعالى في كتابه العزيز:" إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وشاقوا الرسول من بعد ما تبين لهم الهدى لن يضروا الله شيئاً وسيحبط أعمالهم" . سورة محمد الآية:( 32).
  من فضائح هذا الزمان التي لم نسمع بها في التاريخ,إمامة المرأة -"أمينة ودود أستاذة الدراسات الإسلامية بجامعة فيرجينيا كومنولث الأمريكية"- للذكور  والإناث  في كنيسة بمنهاتن بنيويورك يوم جمعة بعدما ألقت عليهم خطبة أمريكة,إضافة إلى فضيحة  المؤذنة المتبرجة  التي كانت تؤذن ومفاتنها مكشوفة وبصوت خافت,واختلاط صفوف الذكور والإناث وهم جنبا إلى جنب,وكتفا ملتصقا بالكتف,وقدما إلى قدم,وهن مكشوفات الشعر وبعضهن يرتدين سروالا يظهر عورتها ويكشف عن ما خفي من جسمها, وفي بعض الصفوف تجد ذكر وعن يمينه أنثى وعن شماله أنثى ومن خلفه أنثى وأمام أنثى فأي صلاة هذه؟!…والله  ما سمعنا مثل هذه الفضائح في الأولين, و ما رأينا مثل هذا العبث بالدين في التاريخ,ولا نستغرب ذلك فقد رأينا المرأة المسلمة على شاشات التلفاز تتقن الرقص والغناء وكل أنواع الفجور  تتمايل بين الذكور وأشباه الرجال وتكشف عن مفاتنها وعن ساقيها وذراعيها وتظهر بطنها وهم يصفقون عليها وعلى هذا المشهد المأساوي الذي تحولت فيه كرامة المرأة إلى أردأ مستوياتها بضاعة تعرض ولحم يباع ويشترى ..فلا غرابة إذن أن تراها يوما من الأيام -كما رأيناها- خطيبة جمعة أو إمامة في الصلاة ,وأحمد الله أن وقعت هذه الفضيحة في الكنيسة ولم تقع في بيت من بيوت الله…لكن الغرابة تكمن في أن بعض المطبلين لأمريكا حاولوا أن يجدوا مخرجا لفتوى "فقيهم" "القدّيس بوش" لعنه الله,يلوون أعناق بعض الأقوال الشاذة لتوافق آراءهم الفاسدة,فلا شك أن من زرع الريح سيحصد العاصفة, وقد سمعنا منذ أيام أن أمريكا "المقدسة" ستخرج لنا طبعة جديدة من القرآن الكريم سمته"فرقان الحق"مع تنقيحات وإضافات وإزالة بعض الآيات التي تمس وتنقص من كرامة اليهود وتحرض على الجهاد… والمسلمون في ضلالاتهم وغيّهم يعمهون…   وأراد بوش الصغير بهذه الفضائح أن يلهي المسلمون عن قضية أمتهم المسلمة وما يقع لإخوانهم في فلسطين السليبة وفي عراق الكرب والبلاء,وفي غيرها من بلاد الإسلام,فاستغل هذه الفرصة واستعمل أحد أبنائه من الرضاعة "أمينة ودود" ليضرب بها أمتها …
وصدق ربنا تبارك تعالى حيث يقول:"ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار".            
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة *** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.              
 -رأي الفقهاء في إمامة المرأة للرجال: قال الشيخ ابن قدامة الحنبلي رحمه الله:"وأما المرأة فلا يصح أن يأتم بها الرجال بحال في فرض ولا نافلة في قول عامة الفقهاء.."(انظر كتابه المغني2/15). وقال الإمام الشوكاني رحمه الله في الدراري المضية:"وأما عدم صحة إمامة المرأة فلأنها عورة وناقصة عقل ودين.والرجال قوامون على النساء.ولن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة.كما ثبت في الصحيح.ومن ائتم بالمرأة فقد ولاها أمر صلاته"(1/134). وقال الإمام النووي الشافعي رحمه الله:"قال المصنف رحمه الله تعالى:"ولا يجوز للرجل أن يصلي خلف المرأة لما روي عن جابر رضي الله عنه قال:خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:لا تؤمن المرأة رجلا,فإن صلى خلفها ولم يعلم ثم علم لزمه الإعادة لأن عليها أمارة تدل على أنها امرأة,فلم يعذر في صلاته خلفها.. ".الشرح حديث جابر رواه ابن ماجه والبيهقي بإسناد ضعيف,واتفق أصحابنا على أنه لا تجوز صلاة رجل بالغ ولا صبي خلف امرأة حكاه عنهم القاضي أبو الطيب والعبدري,وسواء في منع إمامة المرأة للرجال صلاة الفرض والتراويح وسائر النوافل ,هذا مذهبنا ومذهب جماهير العلماء من السلف والخلف رحمهم الله,وحكاه البيهقي عن الفقهاء السبعة  فقهاء المدينة التابعين,وهو مذهب مالك وأبي حنيفة وسفيان وأحمد وداود وقال أبو ثور والمزني وابن جرير تصح صلاة الرجال وراءها,حكاه عنهم القاضي أبو الطيب والعبدري,وقال الشيخ أبو حامد مذهب الفقهاء كافة أنه لا تصح صلاة الرجال وراءها إلا أبا ثور والله أعلم"(انظر المجموع شرح المهذب 4/222).وقال ابن حزم الظاهري رحمه الله:"ولا يجوز أن تؤم المرأة الرجل ولا الرجال,وهذا ما لا خلاف فيه,وأيضا فإن النص قد جاء بأن المرأة تقطع صلاة الرجل إذا فاتت أمامه,مع حكمه عليه السلام بأن تكون وراء الرجل في الصلاة ولابد ,وأن الإمام يقف أمام المأمومين ولابد"(انظر المحلى:2/167).وقال ابن أبي زيد القيرواني المالكي رحمه الله في رسالته المشهورة:"ولا تؤم المرأة في فريضة ولا نافلة ولا رجالا ولا نساء"…                       
ولا يكفي الوقت لاستعراض جميع آراء الفقهاء فكلها تجمع على عدم جواز إمامة المرأة للرجال, ومن صلى وراء امرأة فصلاته باطلة باتفاق الجمهور.                                              
      وأعود إلى ما بدأت به  إن أمريكا اللعينة لا تحصد من حربها على الإسلام إلا المرارة,وصدق من قال:"لقد كانت أمريكا أشبه بحارث المياه,وبعون الله لن تجني إلا طحالب ومحارات فارغة,وعويل الرياح بداخلها",ولله درّ الدكتور يوسف القرضاوي القائل:كيف لم تتفق ذهنية أية أمة مسلمة أو أعجمية لمدة 14 قرنا عن هذا الاجتهاد الرائد في مجال حقوق المرأة,ولو كان اجتهادا حقا لسبقتنا تلك الأمم الغابرة,أم أنها كانت تفتقد للأدمغة النابغة في المجال الديني كدماغ هذه السيدة العبقرية".                          وهل استوفت المرأة كل حقوقها حتى تزاحم الرجال في إمامة الصلاة؟!…               
        روى الشيخان وأبو داود رحمهم الله عن حذيفة قال: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: "نعم". قلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: "نعم، وفيه دخَن". قلت: وما دخنه؟ قال: "قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر". فقلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: "نعم، دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها". فقلت: يا رسول الله: صِفْهم لنا. قال: "هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا". فقلت: يا رسول الله، فما ترى؟ -و في رواية: فما تأمرني؟- إن أدركني ذلك؟ قال: "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم". قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: "فاعتزل تلك الفِرق كلها، ولو أن تعض بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك".                                 
       فالحديث الشريف يبين لنا  الفتن الحالكة التي  نعيشها في هذا الزمان بدءا بالفتن التي اندلعت بعد وفاته صلى الله عليه وسلم من تحول ذلك البناء الشامخ من خلافة راشدة إلى ملك عضوض وجبري مرورا بالفترات التاريخ في العصور الماضية وصولا إلى عصرنا الراهن وما نراه فيه من فتن كقطع الليل المظلم, وما نراه من دعايات من أجل تحرير المرأة ومن تجرأ على أحكام الشريعة واستهزاء بالدين, من هذه الفتن وهذا الدخن الذي تحدث عنه خير الأنام عليه أزكى الصلاة والسلام..فهل يريدون تحرير المرأة أم ضياع التربية وفساد المجتمع؟؟؟!!! لأن المرأة هي المجتمع هي الأم والبنت والأخت والزوجة هي كل شيء, إذا ضاعت المرأة فكبّر على الأمة أربعا لوفاتها.              
       لقد عاشت المرأة المسلمة حقبةً  من دهرها هادئة مطمئنة في بيتها ومجتمعها سعيدة بأبنائها مطيعة لزوجها مساهمة في بناء أمتها, تحب زوجها راعية وحافظة لراعيتها ولشرع ربها… ومازالت كذلك حتى نبت في مجتمعنا بذور فاسدة زرعها الغرب الصليبي الحاقد في جسم أمتنا  لتنشر سمومه فنادت بحرية المرأة وألّبت الزوجة على زوجها والأخت على أخيها والبنت على أبيها ,وزيفوا الحقائق ,فاندلعت نار الفتن لا يخبو أوارها,فحرموها من العلاقة الشرعية ودعوها إلى معاشرة الأخدان والتحرر من مسؤولية البيت,واستبدلوا كلمة الزوج بالعاشق والحب بالغرام , حتى يكثر في المجتمع نساء خليعات مستهترات ضاحكات لاعبات ينتقلن من بيت إلى بيت ومن سيارة إلى سيارة ومن حضن إلى آخر لا يعرفن إلا الليالي الحمراء والعشق والغرام والجنس والكأس…هذا ما يريدونه من المرأة تحريرها لتحقيق رغباتهم الجنسية الشيطانية لأن الإسلام حال بينهم وبين ما يشتهون  لأنه دين الطهر والعفاف والنقاء…يمنع كل العلاقات المحرمة والشهوات الزائفة

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. كريم حمادة
    16/06/2006 at 18:56

    حياك الله يا اخي… مقال قيم يشحذ الذمم ويرفع الهمم..

  2. الصديق عبد الله
    16/06/2006 at 18:56

    عودتنا مقالات رائعة…
    نحن في حاجة ماسة لمثل هذه المقالات التي تهتم بأمر المسلمين عموما والأسرة خصوصا ..فالأسرة هي المجتمع وهي كل شيء إذا صلحت صلح كل شيء وإذا فسدت فنسأل الله السلامة والعافية.

  3. متتبع
    16/06/2006 at 18:56

    مقالك غير موثق جبدا خصوصا وانت تدعي انك باحث .كان عليك أن تلنزم قواعد البخث العلمي في المسألة المحددة وتبتعد عن الإيديولوجيا وإلقاء التهم والسب والقدف . يوجد من الفقهاء من أباح إمامة المرأة للأطفال والنساء في حالة عدم وجود رجل .

  4. هاشم
    16/06/2006 at 18:56

    أشكرك جزيل الشكر على هذا الموضوع القيم…

  5. أبو بكر
    16/06/2006 at 18:56

    طبعا إمامة المرأة بالرجال لا تصح لقوله صلى الله عليبه وسلم: »لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة »..ويؤكده أقوال علماء المذهب المالكي.
    اما قضية إمام المرأة للنساء فمختلف فيه…
    فشكرا لك على هذا الالمام بالموضوع

  6. محمد عراصي
    16/06/2006 at 18:56

    مجهودك يشكر…
    وأقول لمن لصاحبنا الذي علق على المقال بقوله أن هناك من يجيز إمامة المرأة للنساء.. أنك لم تقرأ المقال جيدا والكاتب لم يبدي برأيه في قضية إمامة المرأة للنساء..وهذا يتضح جليا في عنوان المقال لو قرأته بعين الرضى…
    الكاتب أورد أقوال الأئمة في مسألة إمامة المرأة بالرجال وليس النساء وغن كان أشار إلى إمامتها بالنساء إشارة خفيفة..
    ولله در القائل:
    وعين الرضى عن كل عيب كليلة… لكن عين السخط تبدي المساويا

  7. عبد الصمد
    16/06/2006 at 18:56

    أشكرك..أخي

  8. amine
    16/06/2006 at 18:56

    أشكرك..أخي

  9. أحمد
    16/06/2006 at 18:56

    بورك فيك..

  10. عيسى الدودي
    16/03/2007 at 23:16

    حفظك الله أخي رشيد كهوس، ووهبك الله مزيدا من العلم واليقين لمواجهة ترهات آخر الزمان، وآخرها إمامة المرأة التي ما أنزل الله بها من سلطان. وقد كثر في الآونة الأخيرة من يدعي الدفاع عن حقوق المرأة والطفل والمعاق…وهم في الحقيقة معاول للهدم والتخريب.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *