النص : تزفتان تودوروف Dictionnaire encyclopédique des sciences du langage, éd. Du Seuil
–2-
حالة الحكي:
لم تتم دراسة المجموعات المكونة من أكثر من مقول واحد إلا في حالة نمط واحد: الحكي، الذي سنخصص له وقتا طويلا. يعتبر الحكي بمثابة نص مرجعي ذي وقائع زمنية. أما الوحدة العليا للمقول التي تمت معاينتها في الحكايات، فهي التتابع المكون من مجموعة من ثلاثة مقولات على الأقل. وتتفق تحاليل الحكايات الحالية، التي استفادت من تجربة بروب Propp في تحليله للحكايات الشعبية ومن تجربة ليفي شتروس L. Strauss في تحليله للأساطير، على تشخيص مسندين لفعال واحد على الأقل في كل أدنى حكي، تربطهما قرابة رغم اختلافهما، وسيرورة تحويل أو وسيط تسمح بالمرور من الواحد إلى الآخر. وقد تمت محاولة تشخيص هذه المصفوفة العامة بطرق متعددة و مختلفة:µ
1- يصنف كل من كونكاس E. Kongasومراندا P. Maranda
الحكايات حسب النتيجة التي وصلت إليها سيرورة الوسيط. ويبرزان أربعة تحت-أنواع : 1) غياب الوسيط. 2) إخفاق الوسيط. 3) نجاح الوسيط : إزالة التوتر البدئي. 4) نجاح الوسيط: انقلاب التوتر البدئي. وهناك بحوث أنتروبولوجية (علم الأعراف) تبدو على أنها استطاعت أن تقدم أدلة على أن هذه التحت-أنواع، موزعة على مساحات جغرافية مختلفة.
2- ويعتمد كلود بريمون C. Brémont
في منمطه الخاص بالتتابعات السردية، على مختلف الوسائل التي تتحقق عبرها وساطة ما لا تعرف التغيير. ونقيم قبل كل شيء تعارضا بين سيرورة التحسن وسيرورة التبديد، وذلك حسب المرور من حالة عدم الرضى إلى حالة الرضى (بالنسبة للشخصية) أو العكس. وتنقسم سيرورات التحسن بدورها إلى: إنجاز عمل ما من طرف البطل وتلقي مساعدة من طرف حليف. وللتمييز في وقت لاحق بين مختلف الإنجازات، لا بد من الأخذ بعين الاعتبار الظروف التالية: 1) اللحظة في التسلسل الزمني السردي، حيث حصل البطل على الوسائل التي سمحت له بالوصول إلى هدفه. 2) البنية الداخلية لفعل الحصول. 3) العلاقات الكائنة بين البطل والمالك القديم لهذه الوسائل. وإذا ما ذهبنا بعيدا في عملية التشخيص (والتي ليست عبارة عن تعداد فقط لكنها تبقى دائما إبرازا للإمكانيات البنيوية للحبكة)، لتوصلنا إلى تحديد التنظيم الخاص بكل حكي عن قرب.
3-
وهناك أيضا إمكانية تشخيص ليس فقط مختلف الوسائل التي تساعد الوساطة، ولكن طبيعة الوساطة نفسها. في البداية أرادت تحاليل الحكي أن تكشف هنا عن تقديم الإيجابي عن السلبي أو العكس. إلا أنه ظهرت عدة تحولات أخرى: نمر من الإجبارية أو الرغبة إلى الفعل؛ من الجهل إلى المعرفة؛ من المعرفة إلى التعبير عنها؛ ومن الفعل إلى تقييمه إلخ.. ومن جهة أخرى فإن تعقيد التتابعات لا يتم فقط بالتقسيم وإنما أيضا بإضافة مقولات اختيارية.
وحينما تتوافق عدة تتابعات، فإنها تصبح بسهولة قابلة لمنمطة شكلية. وتصبح الحالات التالية ممكنة: الترابغ عندما تكون التتابعات على الشكل 1-2 ؛ الإدراج؛ شكل 1- 2-1 ؛ الاحتباك (أو التناوب)؛ شكل 1 – 2 – 1 – 2 ،كما يمكن لهذه الأنماط الأساسية الثلاثة أن تتوافق فيما بينها أو مع تتابعات أخرى من نفس النمء بحيث تنتج الحبكة عن هذا الترابط الشامل للتتابعات داخل النص، وغالبا ما يطبق هذا المفهوم، خاصة على النصوص التي يغلب عليها طابع النظام السببي.
ما يسجل على هذه التحاليل هو أنها صريحة ونظامية، لكنها تبقى دائما مهددة بانزلاق في العمومية. فنلاحظ بدقة مفارقة التوجهات الأكثر تقليدية للدراسات الأدبية، وذلك بمقارنتها مع تصنيف يلخص عددا مهما من الأشغال السابقة ويعكس المشاكل المتنوعة التي تطرح على عالم السرديات المستقبلي. هذا التصنيف الذي يعزى إلى فريدمان N. Friedmann، يعتبر مثالا خاصا عن عمل شكلي وصفي لازال لم يرق إلى مستوى النظرية.
فتصنيف فريدمان هذا، يرتكز على بعض المفارقات الثنائية أو الثلاثية: 1) الفعلaction – الشخصيات – الفكر pensée:
وهو ما نجده في شاعرية أرسطو. 2) بطل جذاب أو غير جذاب بالنسبة للقارئ. 3) فعل يتحمل فيه الفاعل كامل المسؤولية، والفعل الذي يتقبله بشكل منفعلي passivement. 4) تحسن أو إتلاف وضع ما.(يتبع)
Aucun commentaire