هل من آذان صاغية؟؟؟
تطل علينا بعض النقابات بالإضراب العام، ومازال إضراب الجماعات المحلية يخط لنفسه أسطورة دون أن يلق آذانا صاغية، وكأنه يخاطب أناسا من المريخ، لا يأبهون لا بالقيم الإنسانية ولا بعواقب ما هم عليه من اللامبالاة، و يذهب ضحيتها المواطن العادي الذي لا يلجأ إلى الجماعة المحلية إلا لأمر جاد ومعقول قد يتوقف عليه مصيره أو مصير أبنائه، فهل معنى هذا أن موظفي الجماعات المحلية لا أهمية لهم سواء اشتغلوا أو لم يشتغلوا؟ أم أن مصالح المواطنين هي التي لا تكتسي أية أهمية؟ أم أن مداخيل الجماعة لم تتضرر من هذا الإضراب الطويل؟.تساؤلات متعددة قد يطرحا المضرب والمواطن معا فكلاهما يعاني لسعات الإهمال والتماطل …
مبدأ الوقت في المغرب مازال لا يعتبر، فعمل يوم ينجز في يومين أو عشرة أيام أو شهر لا يهم،و أن تدفع إلى البلدية بوثيقة يتوقف عليها مصيرك أو مصير ابنك في اليوم ذاته أوغدا ولم تأخذها إلا بعد أسبوع لا يغير الأمر بالنسبة إلى المسؤولين شيئا.
فلو لم يكن هذا موقفهم لوجد حل لإضراب موظفي الجماعات المحلية في أيامه الأولى، لكن بما أن مصالح المواطن يضرب بها عرض الحائء فلا حرج بالنسبة إليهم أن يمتد هذا الإضراب ويطول، ولاسيما وأن مداخيلهم قارة على العموم، فما كان يدخل إلى الصندوق في خمسة أيام من العمل يدخل الآن في يوم واحد، على حساب هذا الشعب المغلوب على أمره لا يحتج ولا يثور ضدهم ، وعلى حساب موظف الجماعة المحلية الذي اخذ يفقد ثقته في أمور كثيرة من جراء المعاناة، وطول الإضراب..
فكم من شابة أجلت خطبتها، وكم من شاب أجل زواجه ، وكم من عملية بيع أجلت أو ألغيت، و كم من تلميذ أو طالب فاته امتحان أو مباراة، ولا احد يأبه بذلك، ولعل السب يكمن في المغزى من الإضراب الذي حوله المسؤولون لصالحهم بدل أن يصب في مصلحة موظفي الجماعات المحلية.
يهدف الإضراب إلى زعزعة المداخيل والربح في مؤسسة ما، والى شل الحركة الاجتماعية والاقتصادية حتى تعود بالضضر المادي والمعنوي على المشغل فيرضخ إلى المطالب حسب الإمكانيات، ومن الإضراب ما يتداعى ليطال فئات خارج القطاع يتقاسم معها المصالح على صورة الخدمات مثلا، وهذا ما استطاع المسؤولون في الجماعات المحلية تفاديه، حتى يفقد الإضراب قيمته فالمداخيل هي هي ولم يتأزم الصندوق، والمواطنون خارج القطاع المضرب لم يتحركوا، فبقي الموظف المسكين يتخبط في إضرابه دون نتيجة، فكل من القطاع والمسؤولون راهنا على المواطن ، وبما أن المواطن لم يحرك ساكنا كانت الغلبة للمسؤولين، لأنه ليس من سلوكنا اتخاذ المواقف الحاسمة لا ضد من يستغلنا، ولا ضد من يبتزنا، أو يعبث بمصالحنا، إلى درجة أن الباطرونا هي التي تخوض الإضراب للمطالبة بالزيادة سواء في المجازر أو النقل أو المطاحن أو الصيد أو غيرها…. ولم يسبق للمواطن في مدينة وجدة مثلا أن وقف في وجه زيادة في تذكرة الحافلات، ولا قاطع يوما ما منتوجا عرف زيادة أو غشا على غرار الدول، المتقدمة، وبهذا السلوك السلبي يخلو الجو للباطرانا للضغط على الحكومة فترضخ بحكم المحاور الوحيد، ويسهل علينا توجيه اللوم للحكومة بدل الباطرونا ،قد يكون هذا الموقف ناتجا عن المواقف التقليدية حين كانت الدولة دائما تقف بجانب رؤساء الأموال وأرباب المعامل والمؤسسات الخاصة ولكن توجيه اللوم للمعنيين بالأمر أولى …
ان ايجاد حل الإضراب المشروع الذي يخوضه موظفو الجماعات المحلية أمر مستعجل وضروري لرد الاعتبار لهذا المواطن الذي يعاني الأمرين من جميع الجهات، ويواجه ذلك بالصبر والصمت ومن المعروف أن مثل هذا الصمت لا يطول ولا يخدم مصلحة البلاد،قبل أن تقول القطاعات الأخرى:الله في عونكم يا موظفي الجماعات المحلية، أنتم السابقون ونحن اللاحقون ….
Aucun commentaire