لقد اعترفتم بالفشل …قدموا استقالتكم الجماعية
لقد أذهلني وأثار استغرابي، موقف بعض المهتمين بالشأن التربوي في المغرب، وقراءتهم السطحية والانفعالية للتقرير السادس للبنك الدولي لعام 2006 حول “التنمية الاقتصادية وآفاقها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" والصادر في عمان تحت عنوان" الطريق غير المسلوك:إصلاح التعليم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، والذي جاء ملخصه التنفيذي في 24 صفحة، والذي رتب المنظومة التعليمية المغربية في المرتبة الحادي عشر(11) من ضمن15 دولة عربية وإسلامية(إيران).
لقد تتبعت بعض المدخلات والتعليقات، الني ركز أصحابها على الرتبة المخزية التي رتب فيها المغرب،والتي جعلتنا ضمن كسلاء وأغبياء العالم التربوي، والذين عادة ما يتم إجلاسهم في الصفوف الأخيرة في انتظار نهاية السنة الدراسية ، باعتبار أن حالتهم التعليمية ميؤوس منها.
انطلاقا من قناعاتي الاديولوجية،وانحيازي المطلق واللامشروط للطبقات الشعبية، المرتبط وجودها وحياتها اليومية بالمرفق العمومي ، عانيت ولا أزال أعاني من عقدة "العداء التاريخي" لمختلف الدوائر الرأسمالية الأمبرالية ، ولم أخف ذلك أبدا، ولا أطمئن أبدا لتقارير ووصفات هذه الدوائر التي كان السبب، ولا زالت وراء "البلاوي" والمصائب، التي تعاني منها دول العالم الثالث، ويكفي التذكير ببرنامج التقويم الهيكلي السيئ الذكر ، وما نتج عنه من حرب استنزاف طويلة الأمد، استعملت فيها مختلف الوصفات الإمبريالية "غير المباركة"، والتي لم تنجح في أي دولة من دول العالم بشهادة خبراء هذه المراكز ، نتج عنها تدمير المرفق العمومي، إنهم فعلا يقتلون القتيل ويمشون في جنازته.
لم يكن المتتبعون لتطور المدرسة المغربية، في حاجة لا لتصريحات السيد أخشيشن و لا لاعتراف "عراب الإصلاح" السيد عبد العزيز مزيان بلفقيه، واستعداده للمحاكمة أمام محكمة عليا، وتنصله من نحمل المسؤولية لوحده في فشل الإصلاح، ولا لتقرير التنمية البشرية حيت "تقدم" المغرب من الرتبة 123 إلى الرتبة 126، ولا لتقرير البنك الدولي موضوع المقال، لإدراك نكبة المدرسة المغربية، بكل مكوناتها وأنواعها ، مادام أن أي فصيل من فصائلها، لم يتمكن من تجاوز اختلالات المفصلية و تحقيق التنمية المطلوبة ،وحتى يمكن فهم الأسباب الكامنة وراء فشل كل الإصلاحات ، وهي كثيرة، التي عرفتها المدرسة المغربية، وفهم كيف نجح الآخرون حيث فشلنا، نجد أنفسنا مضطرين للعودة للماضي القريب، والاستعانة بالتاريخ لأن من" لا ذاكرة له لا مستقبل له".
علينا أن لا نصاب بما يسمى ب"تعب المعادن"، ونهمش التاريخ في إي مقاربة لمعضلة التعليم في المغرب ، ونعلم أن هذا القطاع شكل مند الاستقلال الشكلي حتى الآن، موقعا أساسا من مواقع الصراع بين " الحركة الوطنية " و النظام المخزني المغربي، التي اعتبر قطاع التعليم آلية أساسية وحاسمة في ضبط حركة المجتمع، والتحكم في اتجاهاته ،و ضبط تطوره،لقد أصر المخزن على استمرار "بلقنة المدرسة المغربية" باحتفاظه بالمدرسة الاستعمارية شكلا ومضمونا، وعمل من خلال كل "إصلاحاته" على استمرار مدرسة مغربية، تعيد إنتاج نفس الهياكل الاقتصادية و الاجتماعية
و الثقافية و المدنية و السياسية المتناسبة مع التشكيلة الإقطاعية كما شكلها الاحتلال الأجنبي للمغرب، مستعينا تارة بتوجيهات صندوق النقد الدولي و البنك الدولي، و المؤسسات المالية الدولية الإمبريالية ، التي لا يهمها إلا نهب ثروات الشعوب، ولجوءه تارة أخرى إلى سياسة العصا الغليظة وقطع الأرزاق والأعناق . ورغم العقدة التي أشعر بها تجاه الدوائر الرأسمالية الاستعمارية، وتحفظي المبدئي تجاه أية توصية أو وصفة تفتي بها، أجد نفسي مضطرا للاعتراف أن التقرير الأخير درس 03 مرتكزات أساسية للوصول إلى خلاصاته وهي: نوعية الهندسة، هياكل التحفيز والمساءلة العامة ، وهي عناصر قليلا ما انتبه إليها بعض الذين كتبوا في هذا الموضوع ، وهذا ما كان "المجتمع التعليمي" يطالب و يناضل من أجله مند الاستقلال حتى الآن.
لقد طالبنا، من خلال مواكبتنا لأغلب الإصلاحات التي عرفها المغرب ، ومن مواقع مختلفة، أخرها اللقاءات والملتقيات المؤجرة للميثاق الوطني للتربية والتكوين، كفصيل فاعل على مستوى جمعيات الآباء، على ضرورة اعتبار الشأن التعليمي شأنا عاما وضرورة توفير آليات المراقبة وإشراك فعاليات المجتمع المدني في اتخاذ القرار، وتسهيل حصول المواطنين على المعلومات والبيانات، والشفافية ، والابتعاد على ترويج الخطاب التطميني التفاؤلي البعيد عن الواقع المعيش، واعتبار كبار الموظفين الحكوميين مسؤولين عن قراراتهم وتصرفاتهم، ومطالبين بتقديم الحساب وعدم الإفلات من المسائلة وإشراك المعنيين بالأمر في اختيار واستبدال من يحتلون مواقع السلطة.لم نكن حينئذ بحاجة إلى تقارير البنك الدولي لبلورة هذه المطالب، التي كان البعض من أبناء الجهة وعبر جريدة "وجدة سيتي"، يستهزأ بنا وبمواقفنا، سامحه الله. لقد تعلمنا ذلك من ممارستنا الصفية في جبال وصحاري هذا الوطن العزيز، ومن خلال نضالنا السياسي والنقابي الممتد على أربع عقود، ولم نبدل تبديلا.
لقد كنا دائما نطالب بالتخلي عن التعليم الموروث عن ليوطي وخلفائه، والذي كان يستهدف نشر ثقافته خدمة لمشروعه الاستعماري،و إخضاع الشعب المغربي ،والاتجاه نحو "مدرسة وطنية"،ذات هندسة تعليمية تجعل التلميذ محور اهتمامها، والبحث عن أساليب التدريس الملائمة التي تراعي حاجيات وظروف التلميذ المغربي، في الوقت الذي كان البعض يجول القارات الخمس، على حساب المال العام، للبحث عن "كنز علي بابا للطرق التربوية" وأخيرا "واش جاب لغراب لأمه".
تعتبر" ثقافة التقويم" من المحرمات التي لا يجب الاقتراب منها و هي مفارقة غريبة لا نجدها إلا في هذا البلد السعيد، فرغم اعتراف التقرير بتوفر المغرب على ما سماه "مقاييس تقييم الحوافز"، المتمثلة في نظام التفتيش والاشتراك في الاختبارات الدولية ووجود نظام وطني لمنح شهادات الاعتماد ووجود جمعيات آباء فاعلة، رغم ما يمكن أن نقوله مزايدة في حقها ،لم نتمكن بعد من إدخال أنظمة لتقييم نواتج التعليم لأغراض التخطيط والمساءلة، وبالتالي لا نمتلك مدارس عامة تمنح المكافاءات للمدرسين مقابل الأداء، وسوت مدرستنا العمومية بين المجد والمتهاون ، بل أكثر من ذلك، حرمت المجدين من نساء ورجال التعليم الذي تابعوا دراستهم العليا، وحصلوا على شهادات عليا من الترقي في سلك الوظيفة العمومية، وحرمتهم من تغيير الإطار والالتحاق بالتدريس بالجامعات.
لقد انفردوا ، ومنذ الاستقلال، بتسيير البلاد لوحدهم ، وجربوا علينا كل التجارب الفاشلة في العالم، وطبقوا علينا مختلف الوصفات الامبريالية، وانفردوا بتطبيق مختلف الإصلاحات ، وتركوننا نتفرج على الرصيف، وكانوا دائما يتذكروننا في شعاراتهم ، وينسوننا في قراراتهم،وبعد أن أغرقوا السفينة ، أصبحوا يتبادلون الاتهامات بعضهم البعض، ولم يعترف أحد بمسؤوليته في ما حدث، فلتكن لهم نفس الجرأة التي همشونا بها ليتحملوا مسؤولياتهم التاريخية ويقدموا استقالتهم الجماعية ، ونحن على استعداد لعلاج مدرستنا.
7 Comments
تحية خالصة للأخ حومين على طلبه الاستقالة الجماعية لمن أفلسوا التعليم. إنني أشاطره الرأي و أضيف من جهتي أن الاستقالة فرض عين حتى لمن ذل المغاربة في غانا…. كلهم بدون استثناء ….و من حقي المطالبة بمحاكمنهم لما بقي في من غرامات لحب الوطن. أنا أتساءل أين هو صاحب القرار لما يتشبث صاحب المهزلة بالمنصب حتى يلحس المعلقة عن آخر نقطة العسل. و يلتجئون إلى ذر الرماد في أعين ما سميت » الأغبياء « . إنها و الله كلمة صدق . في التعليم الحل ظاهر : الرجوع إلى مقررات الثمانينات و إلغاء الانتقاء الأولي بالكمبيوتر و مراجعة طريق تسليم أوراق الامتحان و تكون لجنة هي التي تستلم الأوراق من المؤسسة و ليس المدير أو من ينوب عنه و بعد ساعة أو أكثر حيث ‘مكانية عدة أشياء الله أعلم بها. إذا كان المثل المغربي يقول » اللي حط عصاتو يتصوت بها » و إليكم هذه الأمثلة المقتبسة من الواقع : بالله عليكم لما التلميذ يهين الأستاذ أمام الملأ و يصل إلى ضربه و يكتب تقريرا في حقه و عوض أن يحال على العدالة يتدخل المجتمع المدني كله إرجاعه لا للدراسة فحسب بل في نفس القسم. عندئذ لم يبق أمام باقي الأساتذة سوى » التسلاك » مع التلاميذ المشاغبين…. لما الأستاذ أو المدير أو المفتش يخبر بخلل أو بشطط و مصحوب بالأدلة الواضحة و تقوم النيابة – و لا أقول النائب- بإخماد القضية كونه مسكين آخر من يعلم لأنه قيل له » إيوا راهم تصالحوا..الخ… أقول « آخر من يعلم » لأن إذا أراد أن يعمل عليه بإطلالة إلى المؤسسات و مساءلة رؤساء المؤسسات عمن زارهم من أصحاب استغلال النفوذ و الذين جلهم تقاعدوا و يتداولون على المؤسسات في تدخلات لا تزيد الجو إلا فسادا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أهديكم أستاذي الكريم محمد حومين التحية والتقدير،وأثمن مقالكم لصالح النقاش الدائر حول تردي تعليمنا رغم الجرعات الإصلاحية المحقونة في جسده وهو على سرير الموت الدماغي. أخي الكريم إن ما أقر به التقرير من « مقاييس تقييم الحوافز » ممثلة في نظام التفتيش، هو إقرار بالشكل لا بالمضمون، لأن التفتيش في المنظومة مفقود بمعناه الاصطلاحي والإجرائي المتعارف عليه دوليا المعتمد على مؤشرات دقيقة وصادقة وحساسة لبيان موضوعها. وجهاز التفتيش في التعليم يعيش وضعا مزريا، الشريف فيه محارب من جميع المتخاذلين ومرتزقة المشاريع ولوبيات المصالح الخاصة التي تستنزف المال العام ، » المتسنطحون » بجباههم وأفواههم أمام الشرفاء من هذا الجهاز، والرامون الآخرين بما فيهم، الذين لا يساوون في ميزان العمل والعلم شيئا. أولئك هم سدنة الإدارة التي تقوم بتمرير الوهم لأنبائنا ونسائنا ورجالنا وشبابنا، بأن التعليم على خير وبألف خير وأن السياسة التعليمية الجارية عليه تستنبث جذورها من أعماق الفكر التربوي؛ في حين أنها مستنبثة من مستنقعات الطفيليات التربوية التي تعيش على جهوذ الآخرين عند أقدام وعند جذور الأشجار الطيبة.
لقد قلنا منذ بداية العشرية أن الأجرأة مازالت كما كانت في العمق وهي تتغير فقط في الشكل، لكن حاربنا وما زلنا نحارب من مرتزقة هذا المجال، سواء عندما نواجههم بالحقائق الواقعية أوعندما نطالب بحقوقنا، يجعلولنا أصحاب مصالح خاصة، حيث يرموننا بما فيهم ولم ولن يستطيعواإثبات دعواهم بالدليل والحجة. أخي إن التفتيش التابع للإدارة والذي لم يستقل وظيفيا لا تعول عليه، لأن مفتاح تحريك متعفنيه بيد الإدارة، وبالتالي يجب التفكير في القطيعة مع النظام الحالي للتفتيش وإيجاد نظام يتأسس على الاستقلالية الوظيفية بما فيها المالية لهذا الجهاز لأداء محامه مقابل إيجاد جهاز لمراقبته من داخله مراقبة صارمة لكي نظمن فعله في التعليم وإلا فالله يرحم الجميع. والسلام
أشكر الأستاذ حومين على هذه الغيرة على المدرسة العمومية وعلى هذا الحماس وهذه المتابعة الشاملة،ألا أن ما يحز في القلب ويدميه ،هو هذا الاجترار لخطاب » قولو العام زين « التي يردده مكتب الاتصال بأكاديمية الجهة الشرقية ، الذي فقد أصحابه الاتصال مع الواقع،وكأنهم لم يطلعوا لا على تصريحات الوزير ولا على تصريحات رئيس المجلس الأعلى للتعليم ولا على تقرير البنك الدولي ولا على الصحافة الوطنية والمحلية ولا على حديث المقاهي الذي لا يتكلم إلا عن أزمة النظام التعليمي في المغرب بصفة عامة والجهة الشرقية بصفة خاصة، ما عدا مكتب الاتصال الذي يملك حقيقة أخرى وحديث آخر ، حتى ظننت أن الجهة الشرقية تحولت إلى إحدى مقاطعات لبنان أو الأردن ، اتق الله يأخي المسئول عن هذا المكتب، واعلم أن التاريخ يسجل عليك ما تقول وما تنشر، احترم على الأقل يا سيدي عقول الناس، أنكذب كل هؤلاء الذين كتبوا وبالحجج والأذلة، ونصدق مكتب الاتصال ، كفاكم ضحكا على الناس.لقد ظهر الحق وزهق الباطل…
بعد اطلاعي على التقارير الأخيرة كنت أنتظر ردة فعل مستعجلة للمسؤولين قصد تحليل مضمون الوثيقة ،لو ضرب بلادنا اعصار أو زلزال أو حرب لأعلنت حالى الطوارئ وأنا أظن أت هذا التقرير أكبر من الصاعقة ،لأن الصاعقة تحصد 100 أو 200 والزلزال يقتل 100 أو 2000 ،لكن ما أصاب البلاد يؤدي الى أكثر من هذا لكن المعنيين بالأمر ساكتون أو لاهون لأنهم لم يقدروا الأمور حق تقديرها.
في لقاءات تربوية كثيرة والتي ضيعنا فيها وقتا وجهدا كبيرين ،كنت أقول مع نفسي ما الفائدة من هذه اللقاءات ونحن نعلم أن التعليم في خطر.
السيد حمين ،ان التعليم في خطر منذ زمن طويل وهو في قاعات الانعاش يحتضر ولم يجد من يسعفه ،الكل يتفرج وفي كل مرة يخرج علينا بعض العباقرة بتغيير الكتاب المدرسي أو تغيير في بعض المذكرات والنصوص التشريعية .
كم جربت علينا تجارب فاشلة ،فاشلة في مهدها أي الدولت التي وجدت فيها أو تلك التي صدرت لنا ما ألقت به في مزبلة التاريخ،لكن لم يكن أحد يسمع لشكوانا ويطلب منا التنفيذ فقط.
اذا كان هناك من عدل ،فيجب أن يقدم الذين أوصلوا البلاد الى ما وصلت اليه سواء في التعليم او غيره من السياسيين والمتواطئين معهم من المسؤولين الكبار للمحاكمة لأنهم لم يخدموا الا مصالحهم ولم ينصبوا في المسؤوليات الا أصحابهم أو أقرباءهم.
ان حب الأوطان ليست في نشيد يردد ولا قطعة قماش ترفع وانما عمل باخلاص ابتغاء مرضات الله أولا والقيام بالواجب مقابل الأجرة ثانيا.
ان حب الأوطان ليس هو تشجيع فريق كروي أو رياضي للبلد وانمااستثمار كل الوسائل اللازمة والممكنة لنهضة البلاد.
ان دولا كثيرة كنا نصنفها الى وقت قريب بالنامية والمتخلفة أصبحت في الترتيب العالمي أفضل منا ونحن لا نعرف ماذا نعمل.
أليس من العار أن نترك أبناءنا للحيتان كي تأكلهم ،أو تدمرهم المخدرات بكل المعاني ،عندما يقتل شخص في بلد من البلدان تقوم المنيا ولا تقعد وترصد أموال طائلة للبحث عن الجناة ونصف هذا بالارهاب ،أليس ترك الشباب عرضة للغرق في وحل المخدرات وأفواه الحيتان ارهاب ، كم نخسر سنويا من السواعد غرقا في البحر ولا أحد يفكر في عمق المشكلة .
السيد حومين انطلاقا من غيرتنا على بلدنا نتمنى أن يقوم المخلصون من أبناء هذا الوطن لانقاذه من الغرق ،لا نريد الشكليات ، لانريد اللقاءات التربوية الفارغة التي لا تعالج الأورام بل تعالج القشور من الأمور ،نريد مساهمة الجميع ودون اقصاء .
يا أستاذ حومين. أنثق بك أم نثق بما يقوله مكتب الاتصال بالأكاديمية؟
يا أستاذي الفاضل ،اهتم بنفسك وأفراد عائلتك، ولا تضيع وقتك مع الذين خربوا التعليم، إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهذي من يشاء.
بداية أشكرك على تناول الموضوع وكم كنت أمنى أن يكون هذا موضوع الساعة في الصحف والبرلمان واللقاءات التربوية وتكثيف التشاور مع كل الفرقاء.
كنا في يوم من الأيام مع وزارة التربية الوطنية ،فأصبحت مع مرور الأيام وزارة التعليم فقط.
جربت كل طرق التدريس المستوردة علينا ،فعلا لقد كنا ولا زلنا حقل تجارب .
التلميذ ـــ المدرس ـــ المقرر ـــ الوسائل التعليمية ـــ مقر الدراسة (المدرسة،الساحة ،قاعة الدرس ،قاعة المكتبة،قاعة الأنشطة ) أو ما يسمى فضاء المدرسة ـــــ المناهج والطرق التربوية ــــ كل هذه النقط مرتبطة بما بعدها وهو ما ذل بعد؟؟؟؟
ماذا بعد التمدرس والحصول على الشواهد والدبلومات ،اهي الا عتصامات في الرباط أم أفواه الحيتان في البحر ،أم الحريق…..
يجب أن تكون الاصلاحات شاملة وجدية « ان يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتكم خيرا »
لما أرمغاربة تصفية الاستعمار الفرنسي هبوا هبة رجل واحد في كل بادية ومدينة ولما أراد الملك الراحل الحسن الثاني بالقيام بالمسيرة الخضراء الجميع انخرط وعن طواعية في تحرير أراضينا الصحراوية ،ولما اراد أن يبني أكبر معلمة دينية في المغرب « مسجد الحسن الثاني » ،ساهم المغاربة ذكورا واناثا في البناء والدعم ،والآن ننتظر هبة العقلاء لانقاذ هذه الكارثة أو هذه المصيبة.