Home»Régional»من كمال المرأة تشبثها بطبيعتها الأنثوية

من كمال المرأة تشبثها بطبيعتها الأنثوية

0
Shares
PinterestGoogle+

من المعلوم أن الله القيوم عز وجل خلق الإنسان في أحسن تقويم ؛ وأحسن التقويم أو القوام هو حسن الصفة سواء كانت طولا أو غيره لقوله جل وعلا : { لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم}؛ كما أن أحسن تقويم تعني الكمال النسبي لأن الكمال المطلق لله تبارك وتعالى. و الكمال لا يكون إلا بملازمة الطبيعة والجبلة والفطرة وعدم تجاوزها بزيادة أو نقصان.
وإبليس اللعين لما أراد السوء بالإنسان حسدا من عند نفسه هدده في كماله كما جاء في الذكر الحكيم:
{ لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولأمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولأمرنهم فليغيرن خلق الله }. فتغيير خلق الله هو إلحاق النقص به ؛ وهو التردي كما وصفه الله تعالى { ثم رددناه أسفل سافلين } وأسفل السافلين عبارة عن انحدار في سلم الكمال.
ومن كمال المرأة طبيعتها الأنثوية سواء تعلق الأمر بتقويمها المادي أم المعنوي.فقد خلقها الله تعالى في أحسن تقويم أي في كمال ؛ ولكن الشيطان يحاول النيل من كمالها ليغير منه ؛لهذا تلحق اللعنة كل امرأة غيرت من طبيعتها كما جاء في الأثر : ( لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال } واللعن هو الطرد والإبعاد من الله أو من رحمته وخيره.
ومن التشبه بالرجال تغيير التقويم الأنثوي شكلا ومضمونا ؛ وهو الاسترجال.

ومن الغريب أن يعاب على المرأة كمالها وهي تتشبث بطبيعتها بدون إفراط أو تفريغ فمثلا المرأة مجبولة على الغيرة؛ وهي طبيعة متأصلة فيها؛ فإذا ما تغيرت هذه الطبيعة حصل نقص في كمال المرأة. وهذه الغيرة هي التي تجعل المرأة تصدر عنها تصرفات معينة في بعض الأحوال؛ ولا يقبل ذلك منها بعض الناس لجهل بطبيعتها أو تجاهل لها. فالمرأة مثلا تغار من امرأة تشاركها الزوج إلى درجة نعتها بالضرة أي المتسببة في الضرر؛ مع أن المشاركة في الزوج تشريع إسلامي شرعه الله تعالى؛ وهو من أحسن التقويم. والغيرة في حال التعدد مقبولة دون أن تكون سببا في ضرر يلحق طرفا من الأطراف. ولنا في قصة أم المؤمنين عائشة مع أم المؤمنين جويرية رضي الله عنهما عبرة ؛ وهما نموذجان للمرأتين الكاملتين . قال ابن إسحاق في رواية عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت ؛ وهي تروي قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم مع جويرية رضي الله عنها : ( كانت جويرية امرأة حلوة مليحة ملاحة لا يراها أحد إلا أخذت بنفسه … فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها صلى الله عليه وسلم ما رأيت ……) لقد كانت عائشة رضي الله عنها كاملة عندما لزمت طبيعتها الأنثوية فكرهت امرأة رأى منها الزوج المحبوب حلاوة وملاحة تأخذان بنفس من يراهما.وتعبير عائشة رضي الله عنها عن كراهيتها لجويرية لا تعني الحقد ؛ ولو كانت الأمر كذلك لما اعترفت لها بالحلاوة والملاحة لأن الحقد يبخس من يتسلط عليه حقوقه . فهي قد أقرت واعترفت بكمال جويرية الخلقي ـ بفتح الخاء ـ ؛ وهو كمال منافس لكمال عائشة ؛ مما يفضي إلى المنافسة من أجل مرتبة الأكمل ؛ وهو ما كرهته عائشة رضي الله عنها ؛ وهذه هي الطبيعة البشرية في حال المنافسة ؛ وهي من الكمال ؛ فلو انتفت المنافسة لتغيرت الطبيعة ؛ ولحصل التردي إلى أسفل سافلين بعد أحسن التقويم . فلا يلج أحد من البشر سواء كان ذكرا أم أنثى مجال المنافسة في أمر من الأمور إلا وهو كاره لها لأنه يتمنى درجة الكمال قبل غيره وهذه طبيعته ؛ فلا تثريب على أم المؤمنين ؛ ولا مبرر لتحوير كراهة المنافسة لتبرير الحقد في حال التعدد بين الزوجات كما قد يساء فهم قصة أم المؤمنين عائشة مع أم المؤمنين جويرية رضي الله عنهما .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. أحمد صبار
    13/02/2008 at 20:59

    شكرا لك على هذا الموضوع ، لكن دعائنا واحد هو  » الله يجيب اللي يسمعلك »

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *