Home»Régional»النص: تزفتان تودوروف Dictionnaire encyclopédique des sciences du langage, éd. du Seuil

النص: تزفتان تودوروف Dictionnaire encyclopédique des sciences du langage, éd. du Seuil

0
Shares
PinterestGoogle+

النص (1)

-1-

النص:

إن الألسنية تحدد موضوع بحثها في الجملة؛ و كأقصى حد، كما هو الشأن عند سوسير، فإن ما يمكن معرفته ألسنيا، حدوده الكلمة أو المركب(syntagme).أما البلاغة الكلاسيكسية فقد أرادت تقنين بناء الخطاب، لكن كل من مقصدها المعياري وعدم اهتمامها بالأشكال الفعلية الملموسة، جعلا من إرثها يحتوي على تعليمات قليلة قابلة للاستعمال. وأخيرا فإن الأسلوبية كما نظر لها بالي، اهتمت خاصة بتداخل الكلام والتكلم(énoncé/énonciation) بدلا من تنظيم الكلام نفسه. وهكذا فقد نتج عن كل هذا فراغ في نظرية النص؛ تلك النظرية التي لم تسد ثغراتها كل الملاحظات المشتتة المبداة من طرف الأدباء.

إن مفهوم النص لا يتموقع بنفس مستوى الجملة (أو المقول proposition إلخ..)؛

وبناء عليه، فإنه يصبح من الضروري التمييز بين النص والفقرة التي تعتبر كوحدة طباعية (typographique) لعدة جمل. يمكن إذن للنص أن يتطابق مع جملة كما يمكنه أن يتطابق مع كتاب بأكمله؛ ويقوم تحديده على استقلاليته وعلى إغلاقه (مع العلم أنه بمفهوم آخر، فإن بعض النصوص تعتبر غير "مغلوقة")؛ فهو بهذا المعنى يشكل نسقا خاصا به، لا يجب مقارنته بالنسق الألسني. لكن من الضروري ربطه بهذا الأخير: وتكون هذه العلاقة، علاقة تقارب وتشابه في نفس الوقت. وحسب مصطلحات يمسليف (hjelmslev)، فإن النص نسق تضمني (connotatif)، لأنه في المرتبة الثالثة بالنسبة لنسق دلالي آخر. إذا ميزنا في الجملة الفعلية بين مكوناتها الفونولوجية والتركيبية والدلالية، فإننا نقوم بنفس العملية على مستوى النص، لكن من غير تواجد هذه المكونات في نفس المستوى. وهكذا، فإننا نشير إلى الهيئة الفعلية(aspect verbal) فيما يخص النص، والتي تتكون من جميع العناصر الألسنية الخاصة بالجمل المكونة لها (فونولوجية، نحوية إلخ..)؛ وإلى الهيئة التركيبية (aspect syntaxique) لكن ليس بالرجوع إلى تركيبة الجمل وإنما إلى العلاقات الكائنة بين الوحدات النصية (جمل، مجموعة جمل إلخ…) ؛ وأخيرا إلى الهيئة الدلالية (aspect sémantique)، كمنتوج معقد لمحتوى دلالة الوحدات الألسنية. كل هيئة إذن إلا ولها إشكاليتها الخاصة بها وتؤسس لأحد أكبر أنماط التحليل النصي: التحليل البلاغي و السردي والموضوعاتي.

لابد من الإشارة أولا إلى أن الدراسة الشمولية للنص كما تم تصويرها، لا تتقلص إلى ما أسماه بعض ممثلي الألسنية التوزعية (linguistique distributionnelle) إلى تحليل الخطاب (ز. هاريس Z. Harris وتلامذته) والذي يتجلى في منهجية تقسيم النص إلى عناصر (عادة إلى مستوى مركب واحد أو أكثر) مجموعة في أقسام متكافئة لها نفس المعنى أو لا. بحيث توصف بعض الجمل (التي تحتوي على عناصر متكافئة أو غير متكافئة) وكأن لها فيما بينها علاقات تحويلية (مع ضرورة تمييز هذا المفهوم عن التحويلات التوليدية والتحويلات الخطابية). وقد تمت بالفعل بحوث موازية على عناصر الجملة التي تحتوي على مرجعية الجملة السابقة : أداة تعريف أو تنكير، الضمائر إلخ…

إن الهيئتين، الدلالية والفعلية لنص ما، تثير مشاكل لا بد من دراستها في سياقها الخاص بها. وللإشارة فإن الدراسات النادرة التي لامست الهيئة الدلالية للنص، فعلت ذلك من منظور قويلبي (1)(tagmémique). أ.ل. بيكر A.L. Becker حلل خطابات من نمط "المحاضرة" واستخرج بيانان رسميان: موضوع – تقليص – تصوير؛ و: مشكل – حل. وكل رسم يتغير عن طريق عمليات الإزالة والتعبير والإضافة والتوافق. ويمكنهما المعاودة أو التناوب.

ونقتصر في الصفحات التالية على دراسة هيئة المركب الخاصة بالنص.

وقبل الشروع في هذا التحليل، لا بد من الإشارة أيضا، أنه منذ سنوات يحاول بعض الباحثين من فرنسا، ومن منظور سيميوتيقي (ج. كريستيفا J.

Kristevaإلخ…) إعداد نظرية شمولية للنص لكن اتخذ هذا المفهوم معنى أكثر خصوصية، وبالتالي أصبح غير قابل أبدا، للتطبيق على كل متتالية منظمة لمجموعة من الجمل.

إن دراسة الهيئة التركيبية النصية تستند على التحليل المقولاتي الذي يساعد على تقليص الخطاب إلى مقولات منطقية بسيطة، مكونة من فعال (agent) ومسند(prédicat) أو من عدة فعالين (مثلا : فاعل ومفعول) ومسند، حسب النموذج المقولي المختار. ووجود مسندين – اللذان يمكن أن يكونا إما محمولات (attributs) أو أفعال – يعني وجود مقولين. وهكذا فالجملة: "يبكي الطفل"، ما هي إلا شكل ألسني مختلط من وجهة نظر منطقية، لمقولين متتاليين: "x يبكي" و "x طفل" والمقول يوازي ما يسميه ج. دوبوا J. Dubois بالجملة الدنيا. واعتمادا على ما سبق، يمكن دراسة العلاقات التي تتشكل بين المقولات.

يمكن لهذه العلاقات أن تتشكل على ثلاثة أنماط وتحدد ثلاثة مستويات للنص (غالبا حاضرة داخل نفس النص). ثمة المستوى المنطقي الذي يجمع كل العلاقات المنطقية بين المقولات: السببية؛ الفصل؛ الوصل؛ الإقصاء؛ الاحتواء. أما السببية التي تتخلل بشكل خاص، الحكايات، فهي ليست بمفهوم بسيغ إنها تجمع بين ظروف الوجود والخلاصات والحوافز إلخ..، أما علاقات أخرى من مثل علاقة الاحتواء، فإنها تتخلل خاصة الخطاب الديداكتيكي (القانون، المثال).

ثم المستوى الزمني المشكل من تتالي الأحداث الواردة في الخطاب. إلا أنه لا يمكن الكلام عن هذا المستوى إلا عندما يتعلق الأمر بخطاب مرجعي (تمثلي)، يأخذ بعين الاعتبار البعد الزمني، مثل التاريخ أو الحكي؛ لأنه غائب عندما يتعلق الأمر بخطاب لا تمثلي (مثل الشعر الغنائي) وكذلك بخطاب وصفي ( مثل الدراسة السوسيولوجية التزامنية). أما بعض أنماط النصوص من مثل، سجل المتن journal de bord والمفكرة اليومية، والمذكرات، والسيرة الذاتية (أو السيرة) فكلها تخضع لهيمنة المستوى الزمني.

ونتحدث أخيرا عن المستوى الفضائي عندما لا تكون العلاقة بين المقولات منطقية و لا زمانية، لكن تكون علاقة تشابه أو غير تشابه. وفي نفس الوقت، يدل هذا النمط من العلاقة، في حد ذاته، على نوع من "الفضاء". وهكذا يعتبر الإيقاع الشعري كمثال على المستوى الفضائي.(يتبع)

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *