نقد النقد أوالحقد على النقد الصريح
من آفات الثقافة المغربية والنقد خصوصا طغيان الكتابات الزبونية والتزلفية التي أفسدت كل شيء؛ وجعلت بعض الشويعرين الذين لما تكتمل أسنانهم الحليبية في الظهور بعد يصدقون أنهم شعراء، حتى إذا ووجهوا بمقال صريح (وهم الذين تعودوا على التصفيق والتهليل من قبل بعض المنافقين الذين لا يسعون إلا إلى قضاء مآربهم) ذُهلوا وسنوا سكاكينهم الخشبية ليشرحوا المقال وصاحبه غير مصدقين أنّهم وُضعوا في ميزان نقد لا يجامل ولا يهادنُ، ولا يمكن أن يكتبه إلا من له غيرة على الإبداع ومن ضاقت نفسه درعا بالكذب الإبداعي والنقدي. ويتساءلون كيف يمكن أن نُشَرَّح ونُمَلَّح على عيون الأشهاد بهذا الشكل .ونحن نشرف على القسم الثقافي في صحيفة يتتودَّد ويتذلل الكثير من أجل النشر فيها .كأنهم لا يعرفون أنهم مجرد أدوات صغيرة وديكورات وضعت على الواجهة؛ والقرار راجع لمن يتحكم في خيوط الدُّمية ويجيد التحكم واللعب بها.
….لست سوى دمية ياصغيري ، وتدَّعي أنك مطلع على تاريخ الأدب المغربي؛ وأن الناقد يحتاج إلى أدوات النقد الرصينة والمثقلة بالتراكم المعرفي ،ولغتك تنضح أخطاءًَ ،أحاسب عليها تلامذتي في القسم السادس .أتريد أن تعرف بعضها : إليك إذن ما ارتكبته في مستهل عمودك الأسبوعي بلغتك الخامجة (جذلانًا استلمت…) بربك يا شويعري ،أشاعر يرتكب هذا الخطأ ؟ عد إلى باب الممنوع من الصرف لتعرف أن (جذلانَ : صفة لمذكر على وزن فعلان مؤنثها فعلى ) .أتريد المزيد ؟ إليك ماجاء في عمودك الحاقد على مقالى الصريح (أخلاقي) أتعرف باب النسبة يا شويعرا ضللته بعض المقالات المتزلفة والتافهة ؟عُد إلى هذا الباب لتعرف أن الجموع ترد إلى مفردها ثم تتم النسبة إليها .قُـل : (خُلُقي) يا هذا! ووالله لو كنت أجمع وأهتم بما تنشره لأعددت لك جدولا…هذا فضلا عن العبارات التي تريد ،من خلالها أن تشعر القارىء بأنك متضلع في التعبير الاستعاري : وما هو استعاري بل وسيلة للهروب من الكتابة ذات المعنى.
ووالله لو كنت أجمع نصوصك (هذياناتك وتلعثماتك) ، كما أجمع قصائد الكثير من شعراء جيلك بكل اعتزاز ومحبة؛ كقصائد عبد الرحيم سليلي وجمال الموساوي وعلي العلوي ومصطفى ملح وميلود لقاح ومصطفى بدوي وأبي بكر متاقي ….لأضحَكتُ عليك الجن والإنس والعرب والعجم والبربر ومن جاورهم من ذوي السلطان الأكبر ! يا من يحتاج إلى عكاز للرقص على (فاعل) و (فعولن) لا غير!! وأدخلتك إلى( مصحَّاتك الجحيميّة ).
أين كُنت قبل أن تتحول إلى دمية، وقبل أن تقدم شهادتك الصغيرة إلى إدارة مشغليك ليشترطوا عليك الانضمام إلى الحزب، وتذعن للشرط بعد أن تأكدت أن ذلك بمثابة عبارة (إفتح ياسمسم !)
أتحدَّاك أن تثبت شاعريتك ، وتفرض نفسك مبدعًا بعيدًا عن هذه البروتوكولات الخاوية والمَرَضيّة .
إن مقالك الحاقد دليل على أنك ذُهلتَ ، لأنك تقرأ لأول مرة مقالا صريحا وموضوعيا يتناول خزعبلاتك عكس ما كتبه – للأسف – من أحترمهم وأقدر ثقافتهم ؛ كعبد السلام المساوي وعلى القاسمي وحسن الغرفي ،الذي جعلك من طينة (الشعراء الكبار)!!! ولعمري ما ذلك بصحيح.
Aucun commentaire