Home»National»« عين الصفا » تغرق في فضلاتها…

« عين الصفا » تغرق في فضلاتها…

0
Shares
PinterestGoogle+

  « عين الصفا » تغرق في فضلاتها 

استبشر الجميع خيراً بعدما دخلت المعدات والشاحنات إلى قريتنا الحبيبة لقد كانت بمثابة فتح مبين،مشاريع تهيأت المجال الحضري من طرق معبدة،الواد الحار و ساحات جميلة للتنزه كان كل شيء يبدو جميلاً طبعاً على الصور والملصقات، انتهت الأشغال  بعدما عانت الساكنة الأمرين من سوء تدبير الشركات التي كانت مشرفة أنداك على المشروع،ذهبت المعدات وذهب معها الضجيج وعادت « عين الصفا » إلى هدوئها ألمعهود هذا الهدوء الذي لم يعمر طويلاً فما إن مرت بضعة أشهر أو بالأحرى بضعة أيام  حتى بدأت الانفجارات هنا وهناك لم تكن « داعش » ولا « جبهة ألنصرة » بل  كانت ناتجة عن الواد الحار تارةً،وعن المياه الصالحة للشرب تارةً أخرى، فالواد الحار كان حاراً جداً فلم  تستحمله الأنابيب ولا الخزان الذي يبدو كان أصغر مما يتحمل  فتدفقت المياه العادمة لتسقي الحقول المجاورة بما تيسر من البول والغائط ولتنتشر الرائحة الكريهة التي غطت  رائحة النعناع وأقلقت الموتى في مرقدهم في المقبرة المجاورة لهذا الخزان،إلى أن استيقظ المجلس ومعه السلطة المحلية على وقع الزيارة الملكية فسارعوا إلى وقف الكارثة عبر عملية ترقيعية ناجحة أدت إلى إنفجار القناة في مكان غير بعيد هذه المرة عن السكان ليجعلهم عرضة للأمراض، وهذا طبعاً ليس بسبب عدم كفاءة الشركة التي كانت مشرفة على المشروع ولا بسبب إهمال وتقاعسالمجلس ألجماعي، حاشى لله، بل السبب في فضلاتنا التي كانت أقوى من ألازم،أما الطريق المعبدة فقد امتلأت بالحفر إلى درجة أنك قد تسقط في إحداها فتختفي تماماً عن الأنظار،والمسؤولية أيضاً تقع علينا فنحن « العروبية » لا نجيد مشيت الشيكي التي يتميز بها أهل المدينة مما جعل الطريق المسكينة لا تتحمل ضربات أقدامنا وكان على المجلس الموقر أن يعلمنا مشيت الشيكي قبل إنشاء الطريق « النيلو ».

أما الماء الصالح للشرب فلم يكن صالح حتى « للتسياق »،مما جعلنا نعود إلى عهد أجدادنا،حين كان الجميع يضطر إلى إرسال فلذات أكباده إلى العين من أجل الحصول على المياه العذبة وكان حينها « الزايخ » لحمار يلعب دوراً مهماً في النقل والتنقل وهو ما لم يعد متاح اليوم بعدما باع معظم السكان حميرهم حين غزت الصنابير منازلهم،ولهذا اقترح على المجلس الجماعي أن يقوم باستيراد بعض الحمير من إحدى القرى المجاورة قصد إعانة السكان في محنتهم هاته وسنكون له شاكرين، على الأقل يكون قد قام بعمل إيجابي وحيد طوال عمر عهدته التي قاربت على الإنتهاء.

            الكاتب: كمال عزام      

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *