تعدد الشماعات والهدف واحد
منذ أن أذن الله عز وجل لدين الإسلام بالظهور في حلته الختامية الأخيرة في خاتمة الرسالات و بواسطة خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام وأعداؤه يكيدون له ليل نهار. وقد تعدد هؤلاء الأعداء وتنوعوا وتنوعت مقولاتهم المستهدفة للإسلام والهدف واحد وهو النيل من دين يخرج العباد من الخضوع للعباد إلى الخضوع لرب العباد.
اتحد الكفر والإلحاد والشكر والنفاق؛ ومختلف الملل والنحل الضالة من أجل تحقيق هدف تعطيل شرع الله عز وجل للتمكين لغيره من شرائع الأهواء.
وتعددت المقولات فبعدما كانت التهم موجهة للنبي صلى الله عليه وسلم في شكل وصفات ملفقة مثل السحر والجنون والشعر وما إلى ذلك مما كان الملفقون يلفقون حسب الظرف آنذاك انتقلت الوصفات الملفقة إلى أتباعه فبدأت بصحابته الكرام وتوسعت دائرة التهم لتصير أمورا من قبيل الرغبة في كراسي الحكم .
وكلما تراخى الزمن ظهرت وصفات تهم جديدة ؛ فمنها ما يتخذ الاختلافات المذهبية شماعة ؛ ومنها ما يتخذ أحداثا بعينها شماعة كبيعة الصديق رضي الله عنه في سقيفة بني ساعدة ؛ وولاية عمر رضي الله عنه بعد ذلك ؛ والخلاف بين علي كرم الله وجهه ومعاوية رضي الله عنه ؛ على غير ذلك من الأحداث التي تصل شماعات لتكال التهم لدين الله عز وجل بما فيها أحداث ثانوية من قبيل قتل خالد بن الوليد لمالك بن نويرة المشهور بالجفول ؛ ذلك أن النيل من بطولات خالد رضي الله عنه اعتمد مقولة طمعه في زوجة مالك مع غض الطرف عن ردة مالك وموته بسبب ذلك ؛ إلى غير ذلك من الأحداث التي أخرجت من سياقها وتم تحويرها بطريقة تحقق الهدف المنشود ؛ وهو النيل من دين الله عز وجل.
ولقد تضافرت جهود كل من يهمهم هذا الهدف في عصر ومصر ؛ واخترعت التهم ضد الإسلام ؛ وكانت أبسط الطرق هي التركيز على النيل ممن ينتسب للإسلام للوصول إلى الهدف ؛ ذلك أن إثبات التهم للمسلمين هو في حد ذاته تجريم للإسلام لأن المسلمين المتهمين إنما نالوا نصيبهم من التهمة لمجرد انتمائهم ليس غير. وتلفيق التهم للمسلمين وقدها وفق مقاسات معلومة مقصودة يحقق للمغرضين هدفين من جهة النيل من المنتمين للإسلام كأشخاص ؛ والنيل من الإسلام كعقيدة حيث يتم الطعن في فهم بعض المسلمين لدينهم ؛ وهي تهمة سوء استيعاب وتمثيل الدين مما يوحي بأن الذين يكيلون التهم لهؤلاء المسلمين لهم فهم آخر صحيح واستيعاب جيد للإسلام مما يجعل الإسلام قابلا للفهوم المتعددة التي تصل حد التضارب والتناقض مما يسهل النيل منه نظرا لهذه الطبيعة غير السليمة.
وككل عصر ظهرت نابتة على حد تعبير القدماء في المجتمعات الإسلامية تروج لمقولات أعداء هذا الدين عبر وصفات أملتها ظروف العصر خصوصا بعد طغيان ملة الشرك والكفر والإلحاد من خلال العقائد الصهيونية الصليبية التي تكاتفها العلمانية وكثرت التهم الموجهة للدين خاصة الموجهة لمعتنقيه وكلها شماعات للنيل من الإسلام .
Aucun commentaire