العراق حقل تجريب وصفات الحقد الأمريكي ضد العروبة والإسلام
معلوم أن الحقد الأمريكي ضد كل ما هو إسلامي وعربي لم يعد حقدا مقنعا كما كان في سنوات الحرب الباردة وما قبلها بل صار صريحا لا يخجل من نقد.
ومعلوم أيضا أن الحقد الأمريكي ضد العروبة والإسلام ينطلق من مجرد أراجيف تعتمد كمسلمات وحقائق غير قابلة للمناقشة؛ ويستعمل الإعلام المغرض لترويج هذه الأراجيف على أساس أنها حقائق. والمقولة الأمريكية المرجفة الشائعة هي أن العالمين الإسلامي والعربي يضمان شريحتين من البشر أصدقاء يعول عليهم وأعداء يجب الحذر منهم بل يجب استئصالهم لأنهم مصدر تهديد للأمن القومي الأمريكي الذي يبدأ جغرافيا في الشرق الأوسط وينتهي في كل بقعة من العالم حسب المصلحة الأمريكية التي لا تقف عند حد من الحدود الجغرافية في هذا العالم.
ولقد كان الشرق الأوسط برمته حقل تجربة للحقد الأمريكي ضد العروبة والإسلام لكونه يجمع بين هذين الانتماءين المهددين للأمن القومي الأمريكي بمفهومه الواسع جيوسياسيا واقتصاديا. ولقد تم زرع البذور الأولى لحضانة صنف الأصدقاء من أجل استئصال صنف الأعداء من العرب والمسلمين انطلاقا من وضعية المنطقة إبان فترة الحرب الباردة ؛ حيث اعتمدت الولايات المتحدة على حلفائها من العرب والمسلمين في حربها الباردة ؛ واغتنمت فرصة انهيار خصمها الشيوعي الأحمر لانجاز تجربة تقوية الصديق من أجل إضعاف العدو. وأثمرت التجربة المخبرية في الشرق الأوسط ما سمي بمعاهدة السلام الموقعة في كامب دافيد والتي استهدفت استدراج أكبر قوة عربية في المنطقة كانت تقف في صف المعسكر الشيوعي الأحمر لتسهيل تطويع ما دونها. وسرعان ما فتر الغضب العربي والإسلامي ضد تجربة كامب دافيد التي فرخت باقي التجارب ؛ والتي رفعت رصيد الولايات المتحدة من الحلفاء والشركاء والأصدقاء العرب والمسلمين مما مكن لأمنها القومي خاصة في الشرق الأوسط ؛ كما قلصت من رصيدها من الأعداء ومكنت لسياسة استئصالهم.
وكباقي حقول التجربة الأمريكية الحاقدة ضد العرب والإسلام كانت تجربة العراق المتزامنة مع تجربة أفغانستان ؛ الأولى ضد العروبة والإسلام معا والثانية ضد الإسلام . بدأت التجربة المخبرية الأمريكية في العراق بدعاية مفادها أسلحة الدمار الشامل بناء على المعطيات الاستخباراتية الموجهة بعناية من أجل تحقيق رغبة استئصال الطرف العدو في العراق لصالح الطرف الصديق الذي تم نقله من المشاتل الأمريكية بعد إعداد مركز ودقيق اعتمد الخلافات الأيديولوجية النافخة في النعرات. ومباشرة بعد الغزو جاءت فكرة الاستئصال على لسان بريمر؛ وبدأ الاستئصال بفكرة محاكمة الرئيس صدام حسين باعتباره رمز الفئة العدوة ؛ والذي سلم عمدا وهو في وضعية أسير حرب حسب التصريحات الأمريكية نفسها للعناصر التي أعدت في المشاتل خصيصا لتفعيل فكرة الاستئصال ذات الجذور الأيديولوجية التاريخية الراسخة في ذهنية هذه العناصر. واستمرت فكرة الاستئصال بتطبيق قانون بريمر القاضي باجتثاث عناصر حزب البعث العربي العراقي المتناقض مع قيم التعددية والديمقراطية وحقوق الإنسان بما فيها حق الاعتقاد والرأي والتعبير. ولما فشلت هذه التجربة المخبرية أوحت الولايات المتحدة للعناصر المشتلية الموالية لها باستبدال قانون الاجتثاث بقانون المساءلة ؛والذي طرح فيما يسمى البرلمان العراقي للمناقشة ؛ ورحب به الرئيس الأمريكي وهو في جولته التحريضية الحالية في الشرق الأوسط. وتجربة المساءلة هي عودة لصيغة المحاكمة على غرار محاكمة الرئيس العراقي صدام حسين للتمويه على فكرة الاستئصال الممجوجة لدى الرأي العام العالمي؛ علما بأن المساءلة هي أبشع استئصال يتم تحت غطاء العدالة الموهومة.
ولقد أجرت الولايات المتحدة تجارب مخبرية أخرى في الحقل العراقي نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر تجربة ما سمي بمجالس الصحوة من أجل تقوية الطرف الحليف المساعد على تخفيف الخسارة الميدانية ماديا ومعنويا.
والولايات المتحدة عاكفة الآن على تجارب مخبرية أخرى في منطقة الشرق الأوسط خصوصا في فلسطين ولبنان لنفس الغاية عن طريق أراجيف أسلحة الدمار الشامل ؛ ومساندة الإرهاب. وما زيارة الرئيس بوش لبعض دول المنطقة سوى تجارب من أجل تقوية شوكة الحلفاء الضامنين لأمن الولايات المتحدة في المنطقة من خلال الدعاية المغرضة والمروجة لمقولة أسلحة الدمار الشامل الإيرانية التي لن تختلف عن أسلحة الدمار الشامل العراقية.
وإلى أن تقول الشعوب العربية والإسلامية كلمتها وهي الفيصل فستظل المنطقة العربية والإسلامية حقل تجارب لوصفات الحقد الأمريكي على العروبة والإسلام.
2 Comments
ajouter un commentaire sur lequel nous serons d’accord si non
le commentaire qui ne sera pas d’accord avec le texte risque biensur de ne pas apparaitre.
dans ce cas il faut tojours etre d’accord avec les ides des arabo musulmans. malgré tout.