دورالمنبر الإعلامي بين جهل ووعي
لا زال الكثير من الناس لم يدركوا بعد دور المنبر الإعلامي المتمثل في البحث عن الحقيقة مهما كانت ؛والكشف عنها لغرضين اثنين : إما بيان قضية إيجابية فيها خير للناس ؛ أو الكشف عن قضية سلبية فيها ضرر يلحق بالناس ؛ مهما كانت طبيعة القضية من حيث التصنيف السياسي ؛ أو الاجتماعي ؛ أو الاقتصاد ؛ أو التربوي ؛ أو الديني …..إلخ
والمنابر الإعلامية المكتوبة والمسموعة والمشاهدة عندما تقدم موادها الإعلامية لا تستهدف أصحاب القضايا المطروحة في حد ذاتهم ؛ وإنما تستهدف القضايا في حد ذاتها و التي تمسهم ولها علاقة بهم ؛ ولكن لا زال الكثيرون لا يميزون بين القضية والشخص الذي له علاقة بها ؛ لهذا كل نقد يوجه لقضية ما سواء كان قدحا أو مدحا يعتبر عند هؤلاء نقدا يمس شخص من له علاقة بالقضية كإنسان لا كقوة فاعلة .وشتان بين شخصية الفاعل وفعله ذلك أنه قد يصدر الفعل المعين عن شخص له من الصفات والسجايا ما لا يستوجب تجريحا وطعنا ولكن هذا الفعل لا يعتبر مقبولا عند الناس نظرا لاختلاف القناعات بينهم وتباينها؛ فما يراه البعض حقا يعتبر باطلا عند البعض الآخر .
والمنابر الإعلامية على اختلاف أنواعها عندما تنقل الخبر تتحرى ما في وسعها وطاقتها ما أمكن من الدقة في النقل ؛ ولا يمكن أن تتأتى لها الدقة المتناهية مهما كانت الإمكانات والطاقات ؛ لهذا ينطبق عليه القول المشهور : حاكي الكفر ليس بكافر ؛ بمعنى إذا كان الخبر كذبا ؛ فمسئوليته تقع على مصدره لا على الوسيلة التي نقلته. وكم من منابر إعلامية ذات شهرة تنقل الخبر حتى إذا تبين كذبه نفته للتو ؛ أو نفته منابر أخرى للتو نيابة عنها ولا يمس ذلك مصداقيتها إذا تبين مصدر الخبر.
ومما يظنه الكثيرون أن كل من شارك بمقالات في منبر إعلامي محسوب على الصحافة؛ والحقيقة أن الصحفي هو من كان شغله العمل الصحفي؛ وله انخراط في هيئة صحفية معترف بها؛ وله تخصص. ولا يمكن أن يكون الصحفي وحده هو صاحب المواد الإعلامية المتنوعة التي تنشر في المنابر الإعلامية ؛ بل المنابر تنشر لعامة الناس ؛ ولا يمكن أن يكون عامة الناس صحفيين لمجرد نشر مشاركاتهم في هذه المنابر.
وكثير من الناس لا يملكون من المواقف تجاه ما ينشر سوى فكرة الاستئصال والإقصاء ؛ فكلما نشر ما لا يوافق أهواءهم ؛ أوما يدين سلوكا من سلوكاتهم أو يدين السلوكات التي يتعاطفون معها سارعوا للمطالبة بمنعه من الظهور على المنابر الإعلامية ؛ وكأن هذه المنابر وجدت خصيصا لتحقيق رغباتهم ؛ وخدمة قناعاتهم الخاصة ؛ وهذا جهل واضح بطبيعة هذه المنابر التي تعكس الواقع بكل اختلافاته وتناقضاته وتنوعاته . وإقصاء منتوج من المنتوجات الإعلامية من منبر إعلامي لا يعني إقصاء قضية المنتوج من أرض الواقع ؛ ومن حياة الناس ؛ بل يعني انحياز المنبر لرغبة استئصالية صادرة عن جهة من الجهات قد مس المنتوج الإعلامي مصالحها بشكل من الأشكال ؛ أو خالف معتقداتها .
ولازال الكثيرون يستغربون أن تصدر عن القلم الواحد انتاجات إعلامية متعددة تمس العديد من جوانب الحياة ؛ ومن هؤلاء من يريد إلزام القلم الواحد بنوع واحد من الإنتاج ؛وكأن الحياة فيها أمر واحد ؛ أو كأن الناس في هذه الحياة لا يهمهم إلا أمر واحد منها لكل واحد منهم.
ولا زال الكثيرون يستنكرون تعدد الإنتاج الإعلامي في موضوع واحد ؛ ويعبرون عن امتعاضهم لمجرد أن موضوع الإنتاج لا يستأثر باهتمامهم ؛ وهؤلاء كأنما يقيسون الناس على أنفسهم ويقدون اهتمامات الناس على قدهم ومقاسهم ؛ ويتحولون إلى ما يشبه سلم رختر لقياس الهزات ليقسوا أفكار الناس بمقياس أفكارهم.
إن ترسيخ الثقافة الإعلامية في مجتمعات حديثة عهد بها يتطلب وقتا طويلا وجهدا مضنيا وصبرا من المسئولين عن المنابر الإعلامية حتى يستأنس المستوحش منها؛ ويألف النافر منها؛ ويدرك دور المنابر الإعلامية من لا عهد له بها.
Loading...
9 Comments
كل ما استعرضته ينطبق عليك انت ايها الصحفي والفقيه والمربي وال……
ان لم تستحيي فافعل ماشئت
اما آن لك ان تصمت لتستريح وتريح …الكثير من الناس هجروا الموقع بسبب كتاباتك التافهة
هل تعتبر يا استاذ شركي من يقضي ليله ونهاره في سب وشتم الناس قد ادرك دور المنبر الاعلامي ام انه لايزال في حاجة الى شتمهم وسبهم بشتى النعوت التي يتقزز المرء من ذكرها ؟
الحقيقة ان الاستاذ قدوري اعطاك اكثر مما تستحق في موقعه الذي نفتخر به ولكن ما اخشاه ان تكون سببا في هجر العديد من قرائه والمتفاعلين معه كما ذكر الاخ الاستاذ . ان كتباتك الاستاذ الشركي مملة وفجة لاتفيد في شيء وهي تضر اكثر مما تنفع . خلط وهيجان واضطرابات في المواقف لاتهدا على حال اليوم تمدح وغدا تهجو . تتحامل وتسب . تتعاظم وتنتفخ ….. ف….لله الامر من قبل ومن بعد ….
الكثير مما قلته منقول حرفيا ..من مصادر معروفة ..و لكنك حرفته لينسجم مع هواك . فلماذا تعيب على الناس ما تحلله لنفسك ..؟ و لماذا لا تتقي الله و تترك عنك هذا المنبر الإعلامي الذي نفرت منه الناس..ارجع إلى ولي نعمتك و لازم مجلسه أفضل لك و للقراء..
تقبل هذه النصيحة تسلم.
اتق الله في نفسك وفي عباد الله،وحاول ان تراجع ما تكتب قبل نشره،وزنه بميزان العقل والاعتدال .فانت كثيرا ما تطرح قضايا هامة ولكنك لا تتحمل رأي من يخالفك فتنزل عليه بالتقريع والتجريح وما شابه ذلك.لقد تابعت مسارك في دنيا الوطن وقد كنت في وضع لا تحسد عليه بسبب ما اشرت اليه.ارجو ان تستمر في كتاباتك وان تغير اسلوبك في المناقشة مع القراءما دامت تعليقاتهم قابلة لموافقة رأيك او مخالفته دون سب او شتم او ادنى اساءة.
شكرا أستاذ شركي على الموضوع , أنا لدي إنتقاد لاذع لموقعكم لأنه يستعرض فكرا واحدا و هو فكر العصور الوسطى و ترفضون كل فكر حر حداثي تقدمي , ينتقد مسائل من الوقائع , أنا آسف إن قلت أن منبركم الإعلامي ليس منبرا حرا , و مع إحتراماتي , فعندما يكتب شخص مقالا في جريدتكم و لا تنشرونه علما بأنه يعتبر من حقوق النشر فعدم إدراجه معناه سرقة فكرية إلا إذا كان مبررا ذلك , أتمنى أن يكون منبركم يضم الجميع على مختلف إديولوجياتهم , لأنه لا نجاح لأي منبر إعلامي دون وجود تنوع في نوعية مقالاته , لكن إن كان هذا الموقع في ملكية( الشيخ أسامة بن لادن) فأنا لست على علم بذلك . أقول كلامي هذا من أجل إظهار أخطائكم و تصحيحها إن كانت آرائنا لها قيمة .
مع إحتراماتي
وما ذا فعلت أنت ايها الأستاذ ،فبدل التجريح خذ موقعا مميزا لك في وطنك وافعل شيءا تلقى به ربك ،واستعد ليوم العرض الأكبر الذي لا ينفعك فيه فعل الناس بل ماذا فعلت وقدمت انت .
لن يحاسبك الله ياأستاذ لأن الأستاذ الشركي قال أو لم يقل بل سيسألك عن أفعالك أنت وأقوالك أيضا ،فاذا لم يعجبك كلام السيد فاتركه وشأنه واحسبه من الجاهلين أو من الحمقى وكن أنت من العاقلين وقدم لنا شيئا نذكرك به وتذكرك مدينتك وبلادك .
أيها الأستاذ ،ألا تعلم أن الأمية ضربت أطنابها في بلادنا ورجال التعليم يملئون المقاهي ولولاهم لأفلس العديد من أصحاب المقاهي ولأغلقوها .
أنا رجل تعليم مثلك ولن أبوح لك بما أفعل فهذا بيني وبين ربي الا ما لم استطع اخفاءه ،لكني استحيي عندما أمر في الشارع وأرى في كل مقهى رجال التعليم ،وأقول لنفسي لو أن كل واحد تطوع بساعتين في الأسبوع لوجه الله لمحو الأمية لكان الخير الكثير لكن هؤلاء يعيشون في واد وهموم الوطن في واد آخر.
الله يهدينا يا أخي الأستاذ ،واكتب ما ينفعك وابتعد عما لا ينفعك بل قد يضرك .
متى ستقلع يا سيد شركي عن هذه العادة السيئة والهواية المقززة والمنفرة وهي التطاول والقذف والتجريح ،وهي ممارسات غير سوية ترفضها ،بل وتنبذها جميع الديانات والاعراف والقيم الانسانية.
إلى الأستاذ التافه حقا وحقيقة أتحداك أن تكتب سطرا واحدا أو على الأقل تكشف عن هويتك التافهة جبان وسليط لسان