سنة جديدة تحل والأمة على حالها
إذا كانت الأمم تترقب حلول كل سنة جديدة بتغير الحال؛ فإن أمتنا لها حال ثابتة؛ ومن سوء الحظ أنها أسوأ الأحوال على الإطلاق. أمة تجمعها آخر رسالة سماوية مهيمنة على سابقاتها بمرونة تشريعها ؛ وواقعيته ؛ ومناسبته لكل الأحوال والظروف ؛ و صلاحيته لكل الأجناس والأعراق؛ ومع ذلك فشلت هذه الأمة في توفير الحد الأدنى من التقارب بين أوصالها الممزعة.
مصيب كل الإصابة من يعتقد أن سر وحدة أمة الإسلام هو خلاص فلسطين من براثن المحتل الغاصب. والمحتل تنبه قبل إنشاء وطنه الزائف إلى هذه الحقيقة؛ فعمد إلى قلب العالم الإسلامي النابض فسيطر عليه ليخضع بعد ذلك كل العالم الإسلامي. لقد جرب العدو سياسة التفرقة في القلب النابض قبل أن يصدرها إلى باقي أرجاء العالم الإسلامي. فرق الأرض بعد اختزالها إلى ضفة وقطاع ؛ واعتمد كل أنواع التفرقة وبكل الوسائل المتاحة من أسلاك شائكة وجدران الخرسانة المسلحة ؛ وتصاريح المرور؛ والتمييز بين شيوخ وشباب الأمة في حضور صلاة الجمعة في بيت المقدس ؛ والتمييز بين المعتدلين والمتطرفين ؛ وبين المسالمين والمحاربين ؛ والمفاوضين والمقاطعين ؛ حتى صارت السمة الغالبة في القلب النابض التفرقة في كل شيء ؛ بل وفي الشيء الواحد بشتى الوسائل.
وتم تصدير التفرقة من القلب النابض إلى باقي العالم الإسلامي فظهرت الأسلاك الشائكة ؛ والجدران الإسمنتية وتصاريح المرور بين أطراف البلاد الإسلامية حيثما وجدت ؛ وساد التمييز بين أفراد الأمة ذات الرسالة الواحدة ؛ فصار فيها المعتدل والمتطرف والمسالم والإرهابي المحارب ؛ والمفاوض والمقاطع والمقبول والمفوض والصديق والعدو. وانتقلت التفرقة من مستوى الأقطار المتعددة إلى مستوى القطر الواحد على غرار ما حدث في القلب النابض الذي كان حقل تجربة تم تعميمها بعدما تأكد العدو من جدواها.
ونحن نودع عاما ونستقبل آخر لا يسعنا إلا أن نؤكد المقولة الصحيحة التي لا يماري فيها إلا عدو أو مؤيد عدو؛ وهي أن وحدة الأمة رهينة بوحدة القلب النابض ؛ فمتى زالت مظاهر التفرقة في القلب النابض زالت في الأمة برمتها ؛ ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. لقد صار المترقب هو التغيير؛ فلا تزول حال وتحل محلها غيرها إلا بتغيير؛ وجسم الأمة كالجسم الآدمي فيه مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله؛ وإذا فسدت فسد الجسد كله. فبصلاح حال فلسطين يصلح حال العالم الإسلامي وبفسادها يفسد؛ وبضياعها يضيع.
2 Comments
Une remarque, je crois déjà si on parlent de la nation « Omma », il vaut mieux penser à conter à partire de l’Higer (calandrier musulman), je dis ça pour atirer l’attention au comencement de l’année Higer qui sera après une semaine d’ici. Donc meilleurs voeux !.
UNE REMARQUE PERTINANTE SAMIR MERCI ET BONNE ANNEE