Home»Jeunes talents»ورقة تقنية لمسرحية: » حقوقيات « 

ورقة تقنية لمسرحية: » حقوقيات « 

1
Shares
PinterestGoogle+

ورقة تقنية  لمسرحية: » حقوقيات  »
تأليف وإخراج لحسن قناني
– تشخيص:
ü    -يوسف عليلو.
ü    -محمد دويدو.
ü    -أمين الصادق.
ü    -عبد الله بوجرودن.
– المحافظة العامة: الأستاذ محمدين قدوري.
تتكون مسرحية حقوقيات من ثلاثة مشاهد تجمع بينها ثيمة الحق وذلك على الشكر التالي:
– المشهد الأول: « آعتصام في الأرحام » .
تدور أحداث  مشهد « اعتصام في الأرحام » كما تدل على ذلك صيغة العنوان، حول جنين من أبناء الطبقات الدنيا الأكثر عوزاً وهشاشة، يعتصم برحم أمه رافضا « المغادرة الطوعية » رغم أنه آستوفى التسعة أشهر وزاد عليها وذلك لعلمه المسبق بأن الحياة التي تنتظره خارج الرحم هي حياة كلها فقر وبؤس وفاقة ومعاناة، وبأن كافة حقوقه المشروعة حتى في صورها الأكثر بساطة ستكون مهضومة.
نحن إذن أمام جنين أطلعه مؤلف المسرحية مسبقا على كافة حقوقه، وعلى مختلف الانتهاكات التي يمكن أن تطال  هذه الحقوق، إذا ما غادر عالم الرحم .. عالم الدفء والحنان والسعادة  العارمة  والأمان المطلق، ولهذا ترى هذا الجنين الملم سلفا بالشروط المثلى لمبدأ « المصلحة الفضلى للطفل » يصر على عدم المغادرة محتجا بذلك على مختلف أشكال الحرمان التي يعانيها الملايين من أطفال العالم…

المشهد الثاني:   »  أكلة البطاطس »
ينتهي مشهد « أكلة البطاطس » التي يسرده المعلم على مسامع تلاميذه. بعكس ما يوحي به أفق آنتظاره الأصلي أي بخيبة أمل الطفل « عكاشة » بطل هذه الحكاية والمتمثلة (أي خيبة الأمل) في عدم تمكنه من أكل البطاطس وليس ذلك بسبب من غياب الرغبة بل بسبب من غياب موضوع هذه الرغبة.
ومن الواضح أن التخريجة الغرائبية وغير المنتظرة التي قام بها المؤلف لحكاية معروفة هي  حكاية أكلة البطاطس. كان الغرض منها هو تسليط الأضواء الكاشفة على مدى جسامة الحرمان الذي يعاني منه أبناء الطبقات المسحوقة في تحقيق أبسط الرغبات، وفي عدم الحظوة بأي من حقوقهم المشروعة، وذلك عندما يصبح موضوع الرغبة لايدين للواقع الموضوعي بقدر ما يدين للإستيهامات والتهيئات ويصبح التناقض صارخا بين ما هو مشتهي وما هو حاضر وعلى هذا النحو ينكسر ما هو جميل ورائق وأخضر في  العوالم المستهامة للطفولة البريئة، على الصخور المسننة لضفاف الإهمال والخرق والانتهاك الجذباء.
المشهد الثالث : « شارع الحرية »
تدور الأحداث في مشهد « شارع الحرية » حول لبحث الذي يقوم به شاب سادج عن شارع يدعى شارع الحرية، ولكن لسوء حظه فإن الذين من المفترض أن يقوموا بإرشاده إلى هذا الشارع هم مجموعة من الفتيان العابثين الذين سيأخذون عبارة شارع الحرية في بعدها الرمزي ليصبح البحث عن شارع إلتصق إسمه لسبب من الأسباب بلفظه الحرية  هو بحث عن الحرية ذاتها كحق من الحقوق المقدسة للإنسان ولكنه حق لن يكون مصيره إلا الغياب في ظل شروط تستباح فيها إنسانية الإنسان بكاملها وليس فقط حريته.
كل ذلك ستتعرض له المسرحية في قالب كوميدي صادم لا يستهدف الضحك من أجل الضحك بل يجعل من هذا الأخير قناته النموذجية لتمرير الخطاب التنويري حول المسألة الحقوقية.
الهدف الإجمالي للمسرحية:
جعل المسرح في خدمة التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، وذلك نظراً للقدرة التي يمتلكها المسرح كفن مركب على أن يجعل من ذاته قناة جمالية لأكثر أشكال التواصل الحقوقي نجاعة وتشويقا، ولقدرته على أن ينتقل بالمعارف الحقوقية من المستوى المجرد إلى المستوى  العملي الملموس وذلك بتحويلها إلى قيم وسلوكات قابلة للرصد والمعاينة في واقع الممارسة اليومية.
إن المسألة الحقوقية لا تتوقف فعاليتها على أن تكون، دائما موضوعا للمحاضرة، لأن المعالجات الفكرية النظرية لها، ليس  بإمكانها أن تترك أثرها الجماهيري الواسع لو أتت بشكل تجريدي جاف، بل لا يمكنها أن تفعل ذلك إلا إذا قُدمت في قالب فني أي في قالب يمزج بين المتعة والمعرفة، وليس ثمة فن يمتلك الكفاية الجمالية على أداء مثل هذه المهام أكثر من المسرح.. وذلك على اعتبار أن هذا الأخير وسيلة جمالية تخاطب العين والأذن والقلب والعقل، ومن هنا قدرته على تقريب الأفكار إلى ملكة الفهم، مهما كانت درجة هذه الأفكار من التجريد كما هو الحال مع المفاهيم الحقوقية المختلفة من قبيل: الحرية والتسامح والتضامن والكرامة والمساواة والاختلاف وغيرها ..
-ومن أهداف المشروع أيضا الرفع من العائد الثقافي للعمل المسرحي وجعله  قاطرة للتنمية الثقافية بوجه خاص، وللتنمية البشرية المستدامة بوجدة عام  هذه الأخيرة التي لن تحقق كافة غاياتها إلا بقدر ما تبذل من جهد في اتجاه التحسيس والتوعية بالمسألة الحقوقية، ولعل ذلك ما كان يعنيه الفيلسوف شيلر عند ما قال. بأن « المسرح هو مدرسة للفضيلة، قادرة على تلقين احترام الحرية والكرامة الإنسانية، وهو عامل فعال في توحيد وجدان الشعب وفكره.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *