Home»Régional»ذبابة تهشم واقية بورش

ذبابة تهشم واقية بورش

0
Shares
PinterestGoogle+

"قصة قصيرة"

عزيز باكوش

زار المملكة الشريفة في الآونة الأخيرة ، ضيف من عيار ثقيل،ولذلك ، وخلال ساعات قليلة ،طليت القناطر والأرصفة على أوساخها ليلا ، وكنست الشوارع والجسور ،وتم تخصيب شجيرات غريبة الشكل باتت تقف منحنية على طوار الشارع العام ، فيما غطت شاحنات التعاون الوطني مطارح النفايات التي تؤثث فضاء المدينة برمال اختلستها من شواطئ قريبة تحت جنح الظلام .

وعلى مدى سبعة أيام ، لم ينزع جيش المملكة حذاءه ، ولا الدرك مسدسه، ولا الشرطة عصاها ، والنتيجة ، المتسولون والمتسولات ، لا أحد ، اللصوص وقطاع الطرق والمتخصصون في نشل الهواتف والخدمة بعد النشل ، لا أحد، ذوو العاهات المنتصبين في إشارات المرور والأماكن العامة ، لا أحد، الباعة المتجولون المحتلون للملك العام ،لا أحد، مطارح النفايات ومزابل الأحياء في الشارع العام ، وبالوعات مفغورة الأفواه صيف شتاء ، لا أحد ، …لا أحد لآ أحد….

ظل الضيف من فئة 5 نجوم يتجول رفقة عشيقته في خريطة الوطن كما يحلو له ، لكن ، ماحدث ذات ليلة ، كان صاعقة لاجدال. إذ ، بينما هو يعبر مقطعا طرقيا سيارا بين مدينة بن غرير وقلعة الساخنة ، وتحديدا قنطرة تبعد حوالي 100 متر عن محطة الأداء تدعى قنطرة الموت ، تهشمت الواقية الأمامية لسيارته الفاخرة " البورش"

في أول استجواب نشرته جريدة وطنية من عين المكان ، صرح ضيف المملكة حزينا " فوجئت بالواقية الأمامية لسيارتي وهي تنفجر ، لم أكن شاهدت المكان من قبل ، كان هناك شبان يضحكون فوق قنطرة ، كانوا متأهبين ، لم نتجاوب معهم، غيرنا اتجاه السيارة بصعوبة ، وبلطف من الله ، تمكنا من المرور فوق حجارة ضخمة القوا بها متعمدين .

وأضافت صديقة الضيف بنبرة أسى « طلبت من صديقي أن يتجنب الوقوف رغم إصابة الواقية الأمامية، وكذلك خزان وقود سيارتنا ، ولحسن الحظ استمر .. في الابتعاد شيئا فشيئا إلى أن اختفت القنطرة نهائيا عن أعيننا ، كنا لحظتها قريبين من موت محقق ، ومن نقطة الأداء أيضا . وحمدنا الله لأننا أصبحنا أخيرا تحت الأضواء".

فور علمها بالنبأ الصاعقة ، جندت المملكة قواتها الثلاث، الجوية ، والبحرية والبرية ، كما انتقلت على وجه الاستعجال الى عين المكان عناصر من الشرطة العلمية والتقنية ، مدعومة بفرق مكافحة الجريمة ، وتحرك نحو مسرح الجريمة طابور من سيارات الأمن المدرع ومجتمع من بشر ، وأنجزت الدولة التقرير الأولي الآتي :

الموقع تحت السيطرة قواتنا.

الطريق السيار…خال من الألغام.

الطريق السيار الآن آمن، بعد تمشيط من الدرجة الحمراء.

لا وجود لأي أثر..ولا أثر أي اعتداء كيف ما كان..

لم نتوصل بشيء من أي ممثل للسلطة بعين المكان .

لم يكن أثناء مرور سيارة ضيف المملكة العزيز شبان متهورون ، اعتادوا على رجم المارة بالحجارة وإرباكهم ، قبل الاستيلاء على ممتلكاتهم. إذ من باب الاحتراز ، تم توقيفهم على ذمة الاشتباه قبل الزيارة .

لا وجود لخطر…الآن.

عندما وضع السكرتير التقرير الهام فوق مكتب رئيسه المباشر ، كان هاتف الجنرال لا يكف عن الرنين ، لذلك ، أشعل سيجارة كوبية تنسمها بعمق ثم اصدر أمرا هاما.

" لا تتركوا أي شيء، يمكن أن يساعدنا على اكتشاف الفاعل ، كي ينال المجرم عقابه".

وفيما طوقت الشرطة العلمية المكان بدقة متناهية ، حيث لم تترك فضاء إلا ومشطته ..سواء داخل السيارة او خارجها. كانت عناصر الدرك تقتحم القرى والمداشر النائية بالقرب من حوض الجريمة ، بحثا عن فاعلين محتملين. فيما جالت طائرات هيلكوبتر في مناطق جبلية وعرة ، وذلك مباشرة بعد ذيوع الخبر.

بعد 12 ساعة من وقوع الجريمة ،تم اقتياد حوالي 600 مشبوه ، شرعت مختبرات شرطة مكافحة الجريمة في العمل على قدم وساق معبئة عناصر متدربة من كل التخصصات ،وبدا من خلال تحليل المعطيات الأولية التي تم تجميعها من فضاء الجريمة ، وتم شحنها تحت حراسة أمنية مشددة ، في سيارات رباعية الدفع باتجاه العاصمة ،الى أن ما أمكن العثور عليه في الفضاء الداخلي للسيارة يتكون أساسا من 1– خصلة شعر نسائية 2 –لفافة محشوة بمادة رمادية وأخرى بيضاء 3– وكبسولات وريدية طبية 4 — علبة لبلاستيكية لعازل طبي استعمل حديثا 5– وذبابة ميتة من حجم كبير .

بعد 72 ساعة ،اعتكف فيها المحللون وشرطة الجريمة على دراسة وتحليل المعطيات الأولية ، لم يتوصل مكتب الأمير ، ومعه المحللين في المختبرات الى نتيجة تذكر.

لكن الرئيس الأعلى للبلد، لم يكن راضيا ، فبعد أن تناولت الوكالات الخبر كان قاسيا هضم ضعف الأجهزة الأمنية ببلاده ، وما لذلك من انعكاس سلبي على السياحة السياسة التي ينهجها لخدمة بلده ، فأرسل برقية عاجلة ، يحث فيها أعلى قائد جهاز امن بمملكته أن يكون في الموعد في اقل من 24 ساعة ، وإلا حول الملف الى الانتربول ..

كان الجنرال المكلف بالتحقيق في الواقعة لحظتها ، بمعية متدربات بمسبح الأكاديمية . عندما وصل الفاكس الأميري..فقرر في الحال تعيين طاقم متخصص لحسم المشكلة ، وإلا أصبح مهددا في منصبه ، ..بعد ساعتي عمل دؤوب، واحتياطات أمنية غير مسبوقة ، حفاظا على سرية التحقيق ، توصل مكتب الديوان الأميري بالبلاغ التالي :

سيدي أدامك الله ، بعد تجميع كافة الدلائل ، وتمحيص كل الظروف والملابسات ، والاستماع الى الشهود ، والاستناد الى احدث ما جاد به علم الجريمة ، تأكد التالي :

أن الحدث الذي راح ضحيته الواقية الأمامية لسيارة بورش موديل 2008 ، المزودة بنظام… wsdgr /mk 412

خيل ، التي يملكها النجم……. ضيف رفيع المملكة الرفيع ، وبعد إجراء الفحوص والتحليلات اللازمة تأكد لشرطتنا العلمية ، بما لا يدعو مجالا للشك ، أن الأمر لا يتعلق بجريمة كما كتبت بعض الجرائد او تناقلت بعض الوكالات ، فالأمر تحت السيطرة أعزكم الله ، لكن الأمر يتعلق بحجر…نعم سيدي أعزك الله .. حجر صغير كان بالكلية اليمنى لذبابة من نوع تسيتسي اصطدمت بقوة بالواقية الأمامية لسيارة ضيفكم الكريم ، واعلم سيدي أدام الله صفاءك أن الذبابة الملعونة ، دخلت بلادنا عبر الحدود الجنوبية مع رياح الشركي السامة قبل 12 ساعة فقط .

عزيز باكوش

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. عبد الغني
    30/12/2007 at 23:40

    القصة تحمل دلالات سياسية لكنها على مستوى الخيال الادبي بعيدة كل البعد عن القصة القصيرة فانت تنزع الى الاسلوب المباشر احيانا والى التدقيق في الوصف والاطناب وهده من سمات الرواية على العموم الموضوع جميل والفكرة رغم انها مقتبسة من نكتة شبيهة بنكتة الصرصار الدي فجر عجلة سيارة وبعد البحث تم ايجاد مسمار الكيف في احدى ارجله الملعونة رغم دلك اشجعك على الكتابة في زمن نحن فيه بامس الحاجة الى الكلمة المعبرة والدالة

  2. محمد الزعماري
    31/12/2007 at 15:00

    طبعا الذبابة هي المسؤولة،فلا وجود لقطاع الطرق ببلادنا،وان وقع حادث شبيه بالقنطرة المذكورة ،فليس الا مزحة ثقيلة من فتيان في حالة غير طبيعية بعد تناولهم للفافات صغيرة او لعقاقير مهربة ،وهم فقط يلهون ويلعبون تجزية لوقتهم الوفير في غياب شغل يشغلهم عن مثل هذا المزاح الذي يزيد عن حده،والشيء اذا زاد عن حده انقلب الى ضده.
    والذبابة ليست سوىارهابيا مصنوعا من طرف الاعداء الذين يحسدون البلاد على تطور السياحة بها وخاصة سياحة علية اقوام عقولهم ليست في رؤوسهم بقدر ما هي في شهواتهم.
    مزيدا من الكتابة فبالمثابرة نبلغ المبتغى.

  3. عزيز باكوش
    31/12/2007 at 15:00

    العزيز عبد الغني
    ما تفضلت به يشكل جزء من الحقيقة اشكرك واعدك بالتماهي مع ملاحظتك في ما يستقبل من ابداع
    شكرا لك اخي ودام تواصلك

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *