الإسلام وظاهرة تصدير حقد أعدائه لأبنائه
من اللافت للانتباه منذ أحداث الحادي عشر من شتنبر تنامي ظاهرة الحقد على الإسلام كدين عالمي له من الأتباع ما يربو عن المليار وثلث المليار منتشرين في كل قارات هذا العالم. والحقيقة أن هذا الحقد له جذور ضاربة في التاريخ؛ وهو ما يعرف بالصراع الإسلامي الصليبي الذي عكسته حروب معروفة بالحروب الصليبية. و كانت فلتة لسان الرئيس الأمريكي وهو من أنصار اليمين المسيحي المتطرف عندما عزم على غزو أفغانستان مؤشرا على ظهور هذا الحقد بعدما ظل طي الكتمان يطفو بين الحين والآخر هنا وهناك. كما أن موقف البابا الجديد كان مؤشرا على هذا الحقد؛ ولم يكن حبر الصليبية الكبير ليكشف عن حقده اعتباطا بل رأى الفرصة سانحة لذلك. وتلت تلك المواقف الحاقدة مواقف متعددة كالرسوم المسيئة لشخص الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وغيرها من المواقف التي لا تخفى بواعث الحقد فيها.
وإذا كان الحقد من أعداء الإسلام لا يستغرب كما لا يستغرب سم من أفعى أو عقرب؛ فإن الاستغراب يكون في تنامي ظاهرة تصدير الحقد لأبناء الإسلام. ولقد وجدت ظاهرة تصدير هذا الحقد التربة الخصبة في بلاد الإسلام حيث توجد طوائف من أبناء هذه البلاد كانت متشبعة بأيديولوجيات لائكية إبان ما يعرف بفترة الحرب الباردة ؛ وهي حرب غربية صميمة سببها التنافس من أجل الهيمنة على اقتصاد العالم خاصة مصادر الطاقة الموجودة في بلاد الإسلام و التي تعد شريان حياة المجتمعات الغربية المتنافسة على قيادة العالم. وقد نجحت تلك الأيديولوجيات في إقناع العديد من أبناء العالم الإسلامي بأفكارها وقد تزامنت مع وجود ظروف سياسية واجتماعية بائسة ودافعة لليأس في معظم البلاد الإسلامية ؛ ومحفزة في نفس الوقت على الثورات والانتفاضات وهو أمر كان لا بد أن يستهوي من كان يتوق للتخلص من تلك الظروف البائسة من الشباب المثقف. وفي نفس الوقت كان تنامي الشعور الديني عند شرائح أخرى ظلت متشبثة بهويتها الإسلامية زمن الحرب الباردة ؛ واتخذت موقفا واحدا من الغرب بشقيه الرأسمالي والشيوعي لأنها أدركت أن بلاد الإسلام مستهدفة من الشقين معا؛ وكان هذا سببا كافيا لتكون هذه الشرائح مستهدفة من طرف الغرب بشقيه؛فضلا عن كون الغرب بشقيه استعدى عليها المنبهرين به من أبناء الإسلام والذين استخدموا كطابور خامس لتسهيل الغزو الفكري الغربي .
والغريب في الأمر أن من كان بالأمس في زمن الحرب الباردة يملأ الدنيا ضجيجا بأفكار الأيديولوجيا الشيوعية صار خلا حميما للأيديوبوجيا الرأسمالية ؛ وتناسى بين عشية وضحاها مقولاته من قبيل صراع الطبقات وديكتاتورية البرولتاريا… وهلم جرا ؛وصار يلتقي مع الامبريالية في مفهوم الديمقراطية والحداثة والعولمة كل ذلك ضد ظاهرة الإسلام ؛ أو ما يسمونه الإسلاموية وهي طريقة مقصودة لزحزحة المفاهيم عن دلالاتها لحاجة في نفس اليعاقيب من أنصار الغرب الرأسمالي المتعولم والشيوعي البائد .
ومن هؤلاء من يمم صوب الغرب الرأسمالي من أجل الدراسات العليا بالرغم من ولائه للغرب الشيوعي لأن البرغماتية شعارها الغاية تبرر الوسيلة وحصل له غسيل دماغ كما يقال فعاد لينعق نعيق البلد المضيف ويسوق مقولاته في وطنه الأم في عملية سمسرة من نوع جديد بعد سمسرة سابقة لفائدة الشيوعية ؛ وسبحان مبدل الأحوال الذي لا يغيره حال.
ولقد آلت الأمور في بعض بلاد الإسلام لسماسرة الغرب الجدد فاغتنموا كل فرصة سانحة لتمرير مكبوتاتهم الأيديولوجية التي كانت محرمة قبل أن تصير الأمور إليهم وتم تركيز هؤلاء على ظاهرة العداء للإسلام غير الرسمي حسب تعبيرهم بشكل فظيع تجنبا للسلطات في بلادهم التي تمثل الإسلام الرسمي ؛ وتزلفا للغرب الذي يخوض حربا خاسرة في أكثر من بلد إسلامي ضد الإسلام غير الرسمي بسبب ذرائعه الواهية وانكشاف أقنعته الاستعمارية. ولقد حرص هؤلاء السماسرة على فتح أكثر من جبهة ضد الإسلام من خلال مشاريع ثقافية عبارة عن استفزازات لخلق فرص الاحتكاك والتماس مع حركات إسلامية قصد استئصالها اغتناما لفرصة وجود حرب عالمية ثالثة على الإسلام وتحقيق مكاسب أيديولوجية توفق بين أحلامهم بالأمس وطموحاتهم اليوم ؛ وتساير مقولة العولمة.
ويمكن للمتتبع أن يلاحظ بجلاء ظاهرة الحقد على الإسلام المصدر من الغرب إلى المنبهرين به من المحسوبين على بلاد الإسلام و الذين لديهم استعدادا لتقديم خدمة للغرب هو في أمس الحاجة إليهم في حربها الخاسرة.
و يكفي تصفح بعض الجرائد وبعض المطبوعات ؛ ومتابعة بعض البرامج الإذاعية والتلفزية لمعاينة ظاهرة الحقد هذه ؛ فعلى سبيل المثال وعندما نتصفح كتيب : (تأملات في الإسلام السياسي / الإسلام والعلمانية)……….. وقد صدر منه كتابان من سلسلة فكر الجيب وهو عبارة عن مقالات صحفية جمعت نجد عناوينها ناطقة بالحقد على الإسلام من قبيل : لا مفر من إعادة قراءة القرآن من جديد / تشويه الدين باسم الدين / مبشري فضائيات الإسلام السياسي / القراءة الحرفية للقرآن الكريمة مسيئة له / من الحاكمية لله إلى ممارسة القتل والانتحار / جماعات الإسلام السياسي تخلط المفاهيم لمنح الشرعية للاستبداد/ عنف الخطاب الإسلامي السياسي / السياسة لست ركنا من أركان الإسلام / ليست الخلافة أصلا في الإسلام / الإسلام السياسي آلة لإنتاج الوهم / القرآن الكريم والحديث الصحيح خاليان من أي حكم سياسي بالشريعة / تهافت خطاب الإسلام السياسي / لا ديمقراطية بدون علمانية / الإسلام السياسي يحرف النصوص والعلمانية ضرورة للدين / الفاشية والدين / الشيخ القرضاوي يعتبر المغاربة مهاجرين في وطنهم / خرافة الاعتدال لدى جماعات الإسلام الحزبي/ الدعوة للحوار مع جماعات الإسلام السياسي تستر على جرائمها / احذروا شيوخ العنف والإرهاب/ لا يوجد في الإسلام نظام اقتصادي / جماعات الإسلام السياسي تواجه العنصرية الصهيونية بعنصرية إسلاموية )
عندما نتأمل فهرس هذه المحتويات يتجلى لنا بوضوح مدى تنامي ظاهرة الحقد على الإسلام عند طائفة العلمانيين المتربصين به من خلال استعداء السلطة على الجماعات الإسلامية ؛ ومحاولة لي أعناق المفاهيم الإسلامية لتصير منسجمة مع الطروحات العلمانية ؛ واختزال الإسلام في ما أصبح يسمى إرهابا
3 Comments
جل هذه الكتيبات قرأتها و وجدت انها تدافع عن الإسلام الصحيح النقي الذي جاء رحمة للعالمين وتتطابق مع ما ينص عليه القرآن الكريم و السنة الصحيحة و ليس مع إسلام الجهلاء و المتعصبين و المزواجين و المخادعين و قوم تبع .فباسم من تنطق يا شويخنا ؟ اباسم قتلة أطفال الشوارع ؟أم باسم الذين يفجرون المساجد و المقاهي؟ أعلم بانك لست لا من هؤلاء و لا إلى هؤلاء..فرجاء أن تتأكد وألا تندفع اندفاع الجهلاء فتخوض في موضوع لا علم لك بحدوده.
للاسلام مليار متتبع ولكنهم مايسواوش ( زيرو ) العبرة بالقوة والثقل في الميدان وليس بالعدد الخاوي الكاذب المنافق المحتال المستغل للدين من اجل المصالح الخاصة . ( كثر ولكنهم كغثاء البحر ) نريد مسلمين من العيار السليم الصحيح الذين يغيرون معادلات القوة في العالم وليس المنافقون المتذللون لاسيادهم كيفما كان نوعهم اعتقد ان السيد الشركي لايختلف معي ام له راي اخر ….؟
إلى الوجدي المقيم بالشمال إذا كنت أنت مجرد قارىء للكتيبات فأنا أعرف شخصيا الكاتب وأعرف ما تجهله جهلا تاما.وصدق من قال : إذا ما الناس جربهم لبيب // فإني قد أكلتهمو وذاقا
إن محاولة تلفيق تهمة الإرهاب لكل من يفضح العلمانية القذرة لعبة متجاوزة لم تعد تجدي فعليك بالبحث عن لعبة جدبدة . واعلم أن من يرمي من يخالفه الرأي بالجهل جاهل بالضرورة وعليك أن تتعلم الأدب في الصفوف الأولى الابتدائية قبل ان تعلق على ما يكتب غيرك . ولا أدل على جهلك أنك لا تناقش موضوع المقال وإنما تحرص على الإساءة لصاحب المقال وأنت أصغر من أن تنال مني بسوء أدبك . فتعلم الأدب أولا لنعلمك الحوار بعد ذلك