حمام تكاتك
بقلم : بثينة الجلطي 3/3 ثانوية عبد الخالق الطريس الإعدادية
حمام " تْْكَْاتك"
لكم كنت أكره أيام الآحاد،أستفيق على هزات قوية التي لا شك أنها خفيفة في البداية فلولا ثقل لومي لما تحولت إلى تلك القوة.لا تترك لي أمي الفرصة للاستيقاظ بل لكي لا أؤخرها أكثر.تحملني بين ذراعيها وتلقيني وراءها في السيارة بين الرزم والسطل الكبير.
عند باب حمام"تكاتك" الذي يمكن اعتباره من المعالم التاريخية لمدينة وجدة،تستقبلني رائحته اللاذعة…التي لم تفلح محاولة إخفائها بحرق شتى أنواع البخور والند.لا أفهم لحد الساعة لماذا تتسابق" الطيابات"على حمل "سَطلنا" بينما نحن ننزع ملابسنا في البهو الكبير البارد الذي يذكرك بالمسلسلات التاريخية،بأقواسه وسواريه وزليجه القديم.
رغم تبكيرنا فغرفه الداخلية ممتلئة من أقصاها إلى أدناها،والأجسام العارية المتهالكة إما منهمكة في فك الضفائر الطويلة وطليها بالغاسول، وإما مشغولة بتمرير "الصابون البلدي" على كل مواقع الجسد…وكل تلك الروائح المخلوطة بالعرق والحناء تزكمني وتصيبني بالغثيان…وهن لا يكففن عن الثرثرة والصخب والضحك العالي وأحايين كثيرة العراكات الحامية الوطيس قرب "البرمة" الساخنة…فالحمام هو النادي النسوي هن المحرومات من الجلوس في المقاهي.
– لا تشربي الماء…
نصيحة غالية ولكن لمن يعمل بها….فسرعان ما أحس بكل الأشياء حولي تتراقص ثم تغيب نهائيا.وأستفيق فأجد نفسي في البهو الكبير وعبق من رائحة الأمومة المنعشة يحيط بي.
وسرعان ما يمر الأسبوع ويأتي يوم الأحد.
2 Comments
شكرا لك أختي الكريمة ، على تذكيرنا بمعلمة من معالم حبيبتنا الغالية وجدة ، لكن للأسف بين عشية وضحاها سيختفي كما اختفت ملامح ومعالم أخرى لمدينتنا الغالية.
أشكر الاخت بثينة الجلطي عن هذه القصة