Home»Régional»من باريس إلى ـ التاريخ الأريج لمدينة فيجيج ـ

من باريس إلى ـ التاريخ الأريج لمدينة فيجيج ـ

0
Shares
PinterestGoogle+

من باريس إلى
״ التاريخ الأريج لمدينة فجيج״

قد يقول قائل ما علاقة باريس بفجيج ؟
و لكن، للذين لا يعرفون فجيج، هي تتكون من سبع قصور، ربما الثامن فيها احتضنته المنطقة 94 بجنوب باريس-

كما يروي لنا الآباء، بقيت فجيج لزمن محطة قوافل التجارة، و طريقا لأكبر العلماء المعروفين عند المغاربة، و شهدت امتزاجا تاريخيا رصينا، بين بعض العرب القادمين من اليمن، و الشام، لأجل الاستقرار و التزاوج أخيرا مع الامازيغ- فقيل أن هناك بالمنطقة سليلو الشرفاء القادمين من المشرق العربي، مثل بنو عمر الذين يحتفظون بوثائق لذلك، و لو أن أحفادهم الصغار- على ما يبدو- عادوا لا يؤمنون بهده النظرية، بحجة أن التفاخر بالأنساب بدعة جاهلية-

و بقيت واحة ״بحر النخيل״ كما اسماها علال الفاسي، عند زيارته لها- بقيت بسلام تعيش باكتفاء ذاتي عجيب، و نصحهم بالتالي بالاعتناء بالدين، كي تتكفل لهم فاس بالعلم!!
و بعد هذا الهدوء، هبت عاصفة نكران العشير، ليتركوا لفجيج حبلا سريا كأنه لمطلقة معلقة!!!، مجرد ممر بين الجبال، كي تبقى على عهد الوطن الذي مات الكثيرون من أبنائها فداء له- لقد أخد منها الغاصبون كل شيء، النخيل، و الوادي الكبير، لكي يعوضون في الأخير بجوازات سفر ميسرة في السبعينات، لكل من قال إني فجيجي!!

و شهد شاهد من أهلها، عندما كتب السيد الاسماعيلي كتابه القيم، عن ״التاريخ الأريج لمدينة فجيج״، بعدما جمع من الوثائق و المحادثات الشفهية ما يشكل جزءا على الأقل من ذلك التاريخ-
و أنا مثلي مثل السيد مدير ثانوية عمر بن عبد العزيز- جلست إلى الفجيجيين بالقصر الثامن بجنوب باريس، سألتهم لما لم تكتبوا كتابا عن مدينتكم؟ و لم تستثمروا في أرضكم؟، فقالوا إنا انشغلنا بالعملة الصعبة٬ و برحلة الشتاء و الصيف فلا ندري على ما سنترك أبناءنا من بعدنا-

لقد فهمت أن المسالة ترتبط بالتيه و افتقاد الهوية، فكما تصعب العملة يصعب معها الاحتفاظ بجذور الذاكرة-
ذاكرة لا ادري قد دخل فيها قصرا ذاك المستعمر، الذي لحقوه فلم يعطيهم سوى افتقاد هوية، جائزة على تحمل الطريق الطويلة التي كان يقطعها آبائهم من قبلهم مشيا على الأقدام، طلبا للعلم و تلبية للعمرة و الحج- و لقد حج الفجيجيون إلى جنوب باريس، كي تصح النظرية القائلة بارتحال أهل الجنوب إلى الجنوب، و لكن إلى متى البقاء دائما من دول الجنوب!؟

لقد قال لي الشباب الفجيجي هناك في باريس، أغنيتهم المعروفة التي مؤداها أن كل اللهجات لها شعرائها إلا شلحة فجيج، فقلت أولا يكون هذا عيبا فيكم و لما دائما التظلم و البكاء؟، إلا أنني تنبهت في آخرها إلى إيحاء عن القصعة فيها، و فهمت حينها أن الذاكرة الفيجيجية تختزن الكثير، و الكثير-

رسالة فرنسا

سمير عزو

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. Yahya TORBI
    29/12/2007 at 22:32

    je ne pense pas que ce soit question d’identité mais celle d’évolution des sociétés ou celle d’interchangeabilité de cultures et de modes de vie : comme il y a des Africains qui affichent leur désir d’aller s’installer En Europe, des Européens rêvent de venir s’installer en Afrique ou au Maghreb, et au sein de la globalisation galopante, tout le monde aura, qu’on veuille ou non, la même identité.

  2. متتبع فجيجي
    30/12/2007 at 20:15

    شكرا لك ياسمير وعلى ما تكتبه واشكرك هذه المرة حين اثرت موضوع الهجرة وتداعياتها على الهوية…ففعلا فهانحن اليوم نلمس ماجنته علينا هذه الهجرة الجماعية لفرنسا وتحديدا لباريس لحد ان اقمنا هناك قصرا ثامنا كما قلت في مقالك…يااخي سمير لقد اصبحنا نعيش اليوم هنا واقعا سرياليا بكل ما تحمله الكلمة من معنى….فلقد تزوج العديد من شبابنا من فرنسيات(معظمهن طاعنات في السن) بل منهن من يستتبع ابناء. فامسى ان نلتقي بهذا النوع من الزواج الهجين امرا مالوفا في دروب بلدتنا صيفا امرا مالوفا…بل الامر الادهى من هذا هو ظهورصورة مقابلة وهو محاولة بعض الاجانب التزوج من فتياتنا… وباختصار فان الهجرة قد خلطت وغيرت من كل المعاير بل اصابتنا بالتيه وافقدتنا البوصلة…. الى لقاء

  3. رجل تعليم
    31/12/2007 at 15:08

    أثمن عاليا دفاعك المستميت عن هويتك الوطنية ،وارتباطك الوطيد بفجيج المجاهدة ،وأسالك بالمناسبة عن أستاذ عزيز علينا ،افتقدناه منذ مدة طويلة ،ولم نعد نسمع عنه شيئا ،ويتعلق الأمر بالسيد ً بوبكر عزو ً أستاذ الرياضيات بمدرسة ابن خلدون للمعمين بوجدة ،خلال منتصف السبعينيات من القرن الماضي ،ونتمنى صادقين أن يكون غيابه خيرا .

  4. Nasser d'at Bezza
    06/01/2008 at 23:39

    Figuig restera une ville militante, auparavant elle l’était contre un régime autoritaire, aujourd’hui contre sa marginialisation qui se perpétue. depuis toujours cette ville n’a compté que sur ses propres moyens et les moyens de ses habitants, les visites du monarche se compte sur le bout des doigts, pire encore ceux du gouvernements. En deux mots, cette ville a été laissé à son destin malgré sa situation géographique très sensible. Alors s’il vous plait n’évoquez plus cette question d’identité, car seuls les figuiguis savent de quel bois il se chauffent.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *