بين المقهى و المقهى مقهى،هذا ما يردده الخاص و العام من الناس المغاربة .المدن أنواع:صغيرة و متوسطة وكبيرة،ونفس القانون يطبق على المقاهي و المطاعم و الحمامات.إن المقاهي تعكس الحالة الاجتماعية و المالية لمالكها،كما أن روادها من فئات اجتماعية و مالية مختلفة.فالحكم إذن للجيب و ما يحتويه،والحديث عن الجيب ذو شجون ،ومن الجيب ما قتل.

التنافس بين المقاهي الكبيرة على أشده و لا حد له و لا حصر.يكاد يكون قاتلا ،إذ يتنافس أرباب المقاهي من يفتح باكرا و من يغلق متأخرا،بل أكثر من ذلك من يستطيع أن لا يغلق ليلا و نهارا.المقهى في ارق لامنتهي.التنافس يكون أيضا في فطور الصباح من خبز « مقرمش » و بيض مقلي و زيت الزيتون و زبدة و جبن و (حرشة) و ملاوي.عليك بالطلب ثم عليك بالدفع،كل شيء بثمنه.

كلما أدخل صاحب المقهى خدمة بطنية جديدة(أكلة جديدة أو مشروب جديد) ،تجسس عليه أصحاب المقاهي الأخرى المجاورة،فالزبائن كالزئبق لا تستقر في مكان فهي كالطيور المهاجرة.لقد تحدث واحد من أصحاب المقاهي الرفيعة بألم كبير و حسرة موجعة من هذا التجسس الخبيث من الآخرين.ولم ينس أن باح للبرنامج بسر مهني وهو ،انه يقدم لزبائنه قهوة يشتريها هو ب300 درهم للكلج،وهذا ما لم يفعله واحد من منافسيه…

ويتنافس أرباب المقاهي في الخدمات.وكثير منها تكون متعددة الخدمات multi services    (مطعم و مقهى و مقشدة و مخبزة و…)و الزبون الثري بيت القصيد،فهو الملك في لغة التجارةle client est roi    ومن عادة الملوك الأمر وكل أمر مطاع.اطلب بلا حرج،وادفع بالتي هي أحسن.حتى المتسولون المستفزون يطردون من بعيد خارج المرمى.

المقاهي كثيرة تملا المدينة وروادها موجودون في كل حين.إذ هي مكان المواعيد المهمة.ومن المقاهي ما قتلت بالبطنة التي تذهب الفطنة .ففي المقهى « سوبر ستار » كل العجائن موجودة بما فيها « لملاوي »بلغة أهلنا في مراكش و لغة السيد وزير الحكامة،الذي قال أن ثمن (الكومير) حالته مستقرة إلى حين،وترك الحرية لأصحاب المخابز  أن يقرروا في أثمان العجائن و مشتقاتها و الحلويات و المرطبات…فالسوق الحرة تقتضي الأثمان الحرة(و كلها يلغي بلغاه). الكوميرة بقت على حالها ،وهذا قرار حكومي،لان الشعب خبزي بامتياز.ولكن الوزير قال أنه غير صحي،فالخبزالمخبزي  يسبب السمنة(الكوليسترول) و السكري.و معظم المغاربة يعانون من هذه الأمراض.ولم ينس سيادته المحترمة أن ينصح المغاربة بتناول لملاوي فهي صحية،ولكن على الطريقة المراكشية في الفطور.الم يكن من فضل سيادته أن يتحدث لنا أيضا عن أشياء أخرى مثل « الهركمة المراكشية »و »الحمص بالكرعين »،واتلطواجن المراكشية يا مولاي يامولاي(مع موسيقى الملحون و الطرب الكناوي يا مولاتي) ومأكولات أخرى، تلك الوجبات الصحية أيضا و بالطريقة المراكشية في جامع الفناء أو  la mosquée de la fin du monde   ،كما يحلو لبعض المازحين أن يترجموا حرفيا.