Home»Régional»رسالة فرنسا : لكل حكومة إذا ما تمت نقصان

رسالة فرنسا : لكل حكومة إذا ما تمت نقصان

0
Shares
PinterestGoogle+
لكل حكومة إذا ما تمت نقصان

في الغالب يسعى الوزراء الأولون إلى إضفاء التناسق و روح التضامن على حكومتهم، غير أن المحك هو الذي يكشف تلك الحقيقة-
حقيقة، ساقتني للتساؤل كيف غاب على الوزيرة المغربية، حين كانت في زيارة إلى موسكو، أن عددهن بالكامل في حكومة عباس هو سبعة، و أنها في آخر سنة 2007 و ليس العهد القديم-

و عرجت سريعا إلى فرنسا، التي درست و كونت الكثير من النخب المغربية، لأقول مثلما قال لنا الدكتور محمد أمين الميداني في استراسبورغ، لماذا حين تعود النخب إلى بلدانها لا تأخذ معها مبادئ حقوق الإنسان كي تشيعها هناك ؟
لقد كنت أقول أن فاقد الشيء لا يعطيه، و أن الذي ليس بحوزته سلوك، لا يجد سبيلا لدعوة الناس لتحسين السلوك- فتنبهت أخيرا في اليوم العالمي لحقوق الإنسان لهذه السنة، كيف تستقبل جمهورية الأنوار العقيد القدافي بهالة من التقارع الفكري و النقاش-
نقاش حامي الوطيس دار بين الفرنسيين بخصوص استقبال الرئيس الليبي في الاليزي، و تساءل بعضهم في الإذاعة عن إمكانية استقبال أسامة بن لادن مستقبلا في فرنسا- المهم في كل ذلك أن الفرنسيين كانوا ينتظرون أن يشاهدوا خيمة الرئيس و هي تنصب أمام قصر الاليزي – كما اعتبروا أن فرنسا ليست فقط ميزان اقتصادي و إنما لها مبادئ و مثل تحكمها-

في الحقيقة لازلنا بخير ما دام يعجب من العجب!!، لقد تحدثنا فيما قبل عن مجموع تناقضات أصبحت تطفو على الجو العام بفرنسا مع السياسة الجديدة، و لكن رغم ذلك يبدو أن مفعول الأنوار لا زال هو الآخر بخير، فالطلبة مثلا أوقفوا سير الجامعات احتجاجا على قانون استقلالها عن القطاع العام، و تم الأمر بسلام فقط مع بعض التكاليف المادية الناجمة عن الخسائر التي قدرت في جامعة واحدة بمأتي ألف اورو أي 200 مليون سنتيم عندنا-
إنني لا أروم ههنا مقارنة اللامقارن، فقد يكون عندهم نقود كما يقول قائل، و لكن أين العقول التي تستقطب تلك النقود؟؟
بل ان التغيير حاصل لا مناص في حكومة ساركوزى، و ربما تغادر رشيدة داتي الحكومة داتها في شهر يناير بعد أن احتج القضاة و المحامون طويلا علي قانون جديد يمس قطاعهم-
و لما تساءلت يوما في خضم الحملة للرئاسية بفرنسا عن سبب ورود كلمة ״البركة״ على لسان ساركوزي، قلت حينها ربما لتعامله مع الكثير من الوجوه العربية أو ذات الأصول المهاجرة، فالذي حصل بعدما ربح السيد ساركوزي ببركة هؤلاء، و هو أن بركته هو الآخر قد وصلت!!، ففي هذه الفترة يجب على قاطني السكن الاجتماعي الاختيار بين أمرين: إما الشراء و إما ستراجع واجبات الكراء و شروط الاستفادة-
بركة كان يعتقد السابقون من المهاجرين الأوائل أنها ستغلق الأبواب، كل الأبواب على الجدد القادمين من الجنوب، و لكن هاهي تحل بدارهم فلقد كنا نعرف كما نسمع أن فرنسا لم تعد قادرة على تحمل ماسي كل العالم، فقلنا و لا العالم كان كما كان- و إذا كان و لابد أن تستقطب، فلتكن الأسبقية كما قال دوكول لشمال إفريقيا بحكم التاريخ الاستعماري و القرب—
انه ليس لنا أن نملي على احد ما سيفعل و بالأخص فرنسا التي علمت الكثيرين و منهم الروائي المغربي المعروف الطاهر بن جلون الذي كتب مؤخرا في لوموند ديبلوماتيك مقاله القيم عن الاحتفاء بخروج آخر مهاجر و علاقة ذلك بإخراج الألفاظ العربية من اللغة الفرنسية- ربما يكون كما أتصور الخروج من الذاكرة اذهى و أمر من الخروج خارج الحدود بل و إن الخارج من الحدود قد يرى له طريقا أخرى غير التي سبقت إنما اتسائل عن إمكانية الرجوع إلى الذاكرة إذا ما حصل الخروج طبعا-
فلا علينا إذن، المهم أن لفظ البركة هو الآخر موجود في لغتنا، كما كان له وقع في الحملة الرئاسية و لا ادري إن سحبناه هل تزول معه المصداقية؟
سنترك الجواب لما بعد العيد، و نحن على عتبة رأس السنة، اذكر أن عميد الطائفة المسلمة بليل، السيد عمر الأصفر كان يقول لنا من فوق المنبر ناصحا ״لا تنكصوا على هؤلاء حياتهم״!

اجل، و إن كنا لا نعتقد في حلول بابانويل، سنتمنى له آخر حلول بذاكرتنا-

رسالة فرنسا
عزو سميز

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *